40- (رَبِـحَـتْ الـبُـومَـة)

4.3K 309 94
                                    

**الفصل كان المفروض ينزل امبارح بس حصلت لي ظروف خارجة عن إرادتي فـ نزل النهاردة
واعذروني الفترة الجاية دي لو خالفت مواعيدي أكتر من مرة، لأنها ظروف غير معلومة الأجل والله أعلم هتخلص امتى، وربنا عالم والله ازاي باجي على نفسي عشان متأخرش على قد ما اقدر
قراءة ممتعة ومتنسوش الڤوت بعد اذنكم♥️**

.

.

.

انكمشت مريم على ذاتها متخذة طرف الأريكة موقعها، ضمت قدميها لصدرها وهي تحتضن بين يديها كوب الماء الذي شربت منه للتوّ .. لايزال وجهها مجهدًا ورطبًا من آثار الدموع التي لم تتوقف حتى تلك اللحظة ..

انتبهت لعز وهو يجلس بجوارها ويضع بعض المستلزمات الطبية على المنضدة المقابلة ؛استعدادًا لمعالجة جروحها وكدماتها .. وقبل أن يلفظ بحرف استمع لسؤال أبيه وهو يجلس على الكرسي المجاور :

_كلّمت ولاد عمتك؟

_فخر زمانه جاي وزيزو مبيردش

ظنت مريم أن حضور فخر يعني عودتها إلى المنزل، فشرعت تهز رأسها رفضًا بجنون وتنطق بخوف :

_لا لا انا مش عايزة اروح البيت لا مش عايزة، انا فلتت منه بالعافية مش هروح هناك مش هيسيبني!

أسرع عز يتمسك بيدها ويطمئنها بقوله :
_اهدي اهدي مش هنسيبك ترجعي هناك متخافيش

ثم أكد رؤوف على كلماته :
_مش هتروحي في حتة يامريم، انتِ هتقعدي هنا في اوضة مي لحد ما الأمور تهدى

رن جرس المنزل فسبق عز بالنهوض واتجه إلى الباب ثم فتحه، ليسمح لفخر بالدخول وهو متعجل يبحث عن أخته فقط، فما ان وقعت عينيه عليها حتى هرول إليها يناديها بقلق :

_مريم!

نظرت له بأعينها الباكية وقد رفعت يديها له بمجرد اقترابه منها لتعانقه بقوة، بينما انحنى بجذعه ناحيتها ليسمح لها باحتضانه، وبدوره ضمها له برفق .. ربطت رقبته بين ذراعيها وكأنها تستغيث به ;هو أكثر من ينجح في سلب أي شعور سيء بداخلها بمجرد عناق دافئ .. فأمسى يمسد خصلاتها ويربت على ظهرها بحنان وهدوء

تحرك قليلا ليجاورها على الأريكة وهو لايزال منحنيًا ؛لرفضها بأن تتركه .. جلس وبادلها العناق وهو يستمع لها تبكي بحرقة وألم، وهمس لها بخفوت :

_بس ياحبيبتي بس انتِ معملتيش حاجة، انا هتصرف مع الواد ده متقلقيش اهدي بس شوية

أخرجها من أحضانه بهدوء ليتفحص وجهها المشوّه، وبدا عليه الأسى الشديد مع الغضب وهو يتمتم بعدم تصديق :

_ازاي عمل فيكِ كدا !

بدّل نظره إلى خاله وعز، وتساءل :

_زيزو فين ؟

أجاب عز بعدم اكتراث :

_معرفش، كلّمته مردش ..

*
*
*

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)Where stories live. Discover now