14- (مـهندِس فِي ورْطـة)

4K 305 26
                                    


بأحد المقاهى الفاخرة جلست مريم بصحبة إياد ، حيث جاورا بعضهما فوق مقعد مريح يتقدمه طاولة منخفضة تحمل المشروبات ..
وجهها على غير العادة افتقد لضحكتها الرقيقة وسيطر عليه الإحباط واليأس .. بينما تطلّع لها إياد باهتمام ونطق بقلق :

_ عرّفينى حصل ايه يمكن اعرف اساعدك ، ده احنا كنا لسة مبسوطين فى عيد الميلاد امبارح

_محصلش حاجة يا إياد بس دماغى انت عارف مبتسكتش لحد ماتنكد عليا ..

_طب احكيلى بس بتفكرى فى ايه بالظبط؟

شردت عينيها فى الفراغ وتنهدت بثقل ثم تحدثت بهمّ :

_مش عارفة كدا بقعد افكر كل شوية ليه اللى انا عايزاه صعب الاقيه؟ ، بشوفه موجود عادى وغيرى كتير لقوه وبسهولة كمان ..

بحسّ إنه سهل على الناس تنول الحاجة اللى انا عايزاها ،بس تيجى عندى انا تبقى مستحيلة!
مش عارفة المشكلة فيا ولا فى ايه بالظبط.

نظرت له وتابعت بقلة حيلة :

_انا عارفة أكيد كله فى الآخر رزق وقدر ..
بس ساعات بيصعب عليا نفسى ، مش ببقى فاهمة هو انا عملت حاجة غلط ولّا انا مستاهلش أوى كدا !

رمقها بتأثر واضح وقال :
_ليه بتفكرى كدا بس؟ ، مش يمكن اللى انتى عايزاه ده مش خير ليكى بس هتشوفى بداله حاجة أحسن بعدين؟

ابتسم لها بهدوء وقال :
_متستعجليش ياحبيبتى ، جايز دلوقتى مش لاقية اللى نفسك فيه بس ربنا هيعوضك بعدين ..

ابتسمت باطمئنان وأومأت باقتناع ، اقترب إياد منها وتقدم ذراعه من خلف ظهرها ليحيط كتفها بيده ،فانتفض جسدها بخفة وعادت عفويًا للوراء ، نظرت له بحنق وهتفت :

_إياد لو سمحت مش بحب كدا

أبعد يده فورًا ونطق ببراءة :
_والله مش قصدى حاجة انا كنت هطبطب عليكى بس

أردفت بعدم رضا :
_لا مش لازم ، الكلام كفاية عليا

_انا آسف بجد متضايقيش انا فعلا مقصدش حاجة خالص

هزت رأسها بالقبول وهى تهمّ بالنهوض :

_ خلاص مش مهم .. انا رايحة الحمام

*
*
*

_لا لا تعبت بجد ،طز فى الكاريزما بقى

هكذا هتفت جهاد وهى تهم بالجلوس على الرصيف ،بعد مسافة من المشى ;لم تكن فى الواقع طويلة بالنسبة لجسد رياضى مثل فخر ,ولكن لفتاة كسولة مثلها فكأنما بذلت مجهودًا جبارًا فى بضعة الأمتار هذه ..

نظر لها بدهشة وهو يقول :

_ايه يامّا اللى بتعمليه ده؟!

أشارت بيدها بمعنى أنها اكتفت ، وهى تقول بعدم اهتمام :

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)Where stories live. Discover now