15- (لَـيـلة في المـخـفر)

4.2K 293 62
                                    


فتح "رؤوف" باب شقته وسرعان ما غزت الابتسامة وجهه عند رؤية ابنة اخته ، وصاح بترحيب :
_أهلا بالقمر

ابتسمت "مريم" واقتربت منه لتقبل وجنته وهى تقول :
_ازيك ياخالو اخبارك ايه؟

_الحمدلله ياحبيبة خالو تعالى ..

دلفت مريم إلى الداخل متسائلة :

_مىّ جت؟

رد وهو يغلق الباب :

_لا لسة .. زمانها ماسكة فى رقبة حازم الأول

قهقهت بشدة قبل أن يتابع رؤوف ضاحكًا بيأس :
_والله كتّر خيره على اللى مستحمله من البت دى!

شاركهم "عز" المجال عند خروجه من غرفته ، بمجرد وقوع أنظاره عليها ورؤية ابتسامتها الصافية، تلتمع عينيه دون أن يشعر ببريق خاص .. بريق عفوى لا يظهر سوى لها هى فقط ..

ابتسم بهدوء وقال :
_ازيك يامريم؟

_تمام ياعز ازيك انت ؟

اكتفى بإيماءة خفيفة تعبر عن "جيد" ، ومن ثم نطق رؤوف بحماس :
_روحوا جهّزوا البلكونة وحطوا فيها الكراسى لحد ما اجهّز العَشا ..

تساءل عز :
_هو فخر وزياد مش جايين؟

فأجابت مريم :

_ انا أصلا كنت برا وجيت لكوا على طول ، كلّمت فخر من ساعة كدا قال لى مصدع ومش هيقدر يجى وزياد نايم ....

*
*
*

_انت متقدم فيك بلاغ من واحد اسمه وليد محمد عبدالعزيز ، بيقول إنك ضربته بالنار فى رجله عن قصد .. ايه ردك على الكلام ده؟

هكذا هتف الضابط برسمية وهو يجلس خلف مكتبه ، تتاشبك أصابعه ببعضهما وهو يسندها على المكتب وعينيه مثبتة على "فخر" الجالس أمامه ;لا يبدو عليه أى اهتمام بما سمعه ، عينيه تدور فى الأرجاء بلا هدف ولم يتفضل بأى إجابة سوى الصمت ..

عاد يتحدث الضابط من جديد قائلا بهدوء :
_بشمهندس فخر .. السكوت ده مش فى صالحك خالص لعلمك

همهم فخر بخفوت مع نفسه وهو ينظر للأعلى بارتياح ،معلّقا فقط على اللقب الذى يحرص على إجبار الآخرين بلفظه :

_أخيرا حد قالها من غير ما اقول ! ، مطلعتش صعبة يعنى

أعاد بصره إلى الضابط وأردف بصوت مسموع :

_انا معنديش حاجة أقولها

هتف الضابط بخشونة :

_وانا كدا هضطر احجز حضرتك معانا !

_يعنى لو قولت معملتش حاجة هتصدقنى وتسيبنى اروّح؟؟

حدّجه الضابط ولم يعلق على جملته الباردة ، أو بالأحرى لم تسنح له الفرصة ،فقد قاطعهما صوت دقات الباب ..
أذن بالدخول ليدخل العسكرى الخاص به وهو يقول :

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)Where stories live. Discover now