11- (هو والفَـراشَـة)

4.2K 302 29
                                    


أتى الصباح ومرّ بشكل اعتيادى روتينى على الجميع إلى أن حلّ المساء الذي قضته ياسمين في محاولاتها المستمية لإقناع والدتها بالخروج ..

_ياماما فيها ايه لو روحت لوحدى؟ انا عارفة طريق المول وهعرف اجيب كل حاجة عادى

هكذا تحدثت وهى تقف بوسط ساحة منزلها ،لتعارض إصرار والدتها على مرافقتها لشراء بعض الأشياء ؛فلم تسمح لها ناهد يومًا بالاعتماد على نفسها والنزول وحدها ولو حتى لأقرب الأماكن للمنزل ،وكأنها فى الخامسة من عمرها ..

ردت ناهد باستنكار قائلة :
_تجيبى ايه؟ انا عارفاكى لو روحتى لوحدك هتنقى أنيل حاجة وتجيبيها ، ده غير انّى قولتلك قبل كدا نزول لوحدك استحالة يحصل تحت أى ظرف غير الجامعة ..

تساءلت ياسمين بضيق :
_طب وليه مع اصحابى مرفوض بردو؟

_عشان مش ضامناهم ياحبيبتى وانتى هبلة كدا يعملوا فيكى حاجة

_يعملوا ايه ياماما؟ , ياماما السيناريوهات اللى بتفكرى فيها دى انسيها شوية ارجوكى .. وبعدين انا مش هبلة زى مانتى فاكرة كدا

_هبلة وعبيطة كمان ، هو حد عارفك غير أمك؟

طالعتها ياسمين بعدم استيعاب للحظات ؛فمن غيرها السبب فى هذا؟

حتى إن كانت فعلًا بهذه الحماقة التى تظنّها والدتها ،فكل الفضل يعود لمجهودها فى إلغاء شخصيتها طوال الوقت !..

وليقين ياسمين الشديد بأن والدتها ليست ممن يأخذ النقاش بصدر رحب ،لم تعقّب ولم تقل شيئًا وعادت لموضوعها الرئيسى ،فطرحت فكرة أتت على بالها للتو ;لا تدرى إن كانت صائبة أم لا ،ولكنها الوحيدة التى ستحررها من قيود والدتها ..

_طب لو زياد هيجى معايا هتسيبينى اروح معاه لوحدى؟

صبّت ناهد كامل اهتمامها وتساءلت بتعجب :

_زياد؟!

اعتراها التوتر قليلًا وهى تجيب :

_ااه ، يعنى احنا خرجنا مرتين سوا ومش هيمانع لو قولتله يجى معايا ، وبردو انتى عارفة لو جه أكيد الاحسن إننا نبقى لوحدنا عشان ياخد راحته ف الكلام شوية غير ماتبقى معانا ويبقى مربوط بوجودك فـ ميتكلمش براحته يعنى ، مش انتى عايزانا نقرّب من بعض شوية؟

سرعان ما اعتلت ناهد ابتسامة عريضة وأحاطت ذراعيها بكفّيها تربت عليهما بفخر وهى تقول :

_ أخيرا ابتديتى تفكرى فى مصلحتك صح

أنزلت يديها و أومأت بهدوء :

_لو هيوافق يروح معاكى فعلًا ماشى ، انا أكيد ضامنة ابن اخويا

شعرت ياسمين بالأمل وكأنها رأت بصيص النور بآخر النفق المظلم ،وليس عليها فقط سوى الركض تجاهه ..
لا يهم إن شعرت بالإحراج لطلب المجئ من زياد ، يكفى أنها لأول مرة ستنزل إلى الشارع بدون أمها وهذا كل مايهمها الآن ..

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)Where stories live. Discover now