8- (نُـزهَة فى الحىّ الشَعبِي)

4.4K 309 40
                                    

أحاطت نفسها ببطانية خفيفة وهى تجلس على الأريكة ، ثم أخذت كوبًا من المشروب الساخن من فوق المنضدة ، ولاتنفك ابتسامتها تظهر فوق ثغرها حتى أصبحت غير قادرة على إخفاءها ..

لاحظها مروان وهو يجلس أمامها فعقّب قائلا :
_اتقلي شوية !

انتبهت له "جهاد" وتغيرت قسماتها فورًا إلى الاشمئزاز ولم تجبه بشئ ،وارتشفت القليل من مشروبها قبل أن يرتفع صوت رنين هاتفها ،فأخرجته من جيبها وأجابت :

_ايوة يارانيا ازيك؟

لم تبالِ رانيا بسؤالها وطرحت هى سؤالها الأهم :
_عملتي ايه مع البشمهندس يابطّة؟

كساها التعجب بوضوح وتساءلت :
_ايه ده انتِ عرفتى منين!

_ما انا اللى ودّيته هناك ياذكية، اومال عرف العنوان من مين؟

تضاعف الاستغراب أكثر متسائلة :
_يعنى ايه؟ ازاى؟

ردت رانيا بنباهة وثقة :
_انا ملاحظاكي من زمان ياروحى وانتى كل ماتشوفيه موجود فى الشركة تقعدى تراقبيه وتلفي حوالين نفسك .. قولت اعمل فيكي معروف واودّيه لحد عندك , قولتله إنك عيانة وأڤورت بقى وقعدت احكى قد ايه مش قادرة تقومى من على السرير وبتعيطى ومحدش بيسأل عليكى ،عشان تصعبى عليه ويروح لك ..

ثم تابعت فخرًا بنفسها :
_ ايه رأيك فيا؟ استاهل تجيبي لى الروچ والسلسلة اللى قولتلك عليهم بقى ..

ضحكت جهاد بعنف وهى تقول :
_يخربيت دماغك يارانيا ، انتِ فاكرانى عايزة اعلّقه ولا ايه !

_اومال ايه؟

_ده خاطب يارانيا

صاحت رانيا بدهشة :
_قولى والله! ، ايه ده انا مكنتش اعرف

_عمومًا انا مش بعلّقه ولا نيلة ، انا بس مستجدعاه بعد اللى عمله معايا مش أكتر

ثم تابعت :
_ بس بردو عشان حركات الجدعنة دى مش هستخسر فيكى السلسلة والروج حاضر ، هجيبهم لك ياستى .....

*
*
*
خرجت ياسمين من البوابة الرئيسية للجامعة وهى تعلّق حقيبة الظهر بكتفيها وتمسك فيها بيديها ،كطفلة فى الصف الثانى الابتدائى تتمسك بحقيبتها لتخفف حملها قليلًا عن كتفيها الضعيفين .. تجمع شعرها بأكمله برابطة صغيرة ويظهر الإرهاق على وجهها بوضوح ..

توقفت عن السير عندما رأته قادمًا نحوها ، فارتسمت ابتسامة صغيرة على محياها اختلطت بالتعجب ، وأحنت رأسها إلى اليمين قليلًا وهى تقول :

_ايه تانى المرّة دى؟

وقف زياد أمامها وهو يقول :
_انا كنت هجيلك جوا على فكرة بس مرضوش يدخّلونى

لاحظت كدمة واضحة بجانب فكّه فتساءلت بقلق :
_ايه ده ايه اللى حصل؟

فسّر لها ضاحكًا :

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)Where stories live. Discover now