الفصل الاول

Start from the beginning
                                    

كان لا يفهم شيئا وهو يسمع اسم امه يتردد في ميكروفونات المساجد وبجوارها لقب المرحومة وموعد عزاؤها هي وخالته  ، لكن هول ما حدث يجبره علي السكوت فيبدو ان لا احد يعلم انهم قتلو علي يد جدهم فكان الدفن والجنازة طبيعية كان موتهم طبيعي 

حين نزل من غرفته يبحث عن ابيه مر بين صفوف النسوة الاتي يصرخن ويندبن حتي وصل للحديقه فتفاجأ بالحظيرة متفحمة نظر لها مصدوما ثم عاد ونظر خلفه فوجد زوجة عمه تقول ببكاء وشفقة :- تعالي يا ولدي ، تعالي ربنا يصبرك انت واختك يا ضنايا ...

تركها وتوجه لصوان الرجال ، نظر له جده وعمه رحب فتجاهلهم وذهب لابيه ، لم يقدر علي النطق فقط نظر له بعينان مكسورة ومصدومة ، نظر له ابيه الذي بدا هادئا وثابتا ثم قام معه 

وقفو خلف القصر في الحقول والهواء الشديد يحرك الزرع حولهم بقسوة في هذا اليوم الشتوي الذي لم تشرق شمسه ولم تهدأ رياحه الباردة  وصوت الصافرات خلفهم مرعب فقال علي السؤال الذي مازال عالقا علي شفتيه :- ليه 

سالم :- الزريبة اتحرقت وامك وخالتك جواها 

علي بكسرة :- امي وخالتي جدي قتلهم بالرصاص 

سالم  بحدة :- يستاهلو يا ولدي 

علي بحرقة :- امي متعملش كده ، امي ست طيبة 

سالم :- صح ، امك معملتش كده بس خالتك الفاجرة عملت وامك ساعدتها وراحت معاها ، اسمع يا علي كلمه تحطها حلقة في ودنك انت راجل يا ولدي ، المرة الخاينة نهايتها الموت  والا هتعيش بعارها والخلق كلها تعايرك بيها وتبقي في عيون الكل دلدول ومش راجل فاهم .....وهما يستاهلو وصدقني امك اللي اختارت يا علي 

علي بصدمة :- وانت وافقت ، وانت عارف ان امي بريئة 

سالم بحدة  :- قولتلك  المرة اللي تخون وتهرب ملهاش عازة عندي هتحط راسي وراسك في الطين  ، وامك كانت عارفة ان دي نهايتها ومشيت ورا الفاجرة اختها ، انسي اللي حصل كانه محصلش كانه ربنا اخدامانته طبيعي يا ولدي عشان متتعبش نفسك علي الفاضي .....يلا جهز نفسك عشان توقف معايا في العزا .انا خلفت راجل يا علي 

تركه وعاد بينما بقي علي ضائعا كورقة شجر يتلاغب بها الهواء العاصف الذي حوله ينظر حوله بخوف 

فاق من شروده علي سيارات جده وخاله الذي نزل منها مهرولا يجري كالمجذوب من هول المصيبة التي حلت عليه حتي انه سقط اكثر من مرة قبل ان يصل للصوان وتعالت  اصوات الشجار بينه وسلمان صفوان والتهديدات وصوت الرجال وهم يبعدوهم عن بعض 

جده لأمه المهندس الزراعي مراد الكومي ،  اتي ليعمل في هذه القرية لفترة وجلب معه زوجته وبناته ليعجب ابيه بابنته الكبري سحر ويتزوجها رغم رفض والدها الذي تكبر علي ان يناسب سلمان صفوان فبالرغم من امواله وارضه كان يراه فلاح جاهل وقروي متعجرف مما اثار غيظ سلمان وجعله يكرهه ، ثم تبعها زواج ابنته الصغري  سهر  من عمه كمال و بعدها بعامين  حدث ما حدث ! 

عهد ( ميراث الدم )Where stories live. Discover now