40- (رَبِـحَـتْ الـبُـومَـة)

Start from the beginning
                                    

_الكيكة دي كان ناقصها معلقتين سكر وتتظبط

ردد زياد كلماته وهو يأكل قطعة من الكعك، ويجلس بجوار ياسمين التي تشاركه تناول قطعتها وهي تجيب بهدوء شديد :

_كُل وانت ساكت بدل ما البّس وشك في الصينية !

عقد حاجبيه بتعجب وتطلع من حوله بتردد، قبل أن يقول :
_لا افتريتي .. افتريتي وضوافرك طولت وقلبك جِمد

تطلعت له بنظرات جانبية متصنعة التكبر وأكملت قطعتها، فضحك وأكل قضمة إضافية من خاصته وصمت قليلاً ثم قال :

_بس انا لسة مش فاهم بردو ازاي الكسوف بتاعك ده عرفتِ تسيطري عليه وتخلّيني ارقص معاكي وتلبسي الفستان وانتِ مرتاحة كدا ..

غمز لها متابعًا :
_ ايه اللي جرالك؟

ألصقت ساقيها المكشوفين ببعضهما وحاولت شدّ الفستان لتخفيهما قليلًا، وهي تقول بخجل :

_الكلام ده هو اللي هيخليني اتكسف على فكرة، سيبني ماصدقت ابتديت افك شوية

_لا خلاص سحبتها .. احنا كنا فين وبقينا فين!

ابتسمت بخفة وسكتت لحظة، ثم فسرت :

_الفكرة بس إنك قرّبت منّي الفترة الأخيرة اكتر من الأول .. كل يوم بتاخدني البيت عندك وتذاكر معايا وتدلعني كل شوية بـ أكل وحاجات حلوة وتهزر معايا وتنكشني .. حسيت إني خدت عليك أكتر واتعودت على وجودك خلاص

لمعت عينيه بنظرة متلاعبة وابتسامة لئيمة، فأسرعت تحذّره قبل أن يتفوّه بكلمة :

_ بس لسة مش ميّة في الميّة بردو، اوعى تتعشم!

تحوّلت ملامحه إلى الملل وأشاح بيده بعدم اكتراث، فضحكت في داخلها ضحكة مكتومة وصمتت ..
استمعا لصوت تحريك المفتاح بموضعه في الباب، فانتفضت ياسمين واقفة وهي تقول :
_ماما جت!

لم تترك له الفرصة لاستيعاب شيء وركضت إلي الداخل بأسرع مايمكنها تحت أنظاره المندهشة ..

دخلت ناهد لتجده جالسًا فابتسمت وقالت بحفاوة :
_ايه ده زيزو! ازيك ياحبيبي أخبارك ايه؟

أفاق من ذهوله والتفت لها مجيبًا :
_الحمدلله ياعمتي ازيك انتِ؟

ردت وهي تضع مشترياتها أرضًا بجوار الحائط، ثم أغلقت الباب :
_ الحمدلله، انت جيت امتى؟

_من شوية كدا

جلست ناهد بالقرب منه وسألت عن ابنتها :
_اومال ياسمين فين؟

نظر إلى الرواق الذي اختفت فيه ياسمين ثم نظر لعمته مجيبًا :

_ هتطلع دلوقتي

ثم قال :
_المهم انتِ عاملة ايه؟

أجابت بإرهاق :
_على آخري والله يابني قصص الجهاز دي فظيعة خالص .. والهانم سايباني لوحدي عشان امتحاناتها

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)Where stories live. Discover now