الفصل الثالث عشر

Start from the beginning
                                    

آدم جاي أمتى وبابا مش بيجي ليه ؟
تمتم آدم الصغير بتذمر فزفرت بضيق من تكرار صغيرها لنفس السؤال للمرة التي لا تعلم عددها وردتّ بهدوء مصطنع :
آدم قرب يوصل وبابا في الشغل وهيجي يوصلنا بليل للشقة .
رددّ بحنق :
لا أنا عايز أروح القصر وألعب مع زين ورفيف وكنان ويوسف ..
ظل يعد أطفال العائلة فقاطعته وهي تعطي له لعبته :
خد ألعب لغاية ما أرجع هروح اخلص ورق المستشفى .
خرجت من الغرفة واتجهت صوب المصعد ثم ضغطت على زر الطابق وقبل أن ينغلق الباب دخل رجلين وضغطوا على زر آخر ووقفوا أمامها بهيئتهم المريبة ، بعد انغلاق الباب تحرك المصعد للأعلى وتوقف فجأة مع التفات الرجلين وهجومهم على ماسال .
دفعها الرجل في حائط المصعد بقوة فوقعت على الأرض متألمة فجذبها الآخر ولكمها بعنف ثم ركلها في معدتها فأمسكت بمعدتها بتألم ورفعت رأسها مستمعة للكنته الإيطالية :
السيد جورج يرسل سلامه لكِ ويخبرك أنه لم ينسى تسببك في سجنه .
قبل أن يجذبها ليركلها صرخت بغضب فظهرت أسنانها البيضاء الملوثة بالدماء وجذبت يده وأدارتها للجهة الأخرى بقوة مستمعة لصوت طقطقة عظامه وفي نفس الوقت رفعت قدمها وركلت الآخر بعنف فجذبها الرجل الذي كسرت ذراعه من شعرها وصدم رأسها مرتين في جدار المصعد فدفعته بعيداً عنها ولكمته في أنفه ثم التفتت وركلته فاصطدم في الآخر فأخرجت هاتفها الذي لم يكف عن الرنين وأجابت على آدم صارخة بسرعة قبل أن يسقط الهاتف على الأرض بسبب جذب الرجلين لها وضربها بعنف :
آدم أنقذني أنا في المصعد مع رجلين يريدون قت..
خرج آدم من غرفة آدم الصغير بسرعة بعدما حمله حرصاً على ألا يختطفه أحد واتجه صوب المصعد في الطابق الثاني ووجد نوح يقف مع بعض الأطباء ومصلح المصعد ، فوضع الصغير بين يديّ نوح وسأل العامل بسرعة :
في أي طابق عالق المصعد ؟
سأل نوح العامل وأجاب فأخبره ما قاله :
بين الطابق الخامس والسادس .
هتف أثناء صعوده بسرعة على الدرج :
حاولوا سحب المصعد للطابق السادس سأنتظر هناك .
وصل للطابق السادس ووجد نصف باب المصعد ظاهر فحاول فتحه يدوياً وقفز لداخله جاذباً الرجل بعيداً عن ماسال المكومة أرضاً غارقة في دمائها ولكمه بقوة عدة مرات واستدار جاذباً يدّ الآخر الذي أخرج مسدسه وكاد أن يطلق على رأس آدم ، فأدار آدم يده بالقوة أثناء ضغط الرجل على الزناد وانطلقت الطلقة في رأس زميله وارتفع صوت انفجار تحرك المصعد على أثره بقوة للأسفل وكأنه يسقط مع انطفاء الأضواء فاختل توازنهم وسقط الرجل ومسدسه وآدم الذي تمالك نفسه ونهض عند وقوف المصعد فجأة قبل أن يلامس الأرض وقد كان مازال هناك حبل لم يتدمر ، حاول الرجل النهوض فضربه آدم بظهر المسدس بقوة في رأسه أفقدته وعيه .
دفع الرجل جانباً واقترب من ماسال الشبه فاقدة لوعيها وضربها بخفة على وجنتها :
ماسال أفيقي سأخرجك من هنا لا تقلقي .
نظر على الدماء الملطخة سروالها الأبيض فهتف بذعر :
ما تلك الدماء لما تنزفي !
أغمضت ماسال عيناها مستسلمة للتعب فنظر حوله بخوف شديد عليها ونهض بسرعة وفتح الباب أكثر فتلك الفتحة الصغيرة الذي فتحها لن تسع خروجهم وحمد ربه أن المقعد لم يسقط للأسفل وتوقف بين الدور الأول ونهايته ، حملها بسرعة بيدّ وباليد الأخرى تسلق نصف الجدار بصعوبة بسبب كتفه المصاب الذي لم يتعافى بعد وخرج من المصعد وعيناه تدور بصدمة في المكان الذي تحول من مشفى مطلية باللون الأبيض لمكان تأكل النيران جدرانه بعد انفجار قنبلة فيها .
شعر وكأن قلبه سقط أرضاً من شدة الخوف على ابن شقيقه وحمل ماسال راكضاً في الردهة بسرعة كالمجنون :
نوح .. آدم صغيري أين أنت ؟
نظر للساقطين على الأرض مصابون ومنهم من مات فسالت دموعه وارتفعت دقات قلبه بذعر :
آدم .. آدم عزيزي أنا هنا .
أبتعد عن نيران كادت أن تسقط عليهم وخرج من المشفى بصعوبة وعيناه تدور بصدمة ورعب من مناظر الساقطين على الأرض والمسعفين يعالجوهم ويوجد بعض المسعفين مصابين وبالرغم من ذلك يعالجون المرضى .
ركض صوب طبيب وصاح بهلع :
تنزف بشدة ولا أعلم السبب ساعدني ستموت يجب .. يجب أن أبحث عن ابن أخي هو في الداخل مع الطبيب نوح .
وضع ماسال على فراش صغير وركض داخل المشفى دافعاً رجال الأمن الذين حاولوا منعوا من الدخول ، ركض بين رجال الإسعاف الذين ينقذون المصابين وظل يسأل كل واحد يقابله :
رأيت طفل صغير اسمه آدم والطبيب نوح ؟
لم يفهمه البعض ومنهم من فهموا ولم يجيبوا وركضوا للخارج خوفاً من النيران التي مازالت تزداد ، صعد للطابق الثاني صارخاً بصوت مرتجف خوفاً :
آدم .. نوح أين أنتم ..
هنا .
سمع صوت نوح المتألم فنظر حوله يحاول تمييز من أي غرفة يصدر الصوت فعاد صوت نوح يعلو واتجه صوب غرفة الأطباء فدخل بسرعة شاكراً ربه لرؤيتهم أحياء ثم اختفت بسمته تزامناً مع صراخ نوح يحذره بأن ينتبه وسقوط خشبة كبيرة الحجم على كتفه وذراعه فانطلقت صرخته متألماً .
آدم أأنت بخير ؟
رفع رأسه عند سماعه سؤال نوح وبكاء الصغير بين ذراعي نوح فتحامل على نفسه ونهض دافعاً الخشبة بعيداً عنه عندما لاحظ إصابة قدم نوح وعدم قدرته على الوقوف ، اقترب منه ومدّ يده السليمة وجذبه ليرمي حمله عليه ثم التقط الصغير منه بيده الأخرى كاتماً ألمه .
خرج من المشفى وتحرك بصعوبة يبحث عن مسعفيين ولم يجد فأجلس نوح أمام طبيب صارخاً عليه بأن يعالجه وركض صوب ماسال التي تركها الطبيب نائمة على الأرض جوار بعض المصابين فصرخ بغضب :
ليساعدها أحد لما لا تجيب عليّ !
أخرج هاتفه واتصل على ماضي ولم يجيب فاتصل على ثائر ووجده مغلق فطلب يامن الذي أجاب مردداً بسخرية :
يا لوقاحتك يا رجل تهاتفني وكأن شيء لم يحدث !
رددّ آدم بصعوبة من شدة الألم وهو يحمل ماسال ويضعها في سيارته :
المشفى انفجر وماسال أُصيبت من قِبل بعض الرجال ونوح تأذى من الحريق وآدم ..
صرخ بألم شديد ممسكاً بذراعه فصاح يامن بهلع راكضاً صوب سيارته وخلفه ماضي الذي كان يشتري الهدايا لصغيره ترحيباً بعودته :
سنأتي في الطريق لا تقلق فقط ..
قاطعه آدم بصعوبة من بين أنفاسه اللاهثة وهو يساعد نوح ليجلس على مقعد السيارة فإن بقى هنا سيتأذى بسبب قلة عدد المساعدين وكثرة المرضى :
سأنقلهم لمشفى أخرى أرسل ليّ أقرب مشفى بسرعة ..
صاح يامن بقلق بعد انطلاقه لسيارة ماضي وجواره الآخر بعدما رفض يامن أن يسوق وهو بتلك الحالة :
أنت مصاب لا تسوق .
صعد آدم لمقعده بعدما وضع الصغير جوار أمه في الخلف وانطلق بالسيارة ورددّ بصوت متعب :
لا تقلق سأتحمل ..
أغلق يامن معه وجواره ماضي صارخاً بهلع :
مالهم ماسال مالها وآدم وآدم ونوح ؟!
أخبره ما قاله آدم فأمره بأن يسرع أكثر فرمق يامن سرعة السيارة فهو يسير على أقصى سرعة ، دق هاتف ماضي وأجاب بسرعة مستمعاً لصوت قائده يخبره عن حدوث انفجارين واحد في مشفى والآخر في محطة وقود في مناطق متقاربة ويأمره بأن يهتم بالأمر فصرخ ماضي عليه بأن زوجته وابنه وزوج شقيقته وأخيه أُصيبوا في حادث المشفى وسيطمئن عليهم أولاً ثم يبحث عن الفاعل .

كل الآفاق تؤدي إليكWhere stories live. Discover now