الثالث والاربعون جزء اول

7.7K 370 13
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
عقد عمر حاجبيه بشده وهو يخرج من غرفه الي أخري يفتش عنها ويسبقه نداءه عليها : وسيله !
توقف مكانه وفجاه داهمه ذلك الشعور بالاختناق وضيق النفس بينما لا يجدها في أي مكان بالمنزل ومئات الاحتمالات تندفع الي عقله وكل واحد منهم يرسم أمامه صوره فقدها وابتعادها عنه الذي أصبح يشكل عقده بداخله ليسرع مجددا للخارج ويندفع الي سيارته يديرها سريعا ويتحرك بها وعيناه تلتفت يمنيا ويسارا بحثا عنها ....رفعت وسيله عيناها للاعلي لتضع يدها سريعا بحمايه فوق عيناها بينما داهمتها اشعه الشمس التي اشتدت لتعتدل واقفه من فوق هذا الممشي الخشبي الذي اصطدمت أسفله امواج البحر ....شعرت بالاختناق والضيق لوجودها يومان بالمنزل لاتعرف عنه شيء ولا تستطيع الوصول إليه فلم تجد أمامها إلا أن تتمشي في تلك الإرجاء الهادئه حولها بتلك القريه ذات الأجواء شديده الخصوصيه بينما كل منزل تحيط به حديقه خاصه ويطوق تلك المنازل شاطيء البحر ....سارت بطريق عودتها من خلف المنازل الي حيث المنزل الذي حفظت رقمه حتي لا تضيع الطريق ....!
فرك عمر عنقه بضيق داهم كل عروقه وهو يعود الي المنزل مره اخري يفكر اين قد تكون قد ذهبت بينما سأل عنها أفراد الأمن وكانت اجابتهم أن أحدا لم يغادر المحيط السكني .....التفت تجاه الباب حينما استمع لصوت المفتاح يدور به لتتنفس الدماء بعروقه لرؤيتها تدخل وبنفس الوقت يتحول كل غضبه الي انفعال وهو
يتجه إليها بخطوات غاضبه ودون أي مقدمات كان يمسك ذراع وسيله التي تفاجأت بعودته ليهدر بها بعصبية كانت هي طريقته في التعبير عن القلق البالغ الذي عاش به النصف ساعه الفائته : انتي كنتي فين ؟!.
لم تستوعب وسيله للحظه سؤاله بينما من النفترض أن هي من عليها السؤال لتنفرج شفتيها لتنطق ولكن عصبيته وانفعاله لم تمهلها الفرصه ليهدر مجددا ويداه تطبق علي ذراعها : بسألك انتي كنتي فين وازاي تخرجي من غير ما انا اعرف ؟!
نظرت له وسيله باستنكار وهي تقول : وهو انا اعرف عنك حاجه طول اليومين اللي فاتوا !
لم يقبل ابدا أن تنقلب عليه الأمور بينما مازالت عصبيته تريد قربان لهذا القلق الذي عاش بها ليزمجر بعصبيه : انتي هتحاسبيني ؟!
انصدمت وسيله بتلك الكلمات ليزداد الاستنكار بعيناها
هاتفه : انت اللي جاي تحاسبني من غير ما تسأل نفسك مين فينا المفروض يحاسب التاني !
دخلت بحائط سد دون أن تدري بينما غاب عنها أن البديهيه والمنطقيه في كلماتها لا تعرف طريق لعقل عمر الذي بالتأكيد رفض أن يكون موضع اتهام فلم يكن منه إلا أنه استشاط غضبا وصاح بها : انا بس اللي اسأل وانا بس اللي احاسبك وطبعا هحاسبك ولا نسيتي اني جوزك يا مدام !
وقفت وسيله مكانها تنظر إليه بعيون امتزج بها الغضب مع الاستنكار الذي عقد لسانها ولكن ساقيها كانت الاسرع وهي تتحرك من أمامه ليتوقف عمر مكانه لحظه صدره يعلو ويهبط ...أنه شعر بالقلق البالغ عليها وعاش لاول مره مثل هذا الشعور وافرغه بعصبيته عليها ومن المفترض أن تترجم هي كل هذا دون أن يقول لذا كان كالعاده لا يخطيء بل المخطيء هو هي التي لم تفهمه كحال كل من حوله
: استني عندك !
توقفت خطوات وسيله حينما هتف عمر بنبره أمره لتدير راسها تجاهه ويكيل عقلها الكلمات الي شفتيها والتي لم تكد تنطق بها حتي كانت تنخرس تماما اثر سؤاله الذي قاله بنفس العصبيه والثبات علي الموقف أنها المخطئه : مردتيش علي سؤالي !
نظرت له وسيله باستهجان : سؤال ايه ؟!
قال من بين أسنانه : كنتي فين ؟!
حقا لا تصدقه فهو مازال في موضع التساؤل لتتراجع خطوه للخلف بخوف اندفع بعروقها حينما فاجأها عمر بتكرار سؤاله بصوت منفعل مخيف : ردي كنتي فين ؟!
ابتلعت وسيله واهتزت نظراتها دون إرادتها بينما وجهه الجديد هذا لم تعتاد عليه ودون إرادتها اخافتها ملامح غضبه الذي انفجر بوجهها : بسألك كنتي فيييين ؟!.
ازدادت دقات قلبها واتسعت عيناها برهبه حينما أخذ ذراعها أسيرة لقبضته القويه يهزها بقوة مزمجرا بغضب عارم كان وسيلته في التعبير عن القلق الذي عاشه : ردي عليا كنتي فين وانا هنا بموت من القلق عليكي وبسأل نفسي حصلك ايييه ....ردي وقولي كنتي فين وانا اللي جاي جري عليكي و سبت ابويا وقت موت أمه !
انصدمت ملامح وسيله ولاحت المشاعر المتضاربه علي وجهها وبجداره نجح في تشتيت ذهنها وصرفه عن سؤالها من المخطيء ليتحول الي : ايه اللي حصل ؟!
وصل لما يريده بأن تعترف بأنها من اخطئت في فهمه ولم تقرء ما يعيشه ليترك ذراعها ويوليها ظهره هاتفا بخزلان ظن أن له الحق فيه : لو يهمك اوي ....فأنا مبعدتش عشان بتفسح ....عرفت أن جدتي ماتت وكان لازم اكون جنبهم في ظرف زي ده واول ما عرفت اجي جيت علي طول
تلاعب بعقلها لدرجه انها بالفعل باتت تبحث عن دفاع عن نفسها : انت مقولتليش ...اعرف منين ؟
بريئه للغايه لتفهم ألاعيب العقل التي كان هو خبير بها بينما يستطيع أن يتلاعب بعقل ومشاعر من حوله ببساطه
لتحصل علي تنهيده قويه منه تبعها خطواته تجاه الداخل ليتركها واقفه مكانها تسأل نفسها في ماذا اخطأت لتفشل كل حساب العقل في فهم منطقه ...كان لديه ظرف خاص يعاتبها أنها لم تكن بجواره به بينما لو تتوسع الصورة قليلا لادرك أنه من تركها وحدها بهذا المكان !
.......
...........
تابعت عيون تينا انصراف سيف بحزن لمحته ثراء التي قالت بود مصطنع : متأسفه اني جيت من غير ميعاد بس كان لازم اطمن عليكي ...عامله ايه دلوقتي
ابتسمت تينا لها بشرود بينما مازالت عيناها تتطلع في أثر سيف بانتظار أن يتذكر ويعود ولكنها استمعت الي صوت سيارته تتحرك لتلتفت الي ثراء التي قرأت تلك النظرات في عيونها ولكنها لم تفهم سببها: شكرا ..تعبتي نفسك
ابتسمت ثراء وهزت كتفها : مفيش اي تعب ....غلفت صوتها بالمرح وهي تتابع : طبعا مستر سيف هيخصم ليا بس ولا يهمك
انتبهت لها تينا لتقول وهي تهز راسها : لا انا هكلمه
قالت ثراء بمرح : لا لا بلاش انا مش بحب الواسطه ...انا اصلا اجازه النهارده وعشان كده قولت اجي اطمن عليكي
اومات لها تينا ليسود الصمت ولم يعد هناك مايقال
لتتنهد ثراء وتحاول فتح الحديث مجددا : معلش واضح انك كنتي بتحبي المرحومه
اومات تينا بقليل من الشجن: تيته شهيرة كانت طيبه ...الله يرحمها
اومات ثراء ورسمت الحزن فوق ملامحها : الله يرحمها
مجددا صمت وثراء تريد أن تتقرب منها بأي طريقه لتندفع بلاتفكير تسأل تينا : تحبي نخرج شويه نغير جو ؟!
شعرت تينا بالاحراج لردها طلبها بينما لم يكن من المفترض أن تسألها بالأساس شيء كهذا لتقول بحرج : معلش خليها مره تانيه ...اصل عندي ميعاد مع الدكتور
اومات ثراء وهي تخفي احراجها قائله : ولايهمك انا بس حبيت اغيرلك جو لأن واضح أنك زعلانه واسمع أن الزعل مش كويس عشان الحمل
جذبت حقيبتها وهمت بالمغادره لتشعر تينا بالضيق لأنها احرجتها لتقول بلا ترتيب : متزعليش انا بس متضايقه شويه أن سيف نسي ميعاد الدكتور وراح الشغل
لمعت عيون ثراء بينما انفتح لها الباب علي مصراعيه للتقرب من تينا والدخول الي حياتها لتقول بتأثر زائف ممزوج بالعقلانيه : متزعليش هو اكيد مش قصده بس انتي اكيد اكتر واحده عارفه أنه هيبقي مضغوط في الشغل بدل مستر عاصم الفتره دي
عضت تينا علي شفتيها بينما قالت ما لم يكن عليها قوله وهاهي الفتاه تدافع عن زوجها لتحاول التهرب من المضي بهذا الحديث عن حياتها فتقول بلياقه واقتضاب : عارفه ...انا بس كنت بقولك مش هقدر أخرج
فهمت ثراء فلم تتدخل أكثر واعتدلت واقفه لتمد يدها الي تينا : عموما خلي بالك من نفسك
اومات تينا لها لتخطو ثراء خطوة أخري في طريق التقرب إليها وهي تطلب رقم هاتفها : ممكن اخد تليفونك عشان ابقي اطمن عليكي بدل ما اجي تاني من غير ميعاد !
لم تستطيع تينا الرفض لذا أعطته لها .
......
...
نظر الشاب الي امتثال بترقب بينما طال تفكيرها فيما عرضه عليها فما كان منه الا يزيد لمعه عرضه أكثر : يا حاجه هو انتي مش تتمني ليا الخير
اومات امتثال بلا تردد ليتابع : وانا كمان بتمني الخير لاهل منطقتي وعشان كده اول ما بقي معايا قرشين فكرت في موضوع البيت ده ....اقترب منها وتابع : شهرين بس يا حاجه وهتكون العماره اتبنت وشقتك الجديده خالصه ترجعي ليها
هزت امتثال راسها برفض لمجرد فكره التخلي عن منزلها الذي عاشت به خمسون عاما لتقول بتمهل : وماله البيت بس يا حسونه
قالت الرجل برفق : ماله ايه يا حاجه ....قدم اوي وان الاوان يبقي عمارة كبيرة ....عشان خاطري وافقي يا حاجه وزي ما وعدتك شهرين وهترجعي علي شقه احلي
تنهدت امتثال قائله أمام الحاحه: طيب سيبني يومين افكر وهرد عليك
اوما لها الشاب قائلا : براحتك يا حاجه بس انا زي ابنك ومتأكد انك هتحبي ليا الخير .
...
......

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن