الفصل السابع والسبعون

ابدأ من البداية
                                    

يزعجه كونه يصرح بكل وقاحة بأنه يشتاق لها حتى ولو كلمة عابرة هي زوجته كيف لأحدهم أن يفعل ذلك؟!
هذا يزعجه أكثر مما فعله هذا الأحمق.

ورُبما لخوفه بأن يحدث شيء لنهال، هو يكافح من أجل أن ينهي الشقة ومن أجل أن يكن معه مبلغ وقدره يمكنه من عمل حفل زفاف لها فهو لم يفرح معها بأي مرحلة ولم يقدم لها حتى الآن ما تستحقه كأي عروس، ظروف الحياة تعانده كثيرًا وأيضا مصاريف علاج جدته والمبلغ الذي يقوم بدفعه إلى المرأة التي تجلس معها، كل تلك الأشياء يحاول توفيرها وألا يؤثر على شيء من أجل شيء أخر، هو يعاني كثيرًا حتى ولو لا يخبر أحد بذلك لو كان عليه لتكن نهال في بيته وتكن زوجته اليوم قبل الغد، هو يتمنى أن تأتي هذه اللحظة بأقصى سرعة، ويسعى لذلك كثيرًا ويشهد الله عليه أنه يحاول أن يفعل ما بوسعه.

تنهد عثمان وقال في نبرة خالية من التعبير:
-أنا هقوم أغسل وشي وأجي يمكن أفوق هى يقين جوا ولا فين؟!.

أشارت نهال ناحية الشرفة:
-لا أدخل عادي يقين هنا في البلكونة.

وبالفعل ذهب إلى المرحاض وقام بغسل وجهه بالماء البارد لعله يخفف من سخونة جسده الغاضب وعاد مرة أخرى ليجلس بجانبها محاولا توضيح الأمر:
-هو ال*** مش أهبل عارف أن دي أقل ورشة من ضمن الورش مش مهمة زي الباقيين لأنه هيخاف يخسرك لأنه عارف أن لو خسرتي جامد مش هيتبقى ليه حاجة دلوقتي أحنا لازم نشوف حل في المَكن اللي باظ يا نصلحه يا نجيب غيره اللي هيحدد التكلفة.

تنهد ثم غمغم في تفسير:
- لازم يكون في مكان جديد يكون مخزن كمان علشان كده هو ممكن كل شوية يهدد ويفكر يحرق المخازن مع أني عارف أنه مش هيخاطر بكده.

حاولت نهال أن تفهم حديثه وتستوعبه جيدًا، الأمر جديد عليها كليًا واستيعابه صعب ولكنها قالت:
-خلاص متزعلش نفسك وخرجه من دماغك، وبعدين أنا حاسة أنك لو كنت ماسك كل حاجة زي الأول كان الوضع هيكون أحسن.

رمقها بنظرة غاضبة، مما جعلها تسأل نفسها ماذا فعلت؟!.

قال عثمان في تهكم طفيف:
-وأشتغل عندك؟!.

حاولت تلافي ما لم تفعله فنبرته أكدت لها أنها أخطأت رغم أنها لم تفعل شيء:
-يا عثمان أنا مش قصدي هو أنتَ أي حاجة هقولها هتاخدها بمعنى تاني؟! أنا قصدي أنك كنت شايل كل حاجة مع بابا وحساك من زمان في الموضوع ودايما عندك كذا بديل وكذا طريقة برضو يونس كويس بس لسه جديد.

أبتلع عثمان ريقه ثم قال في نبرة جادة:
-نهال أنا بتابع يونس كل فترة ومش لازم انا أقولك ده والشاب محترم وأكيد هو مش هينام في الشغل ولا هينام في الورش ولا المعرض، واللي حصل غصب عنه وملهوش دخل فيه طبعا، وهو ذكي وبقاله شهور وأبوكي الله يرحمه نفسه شافه، لكن بلاش تطلبي مني حوار إني اشتغل ده تاني.

قلب مُغلق للصيانة / كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن