الفصل السبعون

ابدأ من البداية
                                    

قالت نهال في جراءة لا تدري من أين أتت لها وقد نجحت قليلا في أن تفك بعض العُقد المتواجدة في يدها:
-بُص على دماغك هتلاقي الجرح لسه معلم السنين مقدرتش تمحيه زي كرامتك اللي داس عليها كده، وأفتكر أيه اللي حصل قبل ما تجيب سيرته.

صرخت فيه قائلة:
-فكها معايا مروة ملهاش أي ذنب والله لأوديك في داهية يا رامي.

تمتم رامي في برود أمسك يدها وجذبها ناحيته لتبتعد عن مروة وضع اللاصقة مرة أخرى على فمها حتى لا تصرخ:
-لا مش هفكها غير لما نتكلم مع بعض.

صاحت نهال في غضب وهي تحاول جذب معصمها من يده:
-مفيش كلام ما بينا يا بجاحتك يا شيخ جاي بعد السنين دي كلها عايز تتكلم مع اللي فضحتها وقولت عليها كلام مش حقيقي ده أنا لحمك ودمك.

-ما بلاش جو الصعبنيات ده يا مدام نهال ولا لسه منقولش مدام؟! طمنيني عثمان قدها ولا مش قدها وأتصرف أنا وأعمل اللي كان المفروض أعمله من ساعتها بس صعبتي عليا وعلشان بحب الحاجة دي بالذات تكون بالرضا.

رفعت يدها وعلى وشك أن تصفعه ليمسك يدها في عنف قائلا:
-بقيتي عنيفة عما سيبتك يا نهال، مش عارفة مالك متعصبة كده ليه ما تيجي نتكلم كلمتين ونتفاهم علشان أنا أصلا ورايا ميعاد وماشي، هنتكلمهم بالذوق ولا اربطك جنب صاحبتك وتسمعيني غصب عنك.

-أخرس ومتهددنيش يا رامي أنا مش طايقة أبص في وشك يا أخي أحنا لو كنا مربيين كلب كان هيكون وفي عنك.

أمسك يدها بيدٍ واحده في عنف شديد ألمها أكثر وتأوهت أثر فعلته:
-سبحان من مصبرني عليكي يا نهال، خلينا نتفاهم مع بعض أحسن.

تمتمت في غضب جامح:
-مليش تفاهم معاك ولا أنتَ ليك حاجة عندي وسيب إيدي وإياك تفتكر إني هخاف منك؟! لا خوفت منك زمان ولا دلوقتي بس الاكيد إني قرفانة أن الدم ما بينا يكون واحد وأن أحنا الاثنين من عيلة واحدة.

تعجب رامي من قوتها في الحديث، حسنًا رأى الخوف في عيناها ولكنه بجانبه رأى تحدي ونبرة غاضبة، لم تعطيه مهلة للحديث بل دفعته حينما وجدت أن يده قد أرتخت عنها وقالت وهي تأخذ هاتفها من فوق الطاولة:
-أطلع برا يا رامي وإلا والله هتصل بالبوليس أبلغ عنك.

هتف رامي ساخرًا:
-أيه البلاغ اللي هتقدميه عليا؟!.

-أنتَ اتهجمت على مروة ودخلت البيت و....

عقب رامي في تسلية وهو يجلس على المقعد ويجدها تقترب من مروة وأستطاعت بمفردها فك عقدها كلها تلك المرة فهى متأكدة بأن رامي لن يستطيع فعل أي شيء أكثر من ذلك:
-أنا جيت أسلم عليكي يا بنت عمي وأعزيكي وأباركلك كمان مفيش غلط في كده، وبعدين لو العمارة عمارتك وكل حاجة بأسمك في حاجة مهمة عمى كان عاملها وأنتِ تعرفيها كويس الشقة اللي تحت بأسمي، بيع وشراء من ساعة ما قعدت في شقة لوحدي دي الحاجة الوحيدة اللي معرفش يملكها ليكي أو يرجع في كلامه فيها، صراحة مستغرب ثقته الزايدة في عثمان أنه يجوزه بنته اللي كاتب ليها كل حاجة دي.

قلب مُغلق للصيانة / كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن