27- (عَـتْـمَـة)

Start from the beginning
                                    

ضحك مروان بشدة، ولم يرغب بمصارحتها بأنها أخته .. لا يعلم لماذا ولكنه استشف الغيرة من نبرتها وأعجبه الأمر

قبل أن يتوجّه بالرد عليها كانت قد تركته وعادت لفصلها بعدما نطقت بحنق :

_امشي يامروان بدل ما افضحك واقول إنك عايز تخطف عيّل من العيال ! ..

*
*
*
بمقر العمل الجديد الذى انضم له فخر مؤخرًا ..
كان يجلس على المكتب المخصص له، يتجوّل بقلمه بين ساحة الورقة البيضاء ليملأها ببعض الرسوم الهندسية، ويده الأخرى يستند عليها بذقنه .. عينيه منصبة باهتمام لما يفعل .. بدا عليه الإرهاق معلنًا عن هروب النوم عن عينيه طوال الليلة الماضية ..

انتبه لزميله يجلس على طرف المكتب أمامه وهو يمد له شطيرة ويقول :
_صبّح ياعم

رفع فخر عينيه لينظر له بابتسامة صغيرة :
_متشكر ياطارق انا فطرت فى البيت

_ياعم ده سندوتش صغير، شاركنا وخلاص

_تسلم مش جعان والله، بالهنا والشفا انتوا

أبعد يده بالشطيرة قليلًا وتساءل بتعجب :
_انت منمتش كويس ولا ايه؟

تطلع له فخر متسائلًا :
_عرفت منين؟

_وشك باين عليه

ضحك فخر ضحكة جانبية محبطة وهو يقول :
_هو واضح اوي؟

ضحك طارق بخفة :
_يعني مش اوي

ثم استطرد قائلًا :
_لو عندك أرق انا اعرف منوّم حلو هيساعدك

رد فخر بعدم اهتمام :
_لا مش لازم انا تمام

عاد طارق يمد له الشطيرة :
_كُل السندوتش يسندك بقى

أجابه ضاحكًا :
_يابني والله ما جعان

نهض طارق وهو يقول :
_خلاص هجيب لك خربوش شاي يفوّقك ..

ضحك له فخر بهدوء، ثم عاد ينظر لورقته ليستكمل ما كان يفعله .....

*
*
*

_انتِ ازاي يطلع منك كلام زي ده !!

صاح مروان بغضب فى وجه جهاد وهو يقف أمامها وسط ساحة شقتها ..

اقتربت منه جهاد خطوتين وهى تقول باكية :
_مكانش قصدي .. والله ما اعرف ازاي اتكلمت كدا، انا بس خوفت يكون فاكرني مهتمة بيه، مكنتش عايزاه يتعشم فيا

رد باستنكار :
_والله؟ ، يعني انتِ عشان متخلّيهوش يتعشم فيكِ دبّيتي فى وشه كلمتين زبالة وبكل بساطة بتقوليله انت فايدتك بس كانت إني اتمنظر بيك قدام اصحابي! ، ده تمام عندك صح؟

ردت بقلة حيلة والدموع تنسال من بين جفنيها :
_مقصدتش كدا، والله ما قصدت كدا .. انت عارفني غبية ومبفكرش فى الكلام اللى بقوله، بس ...

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)Where stories live. Discover now