الفصل السابع والستون

Start from the beginning
                                    

قال فادي في عجالة من أمره فهى نادرًا ما تهدأ معه، ففي أثناء محاولاته معها خلال تلك السنوات كان الأمر أشبه بشجار عنيف من نوعه:
-يقين أنا جاتلي فرصة إني أشتغل برا في دبي، والفرصة دي أنا بسعى ليها من ساعة طلاقنا...

قاطعته يقين في تهكم:
-ألف مبروك يا فادي أنا دخلي أيه برضو؟!.

تمتم فادي في خفوت وهو يشرح لها:
-أنا عايز ارجعلك يا يقين ودي أخر مرة هحاول فيها إني أرجعلك، علشان كلها كام يوم وهسافر، لو أنتِ عايزاني ولسه بتحبيني وباقية عليا أنا هكتب عليكي قبل ما أسافر وأجهز ليكي الاقامة وكل حاجة وأبعتلك تيجي.

ضيقت عيناها وسألته في شكٍ:
-بمعنى أيه؟!.

أردف فادي في تفسير:
-يعني أنا عايز ابني حياة جديدة، أنا هسيب البلد كلها يا يقين ومش هرجع تاني هبنى حياة جديدة ليا ومش هرجع لأي سبب أن كان.

ضحكت يقين ساخرة ثم قالت في غضب:
-وأنتَ جاي بكل بجاحة يا فادي فاكر إني هرجعلك لا ومش هرجعلك وبس أسيب اهلي وأتغرب عشانك؟!.

-ممكن تنزلي أنتِ ليهم، المشكلة اللي ما بينا أنتهت يا يقين ولا أهلي هيدخلوا في حياتنا ولا غيره، أنا هقاطعهم.

تلفظت يقين في غضب حقيقي:
-المشكلة كانت أكبر من أهلك بكتير، المشكلة كانت فيك أنتَ، المشكلة مكنتش اللي مامتك بتعمله قد ما المشكلة في رد فعلك عارف مكنتش مستنياك تتخانق معاها علشاني دي أمك بس كنت مستنياك تطايب خاطري وتفهمني إنك مش راضي، أنا مبقتش أحبك علشان أضحى التضحية دي كان سبب في طلاقنا إنك فكرت إني ممكن أسيب أبويا في المستشفي وأكمل معاك اليوم ونكمل المصيف عادي؛ دلوقتي عايزني أبعد عنهم خالص؟!.

-قولت هتنزلي ليهم أجازات يا يقين وبعدين أنا علشان بحبك بعمل كل ده عايز أبدأ حياتي معاكِ من جديد.

أبتسمت له يقين في ألم ثم قالت:
-أنتَ محبتنيش يا فادي ودي الحاجة اللي وصلت ليها، أنا حاجة مش أهلك مختارينها ليك ولسه عايز تثبت لنفسك أنك صح وأن اختيارك مفشلش لكن أنتَ محبتش يقين صدقني لو كنت حبتني ربع الحب اللي حبتهولك مكنتش قبلت أهانتي وكسرتي، أنا علشان  كنت بحبك أتنازلت عن الفرح اللي أنا عايزاه، علشان كنت بحبك أنا عديت في الخطوبة تريقة وشروط أمك على جهازي رغم إني كنت جايبة زي ما كل البنات بتجيب.

تنهدت ثم أسترسلت حديثها في ألم رهيب لا تظن أنه سيشعر به:
- علشان كنت بحبك يا فادي أنا عديت كلام أمك يوم فرحنا وعديت سخافة أبن عمك، علشان كنت بحبك أنا عديت أنك بتروح تقول لامك كل حاجة بينا، علشان كنت بحبك أنا أستحملت ظلمك لما صدقت أمك أنها تعبانه وسيبتها، علشان كنت بحبك أنا اتنازلت وعملت كتير أوي وعديت حاجات عمري ما كنت أتوقع إني أعديها في المقابل أنا ملقتش أنك عملت أي حاجة علشان تخليني خلال السنين دي أرجعلك واستحمل تاني.

قلب مُغلق للصيانة / كاملةWhere stories live. Discover now