مساءًا
وتحديدًا مَشفى الشافعي
وفي إحدى المَمرات المُنعزِلة تقريبًا بالمَشفى ، حيثُ كانَ يجلُس أركان المِسكين أعلى المَقعد، ودموعُه تنساب أعلى وجنتيه بألم ، مازال يتذكر رفضُه التام حَول مُعالجِة زوجتُه الحبيبة بهذا الكيماوي اللعين ، يتذكر كيفَ رَفض الموضوع ولكِن وافقَ على كُل هذا الهراء مِن أجل زوجتُه وحبيبتُه الأولى، والذى أخبرُه كُلًا مِن'أدم وطوني' بضرورة جلسات الكيماوي حتى يتِم شِفاء أجوان أسرع ، وهذا جعلُه يوافِق على حديثهُم بِقلب حزين مُتهالِك مِن أجل كُل هذا ، فاق أركان مِن حزنُه على وضع أحدهُم لِكفِه أعلى كِتفيه بهدوء ، وهو يُردد بحُزن وصوت هامِس مُتألِم:
"هوِنها على قلبك يا أركان ، مينفعش تِضعف ، أجوان لِسه مِحتجاك سَند وضهر ليها وسط كُل دا"
أزال أركان دموعُه وهو يتحدث بصوت هامِس مُتألِم:
"مِش قادِر يا إمبراطور ، مِش قادِر أبقى قوي وجامِد ، وأنا أصلًا مرعوب إني أخسرها"
سحبُه محمد داخِل أحضانِه وهو يُربت أعلى ظهرُه بحنان، بينما يتسأل بحُزن:
"وأنتَ ليه مرعوب إنوا يحصلها حاجة وهى بين إيدين ربنا ،ربنا اللي هو أحن عليها مِنى ومِنك أصلًا، إحنا المفروض نِخاف لو ربنا رَفع حِمايتُه عنها، غير كِدا هى معاها ربنا اللي أحسن وأكبر مِن الكُل، إدعيلها يا أركان يمكِن ربنا يحميهالنا علشان حُبك ليها"
دَفن أركان جسدُه داخِل أحضان محمد وهو يُردد بوجع ودموع محبوسة أوكشت على الهطول مِن جديد:
" يا اللّه إنى لا أطيقُ العيّش بدون خليجي الصغير فِأرحمنا مِن هذا الإبتلاء الصَعب"
أزال محمد دموعُه أثر كُل هذا الحُزن الذى يُحيط بِهُم ، وقال بهدوء:
"قوم شوف مِراتك يا أركان علشان كانت بِتسأل عليك، وسيبها على ربنا يا حبيبي هو قادر يحلها"
أنهى حديثُه وهو يُربت أعلى كِتفُه بحنان وحُزن، قَبل أن يتجهوا إلى غُرفِة أجوان للإطمئنان عليها
_____________________
فى حديقة المَشفى
ردد أريان ودموعُه تنساب أعلى وجنتيه بقوة ، فهو على هذا الوضع منذُ معرفتُه بطريقة عِلاج شقيقتُه الصُغرى:
"عارِف يا أيان مِن شَهر كِدا وقَبل ما أعرِف بتعب أجوان فضِلت أبُص شوية عليك أنتَ وأجوان وأنتوا نايمين جنبي، وماكنش في بالي غير جُملة واحدة واللي هى(أنا مِن غيركُم كُنت هعمِل ايه..؟؟!)يعنى مين كان هيقدر يعوض وجودكُم فى حياتي مهما كان قريب؟، مين في الدُنيا هيُبقى متواجِد طول الوقت معنويًا وماديًا غيركُم؟ ، مين هيُبقى جدير بالثقة الكاملة غيركُم، وهتطمئن علي سِري مع مين غير معاكُم؟ ، مِن حاجات كتير أوي مِش هتتوافر غير في أخت أو أخ مِن دَمك ،
إفتكرت زمان وإحنا صُغيرين لما أجوان كانت جمهورنا الوحيد هي اللي مابيتزعلش مِنها مهما حَصل والخِناق معاها مابيكمِلش ٣ دقائق حتى ونِرجع تاني عادي "
YOU ARE READING
عِشق منذُ الصِغر"بداية لعنِة المافيا" الجُزء الثانى
Mystery / Thrillerإنهُم قوة لبعضهُم لبعض ، هُم ليسُ مُجرد أفراد عائلة يسكنون معًا في مكانًا وأحدًا؛ بَل هُم أكثر مِن ذلِك بالنسبة لبعضهُم ، إنهُم سَند وقوة لبعضهُم رغم ما يظهرون مِن برود وسُخرية لبعضهُم لبعض،ولَكِن تجرأ على لمس فرد مِنهُم وقتها إستعِد لترى جحيم الما...
