11- (هو والفَـراشَـة)

Start from the beginning
                                    

هزت رأسها بحماس وهرولت إلى غرفتها بعد قولها :

_ماشى هبعتله ..
*
*
*
جلس زياد فوق الكرسى الخاص بمكتبه فى الشركة ، ويده اليمنى مشغولة بكوب من الشاى بالحليب واليد الأخرى تمسك بالهاتف يتفحصه بلا هدف ..

فتح تطبيق التواصل الاجتماعي "واتساب" وبدأ بمشاهدة بعض الحالات المنشورة من الأصدقاء .. أو للدقة هو يظهر لهم أنه شاهدها ولكنّه فى الحقيقة أسرع يمررها واحدة تلو الأخرى ولم يتوقف إصبعه عن الضغط السريع المتتالِ فى الشاشة ، لينتهِ منها دون النظر بأى واحدة ;ولو من باب الفضول حتى ..

عاد لقائمة المحادثات وراح يقلّب بها قليلًا حتى لفت نظره أحد يكتب له ، فأوقف الشاشة وألقى نظرة على اسم صاحب المحادثة "Yasmine"

ظل يراقب ظهور كلمة "typing" (يكتب ..) وإختفاءها أكثر من مرة ،لتعلن عن ترددها فى الإرسال وعدم استقرارها على الكلمات التى يجب قولها ..

غلبته ابتسامة جانبية ورفع كوبه لشفتيه يحتسى منه القليل باستمتاع ، وعينيه لا تفارق الشاشة ؛فضولًا لمعرفة قرارها الأخير ;هل ستفصح عن مبتغاها أم ستتراجع ..

*
*
*
راحت تتردد بساحة غرفتها ذهابًا وإيابًا وهى تحاول اختيار أسلوب جيد لقول ماتريد .. إلى أن توقفت عن التحرك وركزّت فيما تكتب :

"ازيك يازياد؟ انا كنت نازلة المول اجيب شوية طلبات ايه رأيك تيجى معايا؟"

لم ترسلها وتطلعت من حولها بتردد وعدم رضا ، ثم عادت تمسح نصفها الأخير لتتغير الرسالة إلى :

"ازيك يازياد؟ انا كنت نازلة المول اجيب شوية طلبات وكدا ، لو مش وراك حاجة وحابب تنزل تشترى حاجة بردو ممكن استنّاك نروح سوا"

ضغطت على زر الإرسال ثم عادت تقرأ رسالتها أكثر من مرة ،فلم تشعر بالرضا عنها أيضاً وهزت رأسها بالنفى مهمهة مع نفسها :

_لا لا ملزقة وغبية

أسرعت تحددها لتمسحها ولكنها توقفت عندما لاحظت ظهور العلامة الزرقاء تؤكد أنه رآها ، فاتسعت عينيها قليلًا وفورًا دق قلبها بشكل مربك بل وحتى مؤلم ؛فكان التوتر ارتفع لذروته من التفكير فيما سيقول وما الفكرة التى أخذها عنها بعد طلب كهذا ..

زادت ضربات قلبها عندما رأته يكتب ، ولم يأخذ الأمر وقتًا ،واقتصر رده على :

"اشطا يلا بينا انا فاضى"

ثم ألحقها برسالة أخرى :
"هعدّى عليكى كمان نصّاية"

ضحكة عريضة احتلت ثغرها بوضوح ;لو رأت مدى اتساعها لنعتت نفسها بمجنونة أو بلهاء ..
.

سارعت بالركض إلى الخارج حتى قابلت والدتها الجالسة على الأريكة وهتفت بحماس :

_وافق ياماما

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)Where stories live. Discover now