8- (نُـزهَة فى الحىّ الشَعبِي)

ابدأ من البداية
                                    

_ماهمّا لما مرضوش يدخّلونى مسكت ف خناقهم

ارتفع حاجبيها بذهول ،ثم عادت تطالع الكدمة بتوجس :

_طب هى بتوجعك؟ ، فى صيدلية قريبة ممكن نروح لها

رد ضاحكًا بلا أى اهتمام :
_انتِ قلقانة من دى؟ ، دى بتزغزغ بالنسبة لـ اللى بشوفه .

اتسعت عينيها باندهاش وسخرية :
_ده انت متعود بقى!

أجابها ببساطة :

_ده روتين .. بقوم اشرب الشاى بلبن بتاعى وانزل اشوف هعمل مشاكل مع مين

تساءلت ضاحكة :
_وليه تضايق الناس طيب؟

_سِلو بلدنا كدا

ضحكت من طريقته الجادة فى رده المازح ، ثم استمعت له وهو يعلّق على موعد انتهاء يومها الدراسى :

_انتوا على طول بتطلعوا الساعة ٥ كدا؟

هزت رأسها بإيجاب :
_مش دايمًا بس غالبًا اه

_انتِ آداب مسرح صح؟

_ايوة

ردد باستنكار :
_اومال لو كنتوا طبّ كنتوا خلّصتوا الساعة كام

ابتسمت قائلة :
_طب سيبك وقول لى جيت ليه النهاردة؟

رد بابتسامة عابثة :
_لاحظتك ف الخروجة اللى اللى فاتت كنتى مبسوطة اوى .. مع إنها كانت خروجة عادية يعنى ،مش عارف ايه اللى عجبك اوى كدا

اعتلتها ابتسامة واسعة بمجرد تذكيرها بذلك اليوم وأجابت :
_ده كان يوم تحفة ، كلهم بجد كانوا لُذاذ ودمهم خفيف .. كانوا محسسنى انّى منهم كدا وواخدين عليا ،محستش إنى غريبة وسطهم..

ابتسم بهدوء وهو يتطلع لعينيها التى درات من حولها بحيرة ،ثم أضافت بتردد :

_ويعنيي .. انا أول مرة ف حياتى اخرج مع شلة صحاب فـ الموضوع بالنسبة لى كان تجربة مختلفة يعنى ،وحبيتها ..

سألها بشئ من المزاح :
_انتِ عمرك ماعملتى شلّة ف المدرسة؟

ردت ضاحكة بعدم اهتمام :
_ولا مرة .. كل مرحلة كنت بعرف واحدة او اتنين بالكتير ، ولما المرحلة دى تخلص علاقتنا ببعض خلاص بتخلص كدا ، معرفش المشكلة فى مين بالظبط بس انا مفيش حد بيكمّل معايا للآخر خالص

راقب ضحكها واستخفافها بالأمر ،ولكنه أدرك أنها تخفى تأثرها بالموضوع خلف ضحك ملئ بالمزاح واللامبالاة فقط ..

ابتسم بتشجيع وهو يقول :
_طب انا عامةً كنت جاى اقول لك إننا خارجين بكرة بس من غير ولاد خالى ،لو عايزة تيجى ..

غلبتها ابتسامة متحمسة ولكن أسرعت بإخفاءها وقالت بتردد :
_لا ماهو مش هينفع اسوق فيها بقى كل شوية ،هيقولوا عليا ايه كل ما آجى الزق فيكوا كدا !

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن