الفصل التاسع عشر(الفصل ٢)

Start from the beginning
                                    

تنهد سيف بارتياح حالما وجدها أمامه سليمة
معافاة بعد أن إستنفذ عقله كل الأفكار السيئة
عندما لم يجدها تنتظره في غرفة النوم كما
تعود كل ليلة.
تقدم نحوها و نزل إلى مستواها حتى يتفقدها
جيدا خاصة بعد أن لمح تلك الحقيقة أمامها قائلا
بصوت رجولي أطاح بباقي مقاومتها :
- إنت كويسة؟؟

طأطت رأسها ثم حركته يمينا و يسارا و هي تضغط بقوة على شفتيها حتى لاتصرخ بصوت عال
معلنة عن جميع الاوجاع التي كانت تنهش روحها
من الداخل...والدها الذي تركها و هي مازالت طفلة
لتضطر إلى تحمل مسؤولية أمها المريضة...وحيدة
بدون سند في بلاد غريبة لم تعرف مشاعر الحب
أو الصداقة يوما فكل من كانوا حولها كانوا مجرد معارف عابرة لا أحد يهتم لها و عندما عادت
إلى وطنها بحثا عن عائلتها لم تجدهم بل وجدت
مكانهم مجموعة من الوحوش الضارية تتصارع من أجل الثروة و المال يتربصون بها و ينتظرون اللحظة المناسبة للقضاء عليها لولا وجود حاميها الذي
وقف في وجوههم كالسد المنيع يحميها بحياته
فهو الوحيد من بينهم الذي إهتم لأمرها منحها من الحب و الاهتمام مافاق طاقتها حتى إنطبقت عليها
مقولة إذا زاد الشيئ عن الحد إنقلب إلى الضد...تعبت نفسها و بدأت قواها تخبو و لم تعد قادرة على الصمود أكثر لتعلن إستسلامها في الاخير عندما وصلت إلى آخر الطريق و كم كانت بلهاء ساذحة عندما ظنت أنها سوف تنجح في تغييره..

إلتفتت نحوه ترمقه بنظرات متعبة و تسأله برجاء:
- سيف عشان خاطري...بلاش تعاملني بالطريقة
دي أنا خلاص تعبت و معتش قادرة أستحمل
أكثر من كده ...

أخفى ببراعة أجادها بسهولة نظرته المشفقة
نحوها و هو يستقيم من مكانه نحو خزانة ملابسه
ليخرج منها بعض الثياب البيتية الخاصة به
مردفا بجفاء :
- مش دي كانت رغبتك إني أحررك مني ...أديني حققتهالك... عاوزة إيه ثاني؟؟

صرخت دون وعي منها لتجيبه بما يعتري داخلها :
- لاااا خلاص أنا مبقتش عاوزة حاجة غيرك...

مسحت دموعها بسرعة ثم وقفت من مكانها
مضيفة : خلينا ننسى الأسبوعين اللي فاتو و نعتبر إننا النهاردة رجعنا من الجزيرة... طب لو عاوز نروح
الجزيرة و نقعد هناك شهر أنا موافقة ".

همهم بتفكير موهما إياها بأن عرضها قد أعجبه
قبل أن ينبس :
- مش فاضي بعد بكرة مسافر دبي".

ألقى عليها نظرة أخيرة ليجدها تنظر له بحزن
ظاهر في عينيها الجميلتين...نقطة ضعفه..
سحق أسنانه بغضب من نفسه عندما وجد نفسه يشرد في هيئتها الفاتنة...لكن كيف يمكنها أن تكون بهذا السحر حتى و هي في أسوأ حالاتها
اللعنة على قلبه الخائن الذي يحثه على
أخذها في عناق حار حتى يسحق عظامها
و تعويض ليال الحرمان التي قضاها بعيدا عنها....

رمش بأهدابه عدة مرات حتى يستيقظ
من شروده و هو يتمتم :
- تصبحي على خير....

أسرع خارج الغرفة بخطوات مترددة متجها
نحو باب الجناح حتى يقضي ليلته في
الغرفة المجاورة كما تعود...أمسك بمقبض
الباب حتى يفتحه لكنه لم يستطع شيئ ما
يشده إلى الخلف و يذكره بأن
تلك التي تركها في الداخل تبكي ليست زوجته فقط بل قطعة من روحه ...
تنهد بقوة مقررا العودة أدراجه حتى يراضيها و ينهي ألمها الذي لا يمثل نقطة في بحر عذابه
لكن رنين هاتفه منعه من ذلك و إنتهى به المطاف
في الغرفة المجاورة... .

هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) Where stories live. Discover now