الفصل التاسع و الثمانون_الجزء الثاني (واقع أم حُلم؟)

ابدأ من البداية
                                    

"طب أنتِ كويسة طيب ؟! يا ستي ردي عليا !! اللي حصلك دا من إيه ؟!"

رفعت رأسها تنظر له ثم حركت كتفيها مما يدل على جهلها بالأمر، فقال هو مسرعًا بلهفةٍ:
"أنا هكلم ياسر ييجي يكشف أحسن، مش هفضل قلقان كدا"

قبل أن تهم هي بالرفض أو التحدث أشار لها بالتوقف ثم اقترب من هاتفه يسحبه ثم خرج من الغرفة بأكملها، فيما طالعت هي "يونس" بوجهٍ مُبتسمٍ و هي تقول بنبرةٍ هادئة تحاول طمئنته:

"أنا كويسة اهوه، مالك بتعيط ليه ؟!"

احتضنها من جديد و هو يقول بصوتٍ مرتجف:
"خايف"

حاوطته هي بذراعيها ثم قبلت رأسه، و هي تمسد عليه و تقرأ له أياتٍ من القرآن الكريم لعله يهدأ من نوبة خوفه تلك، فدلف "خالد" لهما من جديد يقول بثباتٍ:

"ياسر هييجي دلوقتي يكشف عليكِ لحد ما بكرة إن شاء الله نروح للدكتور، أنتِ كلتي حاجة وطيتلك الضغط ؟!"

حركت رأسها نفيًا ثم قالت بتيهٍ:
"لأ ماكلتش حاجة والله من ساعة ما أنتَ رجعت و كلنا سوا، بس أنا مرة واحدة كدا حسيت إن دماغي بتلف بيا، و بطني وجعتني مرة واحدة، اخر حاجة فكراها إن يونس كان بيشاورلي على الفيلم، بس"

حرك رأسه موافقًا و في تلك اللحظة صدح صوت جرس الباب فأشار لها "خالد" ترتدي اسدالها، فتحركت هي تنفذ ما طلبه و "يونس" بجوارها يلتصق بها لا يريد تركها.

بعد مرور دقائق قليلة دلف "خالد" أولًا و خلفه "ياسر" بحقيبة الكشف الخاصة به، فألقى عليهم التحية و هو يقول بصوتٍ ناعسٍ:

"معلش بقى جيتلكم فجأة كدا"

عقدت "ريهام" ما بين حاجبيها فيما قال "خالد" بنبرةٍ جامدة:
"ما تفوق يا ياسر !! أنا اللي جايبك يابني، صباح الفل"

_"صباح العسل"
رد عليه "ياسر" تحيته بوجهٍ مُبتسمٍ ثم تثاءب بقوةٍ فقالت "ريهام" بأسفٍ:
"معلش بقى يا دكتور، نزلناك بليل كدا و أكيد أنتَ ما صدقت تنام"

رد عليها بسخريةٍ:
"ما صدقت آه، أنا والله من ساعة ما بقيت أب نسيت النوم و طار من عيني، هنام امتى يا ناس !!"

رد عليه "خالد" بتهكمٍ:
"مش خلفت !! هتنام في الحنة إن شاء الله، روح جتك خيبة"

اقترب "ياسر" من "ريهام" بجهاز الضغط يقوم بوضعه على ذراعها و هو يتابع بنظره الجهاز ثم تمم كشفه مراعيًا كافة الاحترازات في التلامس بينهما، حتى أغلق حقيبته و تثاءب و اقترب من الباب يخرج منه دون أن يتفوه بكلمةٍ واحدة أو يطمئنهم، فسأله "خالد" بنبرةٍ جامدة يوقف تحركه:

"أنتَ يالا !! يا ابن الهبلة أنتَ"

التفت له "ياسر" بتعجبٍ فسأله من جديد بنفس الحدة:
"يا بني مالها !! أنتَ كشفت و مشيت ؟! فيه إيه ؟!"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن