ردت عليها "نوف" بثباتٍ:
"علشان ريماس دي كانت وسط الأطفال في الشارع، للأسف مرات باباها بعد وفاته خليتها تنزل الشارع تبيع مناديل و حاجات غريبة كدا، و ريماس وسطهم كانت مظلومة و علطول مهمشة، علشان كدا واحدة كلمتنا و خليتنا أخدناها و جبناها هنا، حاولنا كتير معاها بس برضه هي مصممة تفضل ساكتة و لما تحاول تقعد معاهم بتحس إنها مش مرغوبة"ردت عليها "خديجة" بلهفةٍ:
"أيوا خدت بالي، و غالبًا دي عندها بوادر رهاب اجتماعي، يعني لو كبرت على كدا هيتحكم فيها و يضيع حياتها، فيه ٣ ولاد كمان منهم واحد عنيف جدًا أقل حاجة تواجهه يكسر و يضرب و لما يكون هادي أوي بيشتم، فيه واحد تاني غاوي يلفت الانتباه ليه بأي شكل، بمعنى إنه فيه انانية و عاوز يكون هو اللي ظاهر بس حتى لو معملش حاجة غاوي يظهر أنه هو اللي ضحى و لاحظت أنه كاره أي حد غيره يتشكر فيه"ردت عليها "نوف" تتفاهم مع حديثها و تفسره لها:
"يمكن علشان هو كان مُهمش أوي وسط الناس و علطول حاسس إن كلهم ظاهرين ميعادا هو علشان كدا غاوي يعمل شقاوة و يغطي على الكل بحضوره حتى لو كلامه ملهوش لازمة"حركت رأسها موافقةً ثم أضافت:
"بالظبط و فيه واحد تاني طباعه غريبة يعني غاوي يخليهم يتخانقوا مع بعض و يضربوا بعض و بيكون فرحان رغم إن مفيش منهم صحابه، بس هو مش طايق أنهم يكونوا كويسين مع بعض و علطول لسانه طويل"توقفت عن الحديث ثم أضافت من جديد:
"الفكرة هنا هي أني احولهم و أخليهم حاجة تانية، بس الفكرة ازاي اصلًا هقدر اتفاهم معاهم و أقنعهم ؟!"ردت عليها الفتاة بهدوء و هي تفكر:
"الفكرة ازاي أصلًا نستغل الفكرة، يعني حاليًا في الدار سهلة ممكن نتعامل، لكن برة العالم مليان أطفال بتعاني نفسيًا و كل واحد منهم لأسباب الأهالي مش قادرة تفهمها"ايدتها "خديجة" ثم أضافت:
"بالظبط، كل الحكاية في برة الدار و في المدارس و ازاي المدرسين اللي معندهمش ادراك لنفسية الطلاب بيكونوا سبب من أسباب الضغط عليهم، أنا عاوزة افهم الناس حاجة هما مش واخدين بالهم منها"_"إيه هي يا خديجة ؟؟"
"إن الطفل زيه زي الشخص الكبير، إنه بيحس و بيتأثر و بيزعل، إن الطفل عادي يعيط لأن الراجل من حقه يعيط، لازم يفهموا إنه بيواجه مشاكل على قد سِنه، لازم يفهم إن العالم الصغير بتاعه دا فيه هموم برضه و إن العالم مش مناسب برائته"
عقدت الفتاة ما بين حاجبيها فهبت "خديجة" منتفضة من مكانها و هي تقول بسرعةٍ كبرى:
"أنا عندي حل، عن اذنك يا نوف، هروح ضروري و هكلمك"حملت حقيبة ظهرها الصغيرة ثم رحلت على الفور بعدما أخرجت هاتفها، فيما نظرت "نوف" في أثرها بتعجبٍ من حملها و طريقتها تلك لكن داخلها تأكد أن "خديجة" ستنجح فيما تريده.
_________________________
أنت تقرأ
تَعَافَيْتُ بِكَ
Romanceظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي برؤية محياكِ؛ فوقفت أمام العالم صامدًا أقول "أحببتُ جميلةٌ وجهها صَبوحًا" كُلما تبسمت زاد جمالها وضوحًا"
الفصل الثالث و الثمانون_الجزء الثاني (انسحبت الروح)
ابدأ من البداية