الفصل الثاني و الثمانون_الجزء الثاني (عودة الروح)

ابدأ من البداية
                                    

حرك رأسه موافقًا ثم أضاف مؤكدًا:
"عارف يعني إيه، بس الكلام دا لو إحنا منعرفش أحمد مين، جرب كدا تقول إن سلمى هتكون لواحد تاني و ساعتها أنتَ بنفسك هتشوف أحمد و سلمى حالتهم هتبقى إيه، وافق الله يرضى عليك"
_________________________

في الخارج ساد التوتر و خيم على الجميع و كأن ذلك اليوم خُلق فقط ليوترهم جميعًا مرورًا بالنتيجة منذ الصباح و حتى تلك اللحظة و موضوع عقد القران، جلس "أحمد" مقابلًا لها يسألها بتوترٍ:

"بصرف النظر عن اللي بيحصل جوة يا سلمى، أنا بس عاوز أعرف رأيك أنتِ، موافقة على حاجة زي دي ؟! موافقة إنك الليلة دي تكوني على اسمي ؟! و الله العظيم لو مش موافقة أنا مش هزعل و هسيبك براحتك، أنتِ موافقة ؟؟"

سألها بنبرةٍ متوسلة يرجوها أن تطمئنه حتى تنهدت بعمقٍ و قال بصوتٍ مبحوحٍ:
"أنا مش عاوزة غير اليوم دا يا أحمد، صدقني أنا معاك في أي حاجة"

في تلك اللحظة خرج "محمود" و "وليد" بتعبيرات وجهٍ خالية لم يستدل منها على شيءٍ و خلفهما "محمد"، نظروا جميعًا له بخوفٍ و ترقبٍ و وقف "أحمد" بجسدٍ يرتعش خوفًا من القادم، فتحدث "محمد" أمرًا ابنته بنبرةٍ جامدة:

"قومي يا بت أطلعي فوق يالا"

نظروا لبعضهم البعض بخوفٍ و ترقبٍ و خاصةً "سلمى" التي سارت القشعريرة في جسدها فقال والدها بتهكمٍ:
"عاوزة تتجوزي و أنتِ لسه حتى معتبتيش الجامعة ؟! اطلعي ياختي"

تحدث "مرتضى" بسخريةٍ:
"شوف مين بيتكلم ؟! مش الأستاذ برضه خطب مراته و هي في تالتة دبلوم ؟! و لا إحنا بنتبلى عليك ؟! آه نسيت.... كانت في تانية لسه"

حاولوا جاهدين كتم ضحكتهم لكن دون جدوى خرجت الضحكة منهم جميعًا، و حينها رمق "محمد" أخيه بسخطٍ و هو يقول:
"هو أنتَ إيه يا جدع ؟! مبتسترش ؟! على أساس إنك كنت محترم أوي في خطوبتك؟"

رد عليه "مرتضى" بتبجحٍ و وقاحة:
"يا سلام !! هو أنا كنت قولت أني شيخ جامع ؟! أنا قدام أخوها بوست أيدها و أنا خاطبها قدام أخوها نفسه، أخلاقي متسمحليش أني أعمل حاجة من وراهم"

قبل أن ينطق "محمد" مُحتجًا على حديث أخيه تدخل "طـه" يقول بضجرٍ منهما:
"بــس بقى أنتَ و هو !! إيه الفضايح دي ؟! خلصونا !!"

زفر "محمد" بقوةٍ ثم قال بنبرةٍ جامدة يشوبها بعضٍ من اللين:
"يلا يا بت أطلعي فوق جهزي نفسك، كتب كتابك بعد العِشا"

انطلقت زغرودة من فم "إيمان" و "زينب" في آنٍ واحدٍ فرحةً بهما، فيما تحرك "أحمد" نحو عمه يحتضنه بحماسٍ و هو يهلل حتى عانقه عمه برضا و قلة حيلة.

أما "وليد" فاقترب من الشباب يقول بثقةٍ و ثباتٍ:
"إيه رأيكم يا سكر أنتَ و هو ؟! ها ؟! أنفع و لا لأ ؟!"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن