الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (ماذا تريد)

ابدأ من البداية
                                    

"إيه دا ؟! فانوس مين دا كله ؟؟ هيتحط فين دا ؟! هو فيه حد هيبات فيه ؟!"

جاهد ليكتم ضحكته و هو يقول بنبرةٍ هادئة تحمل السخرية بين طياتها:
"آه، عاملينه علشان بكار و رشيدة يباتوا فيه، أو ظاظا و جرجير مش متأكد بصراحة"

عقدت ما بين حاجبيها حتى أدركت مقصد حديثه الساخر عليها فـ شهقت بقوةٍ و قد ضحك هو بيأسٍ منها و حينها تمسكت في ذراعه و هي تقول بمرحٍ:

"هنسامحك بس علشان أنتَ موجب معانا بزيادة"

توقف عن السير و هو يقول مُشيرًا برأسه نحو الفانوس كبير الحجم:
"تعالي أصورك عنده يلا، هما حاطينه أصلًا علشان الناس تتصور جنبه، مش علشان حد يبات فيه"

قبل أن ترد عليه سحبها هو خلفه حتى اقترب من التجمهر حتى أتىٰ دورها فقام هو بالتقاط الصور لها و هي تضحك بملء شدقيها حتى التقط صورة لهما سويًا بجوار الفانوس و الأضواء المُزينة.

شعرت هي بالتعب من كثرة المشي على قدميها فطلبت منه الجلوس لو قليلًا حينها أخذها نحو أقرب محل "عصير قصب" و جلس معها هناك يأخذا قسطًا من الراحة فيما تحدث هو متأسفًا:

"مفيش هنا عصير قصب باللبن للأسف، هي كوباية قصب ترد روحنا و بعدها نتوكل على الله نشوف ورانا إيه"

حركت رأسها موافقةً بحماسٍ حتى طلب هو العصير لهما و بعدما رحل العامل أمعن هو النظر في وجهها فوجدها تجول بالمكان بنظراتها دون أن تتحرك من موضعها، الأضواء و الأغاني و الأطعمة الخاصة بـ "رمضان" و الحلويات و المكسرات كل ذلك كانت تتابعه و هي تبتسم حتى سألها هو بنبرةٍ ضاحكة:

"عجبتك الغورية ؟! إيه رأيك في رمضان فيها بقى ؟!"

ردت عليه هي بلهفةٍ:
"تحفة، حاسة أني شامة ريحة رمضان و الله، مش عارفة إزاي بس حاسة بيه و الله"

رد عليها هو بنبرةٍ ضاحكة:
"يمكن علشان الجو هنا أصلًا كله روايح رمضان ؟! سبحان الله تحسي إن حتى الشعائر بتاعته حلوة، كل سنة و أنتِ طيبة"

"و أنتَ طيب و بخير إن شاء الله، يمكن دا أول رمضان لينا سوا، بس أنا حاسة إن فرحتي فيه بمقام كل السنين اللي فاتت و الله"

ابتسم لها بسعادةٍ حتى تنهدت هي بعمقٍ ثم قالت:
"و بصراحة دا أول رمضان أكون مرتاحة فيه كدا، يعني مش زعلانة من حد و بكلم الكل، حتى عمتو مشيرة و جميلة كمان معانا، و هدير بقت صاحبتي، و بقى عندي صحاب هنزل أصلي معاهم، إجمالًا يعني دا أول رمضان أكون منتظرة تعاملي مع الناس فيه"

رد عليها هو بنبرةٍ هادئة و كلماتٍ رزينة:
"و الله كلهم بيحبوكي أصلًا، بس الشيطان بقى لما بيدخل النفوس و يوسوس فيها، بمعنى أنه بيخلي القلوب نفسها تقسى على بعض، في حين إننا كلنا هنقف قدام ربنا نطلب منه السماح"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن