الفصل السابع و السبعون_الجزء الثاني (حق الاستغلال)

ابدأ من البداية
                                    

قبل أن يتحدث «طـه» نظر لـ «وليد» يطلب منه العون و يدله كيف يتصرف فتحدث «وليد» ببراءةٍ تتنافى مع شخصه:
"دي بنتك أنتَ يا عم طه و أنتَ أبوها يعني أنتَ اللي تقرر، و أظن يعني عمار مش غريب عننا، بس برضه الكلمة كلمتك"

رفع «طه» حاجبيه ساخرًا بعد حديثه فيما مال «وليد» على اذن والده «مرتضى» يقول هامسًا بخبثٍ:
"سمعنا كلمتين حلوين من بتوعك يا مرتضى، الحق طه قبل ما يعك الدنيا، يلا مش أنتَ الكبير ؟! هتسكت و لا إيه ؟!"

ظهر الشر في نظرات «مرتضى» فوقف بجوار أخيه و هو يسأله بثباتٍ و ثقةٍ و كأنه ينذره بالقادم إذا رفض:
"ها يا طـه ؟! إيه قولك ؟! موافق و لا لأ ؟! دي بنتك برضه"

تنفس «طـه» بعمقٍ ثم قال بنبرةٍ هادئة بعدما نظر في وجه «عمار» و منه إلى ابنته التي تحتمي بـ «فارس» و هي تحتضنه:
"أنا اللي يهمني إن بنتي تكون مع راجل يصونها و يحميها، و في نفس الوقت يحافظ عليها و ميخليهاش تغلط و تعمل حاجة من ورا أهلها و أنا واثق إن عمار جدع و عارف تربيتي برضه و واثق في بنتي..... أنا موافق بس بشرط"

تفوه «وليد» هامسًا بسخريةٍ:
"يخربيت بهاراتك اللي لازم تتحط في الأخر دي"

بعد كلمته الأخيرة نظر له الجميع بتعجبٍ من تلك الكلمة و خاصةً «عمار»، فأضاف هو بشموخٍ:
"بنتي لسه صغيرة و أنتَ كمان، من هنا لحد ما ربنا يكرمك و تبقى جاهز من كله ملكش دعوة ببنتي، لا من قريب و لا من بعيد، اعتبر إنك لسه مشوفتهاش أصلًا، و لو اتقابلتوا صدفة أعمل نفسك متعرفهاش....أظن دا حقي"

رد عليه «عمار» بثباتٍ:
"و أنا موافق يا عم طـه، أنا لا يمكن أسمح لنفسي أعصي ربنا فيها، و طالما أنا راجل و رايد بالحلال يبقى وعد مني في رقبتي إن حتى نظرة العين مغلطش بيها، و وعد مني أني استنى و أصبر علشان تكون هي نتيجة صبري"

ابتسم له «طارق» و هو يسأله:
"أنتَ بتتكلم في سنين !! هتصبر و تتحمل كل دا ؟!"

طالعه بقلة حيلة و هو يقول:
"أنتَ استنيت كام سنة يا طارق ؟! مليت في يوم و لا زهقت ؟! أكيد كنت واثق في ربنا علشان أنتَ مبتغلطش، و أنا واثق أني مبغلطش و عاوز الرزق بالحلال، و أكيد ربنا مش هيبخل عليا بيه"

ابتسموا له بعد حديثه ذلك، فتحدث «فهمي» بفخرٍ:
"علشان كدا قولت هو اللي يتكلم، لأني واثق في ابني، طبعًا الكلام دا مش وقته بس عمار شقته مع شقق أخواته دافع المقدم ليها و بكمل في الأقساط و إن شاء الله خلال سنة هكون خلصت الأقساط و نبدأ نوضبها، و زي ما عملت شقة اخوه هعمله شقته، دا علشان تكونوا مطمنين، خلود زي بنتي و لا يمكن اقبل بحاجة تزعلها أو حتى تجرحها، كفاية أدبها و أخلاقها، و أنا طمعان في كرمكم عليا إنها تكون بنتي قبل ما تكون مرات ابني، و لو هي مزعلة حد هنا، قولولي و أخدها معايا و أنا مروح أنا بتلكك أصلًا"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن