الفصل الثالث

ابدأ من البداية
                                    

تعالي صوت حلا وهي تهتف باختها : هو ايه اللي مش عارفه ؟
انتي اخر واحده اخدتي الساعه بتاعتي
قالت هنا بتبرم : قولتلك رجعتها اوضتك يومها ومشوفتهاش بعد كده ولا اعرف راحت فين
جذبت حلا محتويات الدرج خارجا وهي تبحث بضيق عن ساعتها وتهتف بأختها : ماليش دعوة ....اقلبي الدنيا وهاتي الساعه والا هتصل ببابي واقوله
هتفت هنا ببرود : كلميه ...قولتلك الف مره معرفش مكانها
سحب ايهم نفس عميق واغمض عيناه بينما يستمع إلي صوت ابنته العالي وهي تتحدث بانفعال وتخبره بما حدث والذي ليس إلا مشاجره جديده بين ابنتيه المراهقتين ليقول بحزم : طيب يا حلا مالكيش دعوة باختك وانا  لما ارجع بليل هتصرف
قالت حلا بضيق : وانا لسه هستني لما حضرتك ترجع ....انا عندي درس بيانو وعاوزة انزل دلوقتي ومحتاجه ساعتي
هتف ايهم بامتعاض : وهو مفيش عندك الا الساعه دي ...احتدت نبرته وتابع بحزم : البسي اي ساعه غيرها وانزلي ياحلا بدل ما احلف مفيش نزول
تنفس بضيق بعد أن انهي المكالمه مع ابنته وقام من مكانه ينتوي العوده الي المنزل حتي لا يشب شجار بين ابنتيه ....
جابت عيناه بارجاء غرفه ابنته قبل أن يسأل حلا : في حاجه تانيه ضايعه منك
هزت حلا راسها لينظر ايهم الي الصندوق الصغير الذي تحتفظ فيه ابنته ببعض الأشياء الثمينة التي تملكها ويجدها كما هي بالضبط كما تاكد من وجود الأموال التي يتركها باحدي ادراج مكتبه كما هي لذا استبعد احتمال أن تكون الخادمه قد اخذت شيء وأن ابنتها كالعاده فقدت ساعتها لاهمالها ليقول لها : خلاص مش مشكله ابقي دوري عليها بعدين ويلا تعالي اوصلك
أومات حلا ونزلت برفقه ابيها الذي اوصلها حيث درس البيانو الذي تعشقه ولا يعارضها ابيها بدراسته مما لا يعارض شيء لشغل فراغ بناته المراهقات
قالت ايهم لحلا : هقعد اشرب حاجه في الكافيه ده ولما تخلصي كلميني اخدك
أومات حلا وقبلت ابيها : مرسي يا بابي
........
....
شهقت دلال بفزع بينما لم يستطع صالح عدم اخبارها بما حدث ليزم عمر شفتيه بينما أراد إنهاء الأمر دون أن يعرف احد من أسرته ولكن عبثا فسرعان ما خرجت ثراء من غرفتها بقلق علي صوت دلال التي صرخت ما أن أخبرها صالح وهو يمسك بصدره
اسرعت ثراء تجاه ابيها كما فعل عمر الذي قال بقلق : ايه ياعم صالح اطلب الدكتور تاني
هز الرجل رأسه والتقف أنفاسه وهو يجلس : لا يا ابني انا كويس
قالت دلال لثراء : بسرعه هاتي ميه والدوا بتاع ابوكي
........
بملل أخذ ايهم ينفخ دخان الارجيله الموضوعه أمامه وعيناه مثبته علي هاتفه قبل أن يرفع عيناه ويعقد حاجبيه بدهشه وهو يري هذا المشهد ......
ريم جالسه مع نديم .....بالتأكيد مشهد يثير الدهشه
ظاهريا ولكن داخليا يثير الغثيان بينما ضغطت ريم علي كل أعصابها وهي تتبتسم لنديم الذي انخدع بلعبتها الصغيرة التي لجأت إليها خوفا من أن يخبر عمر بما حدث فتخسر عمر الذي لم تفكر باخباره بحقيقه ماحدث
حتي تتجنب موقف كهذا وضعت نفسها به
: ريم انا اسف علي اللي عملته بس انتي عارفه انا بحبك اد ايه ...متحملتش لما حسيت انك رجعتي له
هزت ريم راسها بكذب: مرجعتش .....اشاحت بوجهها قائله: عمر موضوع وانتهي خلاص
نظر نديم لها بشك لتخفض ريم عيناها وتفرك يدها قائله : اديني فرصه وانا هنهي كل حاجه معاه
ازدادت نظرات الشك بعيون نديم لتقول ريم بزيف : اديني وقت انهي كل حاجه مع عمر واستعد اني ابدا من جديد معاك .....هزت راسها ونظرت بخبث لتري لمعه عيون نديم : لو فضلت تهددني يا نديم انا مش ....قاطعها  نديم وهو يهز رأسه ويضع يده فوق يدها قائلا بمشاعر : لا طبعا مفيش تهديد ...انا بس انفعلت امبارح غصب عني ...قولتلك انا بحبك ياريم وعشانك مستعد اعمل اي حاجه
قال نديم وهو يتطلع الي وجهها : جربي تحبيني زي مابحبك ومش هتخسري ...اوعدك
خفضت ريم عيناها بينما يطلب منها تجربه شيء لايجوز به تجربه وفقا لأي من قوانين الطبيعه لانه شيء لا تحكمه قوانين من الأساس .....لايوجد بالحب شيء منطقي ولا توجد به احكام ولاتجارب ....أومات ريم ومازالت تزيف مشاعرها التي تخدع بها نديم حتي تأمن جانبه ويأتي الغد ويطلبها عمر من ابيها وقتها هي متاكده أن نديم لن ينفذ شيء من تهديده بأخبار عمر وحتي ان أخبره سيكون افتراء بسبب غيرته من عمر المعروفه للجميع ...!
بغضب قام ايهم من مكانه ليتوقف أمام نديم ويشير بطرف عيناه الي ريم التي انصرفت قبل لحظه : كانت بتعمل ايه معاك
نظر نديم ببرود الي ايهم بينما لمعت عيناه بالانتصار لاول مره علي عمر : قاعده معايا ...عادي
احتدت نبره ايهم : هو ايه اللي عادي ....اتكلم عدل يا نديم
ارتشف نديم من قهوته ببرود : وانت شايفني معوج يا ايهم باشا....انا وهي بنحب بعض وقاعدين مع بعض ...عندك مشكله
نظر له ايهم بحده : انت بتخرف بتقول ايه ....هي وصلت بيك لغايه كده ....تبص لحبيبه صاحبك
هب نديم من مكانه وهتف من بين أسنانه : ريم حبيتي انا ....
نظر له ايهم بغضب ليقول نديم بحقد : خليه يبعد عنها احسن له ريم بتحبني انا.....نظر إلي ايهم وتابع وهو يهز كتفه :  واهو انت لسه شايف بنفسك ...قاعده معايا ازاي ...!
..........
....
ارتجفت دقات قلب ثراء بداخل صدرها بينما يسأل عمر صالح بهدوء : يعني من وقت ما رجعت لغايه ما خرجت تاني يوم الصبح والشنطه كانت في الدولاب
اوما صالح ليقول عمر  : طيب ولما اخدت الشنطه روحت علي الموقع علي طول ولا وقفت في أي مكان
هز صالح رأسه : وقفت بس أفول العربيه بعدها روحت تحت بيت الباشمهندس زياد عشان اخده معايا
اوما عمر : وبعدين ؟
هز كتفه وقال بصوت متحشرج : سلمت الباشمهندس زياد الشنطه وطلعنا علي الموقع
وفي الطريق : وقفت أو نزلت من العربيه وسبت الشنطه
هز صالح رأسه : بس وقفت في محطه البنزين
نظر لها عمر لحظه ثم أعاد صياغه سؤال اخر : محدش غريب دخل البيت
توترت كل ملامح ثراء وهي تتذكر دخول ماجد هذا الصباح ....!!
لاحظ عمر التوتر الواضح عليها ولكنه تظاهر أنه لم يري شيء لينظر الي صالح الذي نظر إلي دلال قبل أن يقول وهو ينظر إلي عمر مجددا : مكنش عندنا الا ماجد
نظر له عمر باستفهام لتستنكر كل نظرات دلال وتهب واقفه تهاجم صالح : انت بتتهم اخويا انه حرامي ياصالح
هز عمر راسه وقال قبل أن يقول صالح شيء : عم صالح مقالش حاجه يا مدام ...
غضبت دلال وقالت بحنق وهي تقوم من مكانها : لا قال يا حضرة الضابط .....عموما ماجد مكنش في البيت واصلا خرج قبلنا
نظرت إلي صالح بعتاب : مش كده ياصالح
خفض صالح عيناه بانفعال بينما قامت ثراء سريعا خلف زوجه ابيها
فيما نظر عمر الي صالح قائلا بخفوت : ايه حكايه ماجد ده ياعم صالح
.........
....
....قالت ثراء وهي تحاول تهدئه زوجه ابيها : بابا مكنش قصده ...هو بس كان بيرد علي اسئله الظابط ده
قالت دلال بانفعال : امال لو كان قاصد ...ده قاله ماجد ....بقي اخويا انا حرامي ....انا اخويا يعمل كده
ايه الافتري ده ....ماجد اصلا مكنش في البيت النهارده الصبح وطول الوقت كان قاعد معانا امبارح يبقي اخد الفلوس ازاي زي ما ابوكي بيتهمه
هزت ثراء راسها بتوتر قبل أن تهمس لدلال : ماما ...انا كنت عاوزة اقولك علي حاجه ....!!
.......  
...
هبت دلال من مكانها بفزع : انتي بتقولي ايه ....ماجد جه
أومات ثراء وخفضت عيناها : انا خوفت اقول لبابا تحصل مشكله وكنت هحكي ليكي بس اخواتي كانوا موجودين ومعرفتش اقولك
فركت دلال وجهها الذي احمر بشده ...لتهز راسها وتدور حول نفسها : مستحيل ....ماجد لا يمكن يعمل كده
قبل أن تقول ثراء شيء كان صالح ينادي علي زوجته .
خرجت دلال ليلمح عمر ملامح وجهها التي تغيرت واكتست بالتوتر كما حال ملامح تلك الشابه
قال عمر لدلال : ممكن اسالك سؤال يا مدام ؟
هزت دلال راسها ليسالها : اخوكي كان رايح فين الصبح ؟
قالت دلال بتوتر واضح : معرفش ...جايز عنده مشوار
قال عمر وهو يلاحظ توتر المراه : وهو متعود يروح مشاوير الصبح بدري كده ....زي ما عم صالح بيقول أنه بيشتغل في البحر الاحمر وجاي إجازة وفي العادي مش بيخرج بدري كده
هتفت دلال بتعلثم : معرفش ...معرفش راح فين ....وبعدين اخويا مالوش دعوه بموضوع الفلوس ده
نظر عمر إليها وسأل مجددا : رجع امتي ؟
أجابت دلال بنفس التوتر : معرفش. ...
اوما عمر متنهدا : طيب هو موجود فوق دلوقتي
هزت دلال راسها وانفلت لسانها : رجع من بدري ؟
نظر لها عمر بتفحص قبل أن يقول بخبث : مش قولتي متعرفيش رجع امتي
هبت دلال واقفه وهتفت بامتعاض : وهو انا في تحقيق ....معرفش خرج ولا رجع امتي ....اهو حر يروح ويرجع وقت ما يعجبه
اوما عمر قائلا : طيب تسمحي تكلميه ...عاوز اتكلم معاه كلمتين ؟
انزعجت ملامح دلال لينظر لها صالح بحنق بينما لم يجد اخر يشتبه به إلا اخو زوجته : كلميه يا دلال ...
قال عمر لتلطيف الجو : هتكلم معاه كلمتين بس يامدام متقلقيش
بخبث أدار عيناه حوله ليري أرجاء المنزل قبل أن يلمح ابنه صالح الشابه تقف بممر الغرف تسترق السمع ليقول بقليل من المرح : ايه ياعم صالح معندكوش قهوة ولا ايه ....تسمح ليا بفنجان قهوة
قال صالح سريعا : اعملي قهوة لعمر بيه يا دلال
ترك عمر عن قصد المساحه لدلال التي تاكد انها ستتحدث مع أخيها ما أن تدخل الي المطبخ وبالفعل حينما اتي ماجد كان واضح أن لديه خلفيه عما حدث مهما تظاهر بالمفاجاه
ليجيب بتعلثم علي سؤال عمر : كنت مع جماعه صحابي
قال عمر بمكر : مين صحابك ....حد منهم ممكن يأكد أنك كنت معاه
رفع عمر هاتفه متابعا : قولي رقم واحد منهم
توترت كل ملامح ماجد ليقول عمر بمكر : ايه مش معاك رقم صحابك
هز ماجد رأسه وهو يبحث عن مخرج بينما هربت كل الدماء من عروقه فلا سبيل لإنكار التهمه الا أن قال إنه كان هنا برفقه ثراء !!
........
....
بكت دلال بحرقه بينما تشابكت الخيوط وأشارت كل الادله تجاه أخيها خاصه حينما أكد بواب العمارة أن ماجد قد عاد بعد أن انصرف صباحا ببضع دقائق بل وانصرافه بعد ساعه يحمل حقيبه مجهول ما بداخلها
بالاضافه لتذكر صالح لنسخه المفتاح التي كانت معه منذ بضعة أشهر حيث تركتها معه أخته للطواريء بعد أن تركت ذات يوم الموقد مشتعل وكاد يشتعل حريق لولا أنه كسر الباب وانقذ الموقف
: والمفتاح ؟
ضيقت دلال عيناها ونظرت الي صالح بعتاب بعد أن ذكر وجود نسخه من المفتاح مع أخيها ليزيد من الادله ضده  ليتابع عمر  : مفتاح البيت معاك نسخه منه
قال ماجد وهو يهب واقفا : قصدك ايه ...انا أسرق جوز اختي
اوما عمر ببرود : عندك رد ....ياتقولي رجعت ليه بسرعه كده يا مفيش قدامي الا اني افتح محضر رسمي
قالت دلال بهلع تدافع عن أخيها  : يدخل البيت ازاي وثراء كانت موجوده
نظر الجميع تجاه ثراء بينما هربت الدماء من عروقها ولم يخرج صوتها بأجابه علي سؤال عمر : حسيتي أن حد دخل البيت طول فتره الصبح يا انسه
لم يخرج صوتها وتحشرج كما تجمدت الدماء بعروق  ماجد ونظر الي أخته التي انسابت دموعها ونظرت الي ثراء برجاء أن تنقذ أخيها لتقول بتوتر بالغ : انا كنت نايمه
نظرت دلال إليها بغضب بينما اجابتها لا تنفي التهمه عن أخيها وقد هربت بها ثراء من اي سؤال اخر ...
قام عمر من مكانه وتابع الضغط علي ماجد : ها يا استاذ ماجد ....قررت ايه ؟
حمحم ماجد بتوتر ليرفع يداه يجفف عرق جبينه قائلا لعمر : تسمح نتكلم علي انفراد
اوما عمر : اكيد
.......
رفع عمر حاجبه بينما يختم ماجد حديثه : هو ده اللي حصل ؟
قال عمر بشك : ولما ده اللي حصل مقولتش ليه ؟
قال ماجد وهو يهز رأسه : عاوزني اقول لجوز اختي اني جيت  البيت اكلم بنته وهو مش موجود
قال عمر ببرود :ومش ده اللي حصل ؟
اوما ماجد وقال بحرج : طبعا ...بس يعني ...يعني مفتكرش ينفع اقول حاجه زي دي
نظر إلي عمر برجاء وتابع : انا قولتلك علي اللي حصل ....جيت اتكلم معاها لأن اختي قالت إنها رافضه ارتباطي بيها ....جبت ليها هديه وطلعت ...صدتني وطردتني وفي نفس الوقت صالح رجع استخبيت في اوضه البنات واول ما صالح مشي نزلت علي طول ...ده اللي حصل
حك عمر ذقنه وظل ينظر إلي ماجد بصمت ليتابع ماجد : والله ده اللي حصل ...انا بس معجب بثراء من زمان ...جايز خانني التصرف بس انا مش حرامي واستحاله احكي اللي حصل ....اختي بيتها هيتخرب وصالح استحاله يجوزني البنت ده غير طبعا اللي ممكن يعمله في بنته لما يعرف انها كانت في البيت معايا لوحدها
تنهد عمر وعاد يحك ذقنه بينما يلمح الصدق في نبره الشاب ولكن التأكيد كله بيد الفتاه ليقول ماجد بهلع : تسألها ؟!
اوما عمر بهدوء : امال اتاكد ازاي من كلامك ؟
قال ماجد بتعلثم : ماهو هتسألها ازاي من غير ما صالح يعرف
قال عمر ببرود : دي مش مشكلتي ....اتصرف عاوز اتكلم مع البنت
خرج عمر برفقه ماجد بعد قليل ليقول صالح بقلق : خير ياعمر بيه
قال عمر بهدوء : ابدا يا عم صالح ....الاستاذ ماجد كان بيقولي مكانه
قال صالح بعدم فهم : ومقالش هنا ليه
ضحك عمر وهو يقول بمغزي : اهو بقي كان في مكان ومش عاوز حد يعرفه ...
وضعت دلال يدها علي قلبها تلتقف أنفاسها بينما تري عمر قد بدأ يتراجع عن اتهام أخيها ليقول عمر : هحتاجك بس تيجي معايا ياعم صالح عشان عاوز الباشمهندس زياد في كلمتين
اوما صالح واعتدل واقفا لينزل برفقه عمر الذي ما أن ركب سيارته حتي تلفت حوله ووضع كلتا يداه بجيبوبه قائلا : تليفوني .....شكلي نسيت تليفوني فوق
قال صالح : اطلع اجيبه ليك علي طول
هز عمر رأسه قائلا : لا خليك مرتاح ....هطلع بعد اذنك اجيبه وانزل علي طول
اوما صالح قائلا : اتفضل ياابني
أسرعت دلال تجاه الشرفه تراقب الاسفل وتسمح لعمر بسؤال ثراء التي كاد وجهها ينفجر من الاحمرار
ليعيد عمر سؤاله : حصل الكلام ده وماجد كان معاكي ....رفعت ثراء وجهها وهتفت بحده : ايه معاكي دي ياراجل انت ..!
اتسعت عيون عمر مرددا : راجل انت !
اشاحت ثراء بوجهها متبرطمه : امال ايه ؟!
نظر لها عمر وزفر بحنق : كان معاكي ولا لا
هتفت ثراء من بين اسنانها : جه يتكلم معايا مش اسمها كان معايا
قال عمر ببرود : يتكلم معاكي في ايه ؟
زمت شفتيها بحنق وأخبرته ليقول عمر بمكر : بس كده
انتفخت وجنه ثراء بالغضب : أيوة بس كده ....كلمني في موضوع خطوبته ليا وانا رفضت ...بابا جه وبس كده
تنهد عمر وظل يتطلع الي ثراء التي رفعت وجهها إليه هاتفه بامتعاض : خلصت تحقيق
لوي عمر شفتيه بمكر وظل يتطلع الي غضبها الذي استمتع به بينما يسألها سؤال يلو الاخر لتقول ثراء وهي تزفر من محاصرته لها بالاسئله : حق ربنا هو مجاش ناحيه الأوضه بتاعه بابا ....فركت يدها وقالت من بين اسنانها :في حاجه تانيه
مال عمر ناحيتها قائلا بتمهل وعيناه لا تفارق تحليل كل خلجاتها: مفيش
تراجعت ثراء للخلف سريعا وركضت من أمامه  لترتسم  ضحكه علي شفاه عمر وهو يري خجل الفتاه التي فرت من أمامه .....
.......
...
بعد أن كان زياد يتحدث بثقه بدأت نظراته تهتز ليميل عمر بظهره الي مقعده الجلدي ويضيق الخناق علي زياد وهو يلقي بأخر ما لاحظه من بين كلام صالح
ليقول وهو يضع الحقيبه أمام زياد قائلا : برافو ياباشمهندس ....خطه محصلتش
قال زياد باستهجان : خطه ايه ؟
ضحك عمر ساخرا وهو يشرح : تعمل نفسك تعبان الراجل يروح بالشنطه اللي انت عارفها كويس ومحضر شنطه زيها وفي لحظه تبدل الشنط ....ارتبكت نظرات زياد ليتابع عمر بثقه : حظك أن الحبر ساح علي الشنطه
نظر صالح الي عمر الذي بمنتهي الذكاء فك اللغز وبقليل من الضغط اعترف زياد .
قال صالح بامتنان : انا مش عارف اقولك ايه يا عمر ياابني
قال عمر وهو يربت علي كتفه : متقولش حاجه يا عم صالح
قال صالح بامتنان : ازاي بقي ده انت أنقذت سمعتي ووقفت جنبي ....انا مش عارف ارد جميلك ده ازاي
قال عمر ممازحا : لو مصر اوي ...يبقي هتغدي عندكم في يوم ...ازداد مرحه وهو يلفت نظر صالح : بس الاول تصالح المدام ....احنا ضايقناها اوي
نكس صالح رأسه بخزي : عندك حق ...وحتي ماجد ظلمته ...لازم اعتذر له
..........
....
اليوم التالي هو اليوم المرتقب لريم التي لم يغمض لها جفن وهي تتخيل تفاصيل طلب عمر لها اليوم وتخبر نفسها أن كل شيء سيسير علي مايرام ونديم لن يتجرأ علي فعل شيء ما دام أمام الأمر الواقع ....لذا قامت بحماس بينما قام نديم بحماس وسعاده هو الآخر
لينقلب كل شيء بلحظه ويعتصر  القهر قلبه وكيانه
وهو يستمع إلي تلك الكلمات من أحد زملائهم لعمر الذي كان يعبر الممر خارجا من مكتبه
: ايه ياعريس ....علي فين ؟
قال عمر وهو ينظر في ساعته : هقابل ايهم في الجيم شويه وبعدين اروح
قال طارق أحد اصدقاءه : وده وقت جيم ....يادوب تلحق تجهز
ضحك عمر : كله جاهز وبعدين زي ما قولتلك دي قاعده كده لسه هنتكلم فيها
اوما طارق : وهي قاعده دي شويه ....ده احنا هنعمل فرح أن اخيرا عمر السيوفي قرر يتجوز
مال عليه وتابع وهو يغمز بشقاوة : يلا ياعم اتجوز وسيب لينا شويه مزز بدل ما انت مكوش عليهم
ضحك عمر قائلا : بس كده ....اهو المزز كلها ليك بس انت صد عليهم
لم يشعر نديم بشيء بينما اعتصر الكوب بين يديه بحنق شديد ليسرع إليه أحد أصدقاءه : نديم ....انت اتعورت
قال نديم وهو يلقي الزجاج من يده : مفيش حاجه
قال بإصرار : لا مفيش حاجه ازاي ....تعالي ننزل العياده
هز نديم رأسه واسرع خلف عمر ليناديه : عمر
التفت له عمر دون قول شيء ليقول نديم وهو يغتصب علي وجهه ابتسامه بارده : سمعت انك ناوي تخطب ...مش كنت تقول يا راجل
نظر له عمر بتهكم :  تحب اخد اذنك
تركه وانصرف ليغلي الدم بعروق نديم وتدور بعقله تلك الفكره الشيطانيه ولكنه بها سيصل الي غايته لذا لم يفكر بالوسيله كثيرا وهو ينسخ هذا الفيديو ويضعه علي هاتفه بينما تتراقص أمامه صورتها وهي تخدعه وهو كطفل احمق صدقها .....جذب عمر المنشفه يجفف بها العرق المتصبب فوق جسده واتجه الي حقيبته ليخرج هاتفه وهاهي عشر مكالمات من والدته اسرع يتصل بها : زوزو القمر
قالت زينه بعتاب : ايه ياعمر يا حبيبي مش بترد عليا ليه...يلا انا وبابا وسيف بنجهز 
قال عمر وهو يرتشف القليل من الماء : تمام نص ساعه واكون في البيت
اغلق واتصل بايهم ليلمح تلك الرساله التي وصلت له من نديم ولكنه لم يهتم بقراءتها: ايهوم فينك بقالي ساعه مستني
قال ايهم : عشر دقائق واكون عندك ....كنت بوصل حلا واتاخرت كالعاده
اوما عمر : تمام هكون غيرت هدومي
استبدل ملابسه وعاد يمسك بهاتفه وبعدم اكتراث فتح تلك الرساله ....!!
وقفت ريم أمام المرأه تتزين وعيناها لا تفارق النظر للساعه كل لحظه بينما تريد أن تطير الساعه الباقيه لتجد نفسها تحقق حلمها ....نظرت إليها سلمي قائله : يا بنتي بطلي بص في الساعه عينك اتحولت
تنهدت ريم بسعاده : يااه يا سلمي اخيرا ..
كذلك وقفت زينه خلف عاصم تلبسه جاكيت بدلته وهي تقول بسعاده : اخيرا يا حبيبي عمر هيتجوز ...
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن