الفصل السبعون_الجزء الثاني (مغيب عن الواقع)

ابدأ من البداية
                                    

"إيه جيت في وقت مش مناسب و لا إيه ؟! ازعل و الله"

رد عليه «ياسين» بسخريةٍ:
"من ساعة ما عرفتك و أنتَ وقتك مش مناسب، أنا أصلًا اتعرفت عليك في وقت مش مناسب، خير يا يوسف ؟!"

رد عليه بنبرةٍ ضاحكة:
"يا عم حقك عليا خلاص، المهم أمك عندها ورق عنب و لا أجيب معايا ؟!"

_"أيوا يعني هتيجي تحشيه أنتَ و لا إيه مش فاهم أنا ؟! تعالى يا عم عندنا ورق عنب"

زفر «يوسف» بقوةٍ ثم قال:
"طب تمام، هريح النهاردة علشان أنا لسه واصل، و بكرة هكون عندك إن شاء الله"

سأله «ياسين» بتلقائيةٍ:
"طب ما تيجي النهاردة و لا أنتَ هتقضي اليوم مع قرايبك ؟!"

تنحنح «يوسف» يُجلي حنجرته ثم قال بنبرةٍ هادئة:
"لأ أنا معرفتش حد أني جاي، أنا نازل في فندق، و قبل ما تسأل أنا نازل إجازة مش جلد ذات"

تنهد «ياسين» بعمقٍ ثم قال بقلة حيلة مجاريًا له:
"تمام يا يوسف، حمدًا لله على سلامتك، لو عوزت حاجة كلمني خلاص أنا بقيت أخوك هنا"

رد عليه الأخر بودٍ:
"عارف حاجة زي دي، يلا شوف كنت بتعمل إيه بقى"

أغلق «ياسين» معه الهاتف و هو يبتسم بيأسٍ منه، فيما تحركت هي تسأله هي بتعجبٍ حينما لاحظت الوقت في هاتفها:
"ياسين !! هو الوقت دا بجد ؟! الساعة ٢.٥ فعلًا ؟!"

حرك رأسه موافقًا فقالت هي بخوفٍ:
"بتهزر !! طب مصحتنيش ليه ؟! إيه دا ؟! الضهر فاتني في ميعاده روح ربنا يسامحك"

رد عليها هو متهكمٍ:
"نعم يا ختي !! مصحتكيش ليه ؟! دا أنا خلاص تكة و كنت هخلع بلاط الشقة اضربك بيه على راسك، أنتِ اللي غيبوبة"

زفرت هي بقوةٍ ثم قالت منهيةً للحديث:
"خلاص خلاص مش مهم، هروح اتوضا و أصلي و أنتَ بقى حضرلنا الفطار صليت الجمعة صح ؟!"

حرك رأسه موافقًا ثم اقترب منها
أمسك ذراعها يقربها منه و هو يقول بخبثٍ استشفته هي:
"طب ما تيجي معايا نعمل الفطار سوا، دا أنتِ حتى وحشتيني"

رفعت رأسها تقول بسخريةٍ مقلدةً طريقته:
"لأ و الله العظيم لازم أعرف حصل إيه في غيابي، ياسين أنتَ كنت مع مين في غيابي"

رفع حاجبيه معًا بدهشةٍ منها فابتعدت عنه و هي تقول بنبرةٍ جامدة:
"أنا هدخل اتوضا و صلي و أنتَ حضر الفطار، عن اذنك"

ابتعدت عنه و هي تتغنج في مشيتها أمامه، فضرب كفيه ببعضهما ثم رفع صوته يقول:
"ماشي هتروحي مني فين ؟! قاعدلك أسبوع يا كتكوتة"
_________________________

في بيت شباب آلـ «الرشيد» اجتمعوا معًا فوق السطح بعد الصلاة يتناولون الفطار سويًا، فتحدث «طارق» بنبرةٍ مرحة:

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن