الفصل الخامس و الستون_الجزء الثاني (لا حول ولا قوة)

ابدأ من البداية
                                    

رد عليه بضجرٍ:
"علشان هما متخلفين، أنا فاهم انهم جايين علشان يقعدوا معانا علشان يغيظوا الشلة بتاعتهم القديمة، جو الجامعة و الهبل دا أنا فاهمه، بس قولت مسوءش الظن علشان ماخدش ذنب، بس صوت ضحكهم علي مرة واحدة لما شافوا الشباب معديين، عالم متخلفة، ربنا ينجدنا منهم"

حرك «عبدالرحمن» رأسه متفهمًا ثم سأله بحيرةٍ من الأمر:
"طب و الشرح هتنزله فعلًا الجروب ؟! و لا مش مشكلة و هما أحرار؟!"

رد عليه مقررًا بثباتٍ:
"طبعًا، دي مفيهاش جدال، أنتَ عارف مبدأي، المشوار اللي تمشيه في ١٠٠ خطوة خلي غيرك ياخده في ١٠ خطوات، محدش بياخد رزق حد و لا مكانة حد"

سأله «عبدالرحمن» بسخريةٍ:
"أيوا يعني برضه أنا مش فاهم هتعمل إيه ؟!"

أبتسم بيأسٍ ثم قال مُردفًا:
"يعني احنا فهمنا من الدكتور و حلينا كويس، و لقينا كريقة ابسط توفر علينا الجهد، يبقى نسهل الطريق على غيرنا علشان ربنا يكرمنا، و افتكر إن تكسيرك لمجاديف غيرك مش هيخلي مركبك تمشي أسرع"

ابتسم له «عبدالرحمن» و هو يقول:
"دي برضه اتعملتها منك أنتَ، بقيت لما بعمل حاجة و تاخد مني وقت و بعدها اعرف طريقة اسهل، اعرف كل الناس الطريقة الأسهل، بس حلوة جملة تكسير المجاديف دي"

أبتسم له و هو يقول:
"ياسين هو اللي قالي عليها، هو اللي علمني السلام النفسي دا"

حرك رأسه موافقًا تزامنًا مع قوله:
"ربنا يرجعه بالسلامة يا رب"

قبل أن ينطق «عمار» خلف حديثه، لفت نظره جلوس فتاةٍ تشبها إلى حدٍ كبيرٍ، لكنه ظن أن هذا فقط من وحي خياله، فماذا لها حتى تأتِ إلى هنا؟! ظل مرُكزًا ببصره عليها و خاصةً أنها تجلس بمفردها.

كانت هي تجلس بثباتٍ واهٍ بعد ذلك الموقف السابق و بعد حديثه مع الفتيات في الطاولة التي تقع خلفها مباشرةً، تجاهلت هي وجودهما من الأساس حتى سقطت حقيبتها و اخفضت جسدها تأخذها، حينها استطاع هو رؤية مُحياها حينما مالت بحسدها في الجهة المعاكسة له، اتسعتا حدقتيه على أخرهما حتى اعتدلت هي فورًا ثم وجهت رأسها و ثبتت جسدها للامام حتى لا يراها.

فتحدث هو مُسرعًا بذهولٍ سيطر عليه كليًا:
"مستحيل ؟! هي هنا بتعمل إيه؟"

عقد «عبدالرحمن» ما بين حاجبيه مُستنكرًا حديثه و هو يقول:
"فيه إيه يا عمار؟! هي مين دي و بتعمل إيه هنا؟!"

انتبه لصوت رفيقه فصمت و سكت تمامًا و الأخر يحرك رأسه له مُستفسرًا، و في غضون ذلك اقترب «أحمد» منها يجلس بجوارها و هو يقول بضيقٍ:
"معلش اتأخرت عليكي، بس الست جوة طلعت عيني و قرفتني لحد ما صاحب طارق جه، زهقتي؟!"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن