تحركا سويًا وسط السوق التجاري المنظم الذي أشبه بالمولات التجارية المفتوحة حتى وصلا لإحدى المقاهي الحديثة و جلس بها كليهما، حينها أشار «يوسف» بعينيه و هو يقول بهدوء:
"كلمة السر بتاعة الراوتر متعلقة على الحيطة، شغل النت و عيش مع نفسك لحد ما السواق يكلمني"رد عليه بتلقائيةٍ:
"معايا باقة مش محتاج نت"_"مش وقت نزاهة يا غالي، افتح نت و أخلص متتعبناش بقى"
تفوه بها بضجرٍ ثم أخرج هاتفه يتفصحه، بينما «ياسين» أمسك هاتفه و قام بعمل مكالمة جماعية بينع و بين والديه، وصله الرد من كليهما بفرحةٍ كبرى، و صوت والدته تقول بلهفةٍ باكية:
"ياسين !! طمني عليك يا حبيبي، اخبارك إيه و تليفونك مقفول ليه؟! أنتَ كويس طيب؟!"تدخل «رياض» يقول بضجرٍ:
"اديله فرصة يرد يا ست أنتِ، هتكلم امتى ؟! اسكتي"قبل أن تهم بالرد عليه قد سبقها «ياسين» و هو يقول بنبرةٍ ضاحكة يحاول بها اخفاء تأثره:
"عندي أنا دي يا زوزو، سامحيه، المهم طمنوني عليكم، كويسين؟!"ردت عليه والدته بنبرةٍ باكية:
"كويسين علشان سمعنا صوتك يا حبيبي ، إحنا ملناش غيرك علشان نرتاح بوجوده، أنتَ كويس صح ؟!"سألته بتوسلٍ من عاطفة الأمومة التي تكنها و تملكها له أن يطمئن قلبها و يثلج نيران قلقها، فرد عليها هو مؤكدًا حديثها أنه على ما يرام و أنه مُطمئن البال في رعاية الله و حفظه، فتحدث والده يقول بثباتٍ زائفٍ:
"جدع ياض هي دي تربيتي، عاوزك تخلي بالك من نفسك و تراعي ربنا في شغلك يا ياسين، و تخلص و ترجعلي بألف سلامة"رد عليه بتأثرٍ و بصوتٍ مختنقٍ:
"حاضر يا بابا، ربنا يخليك ليا و يطولي في عمرك، طمني على الأمانة، كويسة ؟!"رد عليه والده بهدوء:
"متقلقش عليها، الأمانة بتاعتك زي الفل و بـ ١٠٠ راجل، بعدين دي عايشة مع رياض الشيخ، عاوزها تبقى مش كويسة ازاي ؟!"شاكسه بكلماته فتدخلت «زهرة» تقول بسخريةٍ:
"آه أوي، حتى مقولكش بيهون علينا إزاي و قد إيه بينشر البهجة في المكان، منه لله منكد علينا بأغانية"ضحك «ياسين» عليهما، فتحدث والده بتهكمٍ:
"نعم ياختي ؟؟ دي غلطتي يعني أني بهون عليكم بعدما صعبتوا عليا ؟! طب وريني هترجعي إزاي بقى من شغلك و مين هياخدك في طريقه"شهقت هي بقوةٍ فتحدث «ياسين» يسأل بتعجبٍ:
"احنا بقينا العصر يا ماما و أنتِ لسه مروحتيش ؟! ليه كدا؟!"ردت عليه هي بسخريةٍ:
"عندي تصحيح يا حبيب أمك، الامتحانات بتاعة نص السنة شغالة"رد عليها بتذكر:
"آه صح افتكرت، حقك عليا، المهم أنا هقفل علشان أكلم خديجة، هي لوحدها كدا صح؟"
أنت تقرأ
تَعَافَيْتُ بِكَ
Romanceظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي برؤية محياكِ؛ فوقفت أمام العالم صامدًا أقول "أحببتُ جميلةٌ وجهها صَبوحًا" كُلما تبسمت زاد جمالها وضوحًا"
الفصل الثالث و الستون_الجزء الثاني (وجهةٌ مصوبة)
ابدأ من البداية