الفصل الثالث و الستون_الجزء الثاني (وجهةٌ مصوبة)

ابدأ من البداية
                                    

تحركا سويًا وسط السوق التجاري المنظم الذي أشبه بالمولات التجارية المفتوحة حتى وصلا لإحدى المقاهي الحديثة و جلس بها كليهما، حينها أشار «يوسف» بعينيه و هو يقول بهدوء:
"كلمة السر بتاعة الراوتر متعلقة على الحيطة، شغل النت و عيش مع نفسك لحد ما السواق يكلمني"

رد عليه بتلقائيةٍ:
"معايا باقة مش محتاج نت"

_"مش وقت نزاهة يا غالي، افتح نت و أخلص متتعبناش بقى"

تفوه بها بضجرٍ ثم أخرج هاتفه يتفصحه، بينما «ياسين» أمسك هاتفه و قام بعمل مكالمة جماعية بينع و بين والديه، وصله الرد من كليهما بفرحةٍ كبرى، و صوت والدته تقول بلهفةٍ باكية:
"ياسين !! طمني عليك يا حبيبي، اخبارك إيه و تليفونك مقفول ليه؟! أنتَ كويس طيب؟!"

تدخل «رياض» يقول بضجرٍ:
"اديله فرصة يرد يا ست أنتِ، هتكلم امتى ؟! اسكتي"

قبل أن تهم بالرد عليه قد سبقها «ياسين» و هو يقول بنبرةٍ ضاحكة يحاول بها اخفاء تأثره:
"عندي أنا دي يا زوزو، سامحيه، المهم طمنوني عليكم، كويسين؟!"

ردت عليه والدته بنبرةٍ باكية:
"كويسين علشان سمعنا صوتك يا حبيبي ، إحنا ملناش غيرك علشان نرتاح بوجوده، أنتَ كويس صح ؟!"

سألته بتوسلٍ من عاطفة الأمومة التي تكنها و تملكها له أن يطمئن قلبها و يثلج نيران قلقها، فرد عليها هو مؤكدًا حديثها أنه على ما يرام و أنه مُطمئن البال في رعاية الله و حفظه، فتحدث والده يقول بثباتٍ زائفٍ:
"جدع ياض هي دي تربيتي، عاوزك تخلي بالك من نفسك و تراعي ربنا في شغلك يا ياسين، و تخلص و ترجعلي بألف سلامة"

رد عليه بتأثرٍ و بصوتٍ مختنقٍ:
"حاضر يا بابا، ربنا يخليك ليا و يطولي في عمرك، طمني على الأمانة، كويسة ؟!"

رد عليه والده بهدوء:
"متقلقش عليها، الأمانة بتاعتك زي الفل و بـ ١٠٠ راجل، بعدين دي عايشة مع رياض الشيخ، عاوزها تبقى مش كويسة ازاي ؟!"

شاكسه بكلماته فتدخلت «زهرة» تقول بسخريةٍ:
"آه أوي، حتى مقولكش بيهون علينا إزاي و قد إيه بينشر البهجة في المكان، منه لله منكد علينا بأغانية"

ضحك «ياسين» عليهما، فتحدث والده بتهكمٍ:
"نعم ياختي ؟؟ دي غلطتي يعني أني بهون عليكم بعدما صعبتوا عليا ؟! طب وريني هترجعي إزاي بقى من شغلك و مين هياخدك في طريقه"

شهقت هي بقوةٍ فتحدث «ياسين» يسأل بتعجبٍ:
"احنا بقينا العصر يا ماما و أنتِ لسه مروحتيش ؟! ليه كدا؟!"

ردت عليه هي بسخريةٍ:
"عندي تصحيح يا حبيب أمك، الامتحانات بتاعة نص السنة شغالة"

رد عليها بتذكر:
"آه صح افتكرت، حقك عليا، المهم أنا هقفل علشان أكلم خديجة، هي لوحدها كدا صح؟"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن