الفصل الثاني والأربعون

Start from the beginning
                                    

صاحت نهال في انفعال شديد:
-انا معترفتش ولا اتنيلت، هو أنتَ مريض نفسي ولا أيه حكايتك بالظبط؟؟ أنتَ مجبور تصلح الوضع أنتَ سامع وتفهم دنيا إني مليش ذنب في حاجة.

سألها رامي في نبرة ساخرة وغامضة فهو يتلاعب بها كما يشاء:
-ولو معملتش كده هتعملي أيه يعني يا نهال حابب أعرف؟

غمغمت نهال في نبرة جامدة:
-هقول لبابا على كل حاجة عرفتها.

-عثمان اتبلى عليا وعمي حبيبي اللي بيثق فيا مصدقهوش، هو واثق إني استحالة أعمل كده وياريتك كنتِ زيه بدل ما أي حد  يلعب ليكِ في دماغك ويحرضك على سندك الوحيد في الدنيا أحنا ملناش غير بعض.

أردفت نهال في نبرة غاضبة:
-ده كان عثمان غير لما بنته تقول.

تحدث رامي في هدوء:
-مش هتفرق طول ما الإنسان معهوش دليل قوي من الأفضل أنه ميحرجش نفسه، وأنا عن نفسي مش مسامح في شكك وظنك فيا مع السلامة يا بنت عمي وعلى العموم انا مش جاي على العشاء وهبات برا، اتخنقت من مكالمتك واتقفلت.

أنهى حديثه وأغلق المكالمة تحت غضبها من لامبالاته حاولت الإتصال به مرة أخرى ولكن كان قد أغلق هاتفه، فحاولت الإتصال بدنيا أكثر من مرة ولا تجيب عليها، كانت على وشك أن تفقد عقلها فأخذت  تبحث عن حل، يجب أن تفعل شيئًا.

___________

-أيه هتفضلي لاوية بوزك؟ مش خايفة تفضلي عمرك كله بنفس الوضعية دي بقالك أيام على كده.

في المساء وبعد نوم الصغيرة ندى في أحضان والدتها أخيرًا، بينما شيماء تجلس على الأريكة تشاهد التلفاز أو تتصنع هذا فمنذ إتيانها إلى مصر شعرت بأنها في سجن حقيقي، رُبما كانت في الغُربة تتمتع بالحرية التي كانت تحاول أن تصبر ذاتها بها، لا تدري هل تريد شكر علام على ما فعله ومنعها من الخروج خارج الشقة والتي تعود إلى جدهما كونه رحمها من رؤية ظافر حتى ولو صدفة، أم تغضب منه بسبب تلك المرأة وبسبب حبسه لها بتلك الطريقة أحتارت بالفعل في الشيء التى تريد فعله معه وأثناء خلوتها بذاتها أقتحمها كالعادة وجلس بجانبها على الأريكة  وعقب تعقيبه المزعج.

تحدثت شيماء بعدما أبتعدت قليلًا حتى يكن هناك مسافة بينهما فكان شبه ملاصقًا لها:
-ملقتش حاجة تخليني أعدل وشي والله.

غمغم علام في نبرة هادئة محترمًا رغبتها في الابتعاد:
-لا دوري كويس يمكن تلاقي، مكنتش أعرف بصراحة أن هتكتئبي لما تيجي هنا كانت هناك نفسيتك أحسن.

رمقته في ضيقٍ هاتفه في حدة:
-في الحالتين نفسيتي وحياتي زفت، وبعدين ما أنتَ حابسني طبيعي أضايق.

أردف علام في نبرة هادئة ولبقة:
-أنا مش حابسك بالعكس أنا مش عايزك تحتكي بحد أنا بحافظ عليكي وعلى نفسيتك من أي كلام ممكن تسمعيه وبريحك من أهلك.

قلب مُغلق للصيانة / كاملةWhere stories live. Discover now