الفصل الأربعون

Start from the beginning
                                    

لم يجيبها وتجاهل ما تفوهت به وكان على وشك أن يغادر ويتوجه صوب الرواق المؤدي إلى الغرفة مرة أخرى، ولكنها لحقت به وأمسكت يده في عنف وانفعال جابرة أياه على الوقوف وقالت وهى تصيح:
-والله أنتَ داخل كده بمنتهى السهولة ولا كأن أي حاجة حصلت، أيه البرود ده يا أخي مش فاهمه أنتَ أنسان طبيعي وبتحس زينا ولا أيه نظامك؟

قالت تلك الكلمات وتركت يده فكان في كل الأحوال قد استجاب ووقف أمامها رفع علام يده ووضعها على مؤخرة رأسها مُقربًا أياها منه، وأنخفض برأسه هامسًا بجانب أذنيها في نبرة على قدر خفوتها إلا أنها قوية جدًا:
-بلاش خيالك يفهمك أن علشان أحنا هنا وسط أهلك هسمحلك تغلطي وتعلي صوتك عليا وياريت تبطلي أفلام.

رفع رأسه ناظرًا لها في لامبالاة وهنا تحدثت في أنفعال وغضب ولم يهمها تحذيرة في الواقع:
-متقلقش مش بتحامى في حد هما ملهمش لزمه في  حياتي اللي يجوزوني واحد بالطريقة دي مش هيهمهم حاجة، وأفلام أيه اللي أبطلها واحده بتقولك البقاء لله يا حبيبي، وأنا عارفة ومتأكدة أن في واحده في حياتك..

قاطعها علام في تهكم واضح:
-والله عارفة أن في واحده في حياتي، معلوماتك قيمة طب مدام أنتِ عارفة ومتأكده دلوقتي أكيد مش هكون بخونك مثلا مفيش بينا أي حاجة ولا أنا بعنيلك شيء، فأنتِ عايزة أيه دلوقتي؟

كان يقصد حديثه الأخير لإغضابها، وهنا تحدثت في ثوران:
-عايزة ربنا يهني سعيد بسعيدة، وتطلقني ونخلص من الهم والقرف ده عيش حياتك معاها وأنا أعيش حياتي.

سألها في نبرة مُبهمة عاقدًا ساعديه في إهتمام واضح:
- هتعيشي حياتك ازاي حابب أعرف؟.

أجابته في تلقائية دون أن تفهم حتى تلميحه المحلوظ:
-ميخصكش دي مش بتاعتك.

-أومال يخص مين؟!

غضبت منه فهتفت في أنفعال:
-متقعدش توديني وتجيبني ونسيب الموضوع الأساسي الموضوع مش باللامبالاة اللي أنتَ بتتكلم وبتتعامل بيها دي.

كاد أن يثور فهو غاضب لأقصى درجة عمومًا بسبب كل شيء وأي شيء هو من وضع نفسه في هذا المأزق..

في ذات الوقت كانت سحر قد خرجت من الغرفة ورأت هذا المشهد بأعين شائبة، رؤية مشوشة وغير واضحة وحينما كانت على وشك أن تتحدث وتلفت انتباهم لإستيقاظها كانت سقطت وأرتطمت بالأرض، ةحينما سمعوا هذا الصوت ركض علام حينما نظر ووجد شقيقته في هذا الوضع ولحقته شيماء دون تفكير.

__________

في المساء...

كان عزاء اليوم الثالث والأخير على التوالي، كان جميع الرجال بالأسفل، أستدعوا الطبيب في الصباح بعد فقدان سحر وعيها والذي كان تعقيبه بأن المحاليل وحدها لا تكفي يجب أن يجعلوها تتناول الطعام حتى تستعيد قواها، جسدها قد ضعف وبشدة، فكانت تجلس معها في غرفتها صديقاتها وأقاربها من عائلة والدها..

قلب مُغلق للصيانة / كاملةWhere stories live. Discover now