**×
دخلت سديم لغرفته قائلة " زاد ألن تأتي للعشاء "
نظر لشقيقته و ابتسم بحنان فشقيقته تبدو مشرقة و سعيدة عيونها السوداء لامعة و ملامحها مرتاحة تبدو متشوقة لحياتها الجديدة مع أكرم " لست جائع حبيبتي و لكن سأقبل كوب حليب دافيء حين تنتهين من عشاءك "
دخلت للغرفة و جلست على طرف فراشه سائلة بحزن
" زاد، هل أنت غاضب من أمي لأنها منعتك السفر "
رد بصدق " بالطبع لا حبيبتي، لم تقولين هذا بالطبع أود البقاء و حضور عرسك "
ابتسمت بحرارة " شكراً لوجودك زاد كنت أتمنى أن تكون بجانبي في هذا الوقت "
لمس رأسها بحنان " و أنا هنا سديم، لا تقلقي لن أذهب حتى أراكِ بمنزل زوجك "
" لم لا تظل معنا زاد، ألم تتعب من الابتعاد أخي "
" لست بعيد سديم أتي عندما تحتاجون لوجودي "
قالت بحزن " كما الأن، كالضيف، لتحضر العرس و تذهب، ألست من العائلة و وجودك شيء طبيعي بيننا، هل يجب علينا دعوتك كأي غريب "
" أصبحت درامية عزيزتي لم كل هذا "
كانت ضحكته مضطربة مصطنعة فقالت بحزن " لا تتضايق زاد كنت أفضفض معك فقط و أعبر عن مشاعري تجاه ابتعادك "
" أنا لست بعيد سديم، ها أنا هنا بجانبك "
" سأصدقك زاد و سأرى هذا الفترة القادمة "
" ماذا تعنين بأنك سترين "
" قصدت أني سأرى إذا كنت هنا أم ستكون وحيد حتى و أنت بيننا "
نهضت لتخرج قائلة بهدوء " سأجلب لك الحليب على الفور "
و ذهبت و تركته يشعر بأنه محاصر بينهم و سيكون هذا هو الحال مع الجميع و هذا هو الحديث الذي سيدور بينهم و بينه، هل سيتحمل هذا لحين موعد زفاف سديم، لا يعلم يتمنى ذلك حتى لا يهرب عند أو ضغط من أحدهم.***×
" كانت تجمع حقيبتها تستعد للذهاب لمنزل جدها كما أخبرها، لم تهبط للفطور أو ذهبت لرؤية أدهم فهي تتألم كونها ستذهب دون رؤيته و ستظل بعيد عنه لوقت طويل و لا تعرف هل سيسمح لها والدها بالاقتراب منه من جديد أم سيمنعها من العمل في المزرعة أيضاً، سمعت طرق على الباب فقالت بصوت خالي من الحرارة " تفضل بالدخول "
كانت تتوقع حلم و لكن وجدت والدها يدخل و هو يسألها بهدوء " لم تأتي على الفطور "
" لست جائعة "
" متشوقة للذهاب "
بالطبع لن تخبره أنها تتألم لابتعادها و لكنها قالت بهدوء
" التغير لا يضير، ربما راقت لي الحياة هناك فأنتقل لمنزل جدتي صفية و أظل معها "
" هل تظنين أنك تستطيعين الابتعاد عن المزرعة "
رفعت عيناها ترمقه بعتاب " أليس هذا ما تريده "
" ابتعادك عني؟!! "
زمت شفتيها بعناد و رفعت وجهها بكبرياء ثم قالت
" هكذا أوحيت لي "
" حقاً " تمتم بسخرية و هو يتكتف و يسير حولها بالغرفة يتطلع حوله ملابسها ملقاة بكل مكان أحذيتها ملقاة بجانب الغرفة فوضي على طاولة الزينة و فوضى بمشاعرها التي تظهر في عيناها. قالت ببؤس " لقد طردتني من العمل و أخذت أدهم مني، ماذا أظن غير أنك تريد أن تبعدني عن هنا "
حسنا بالطبع لن يصوب خطأ فهمها و لن تعود و تبتزه كالماضي بدموعها و عنادها. و إن كان هذا حال غرفتها فكيف يتصور يوماً أنها ستتحمل مسؤولية منزل بأكمله
" إذا كان هذا تفكيرك، لن أخالفك الرأي "
ارتسم الحزن على ملامحها و عادت لتدفع بملابسها بعنف داخل الحقيبة فقال بهدوء " هل أنتِ مستعدة لأوصلك لمنزل جدك "
" نعم مستعدة، يمكنك أن تتنفس براحة الأن فلا وجود سبب لقلقك أو ضيقك الأن "
ابتسم بهدوء " لا شيء أو أحد يمكنه أن يسبب لي القلق أو الضيق أنا أسيطر على كل شيء اطمئني "
" بالطبع فأنت الآمر الناهي "
قال بإغاظة " تماماً "
حملت حقيبتها بعنف قائلة " لنذهب إذن فلا أضيع وقتك الثمين أكثر "
" هكذا " أشار لملابسها المنزلية بمنامتها القطنية الطويلة فقالت بغيظ " حسنا أسفة أعطيني ثلاث دقائق أخرى من وقتك و سأكون جاهزة "
" معك خمس دقائق و ليس ثلاثة خذي راحتك "
خرج من الغرفة و أغلق الباب خلفه و أغمض عيناه بحزن فلم يكن يريد أن ترحل و هم ليسوا على وفاق و لكن يبدو أن هذه المرة يجب أن يقسي قلبه و يتركها تذهب و هى تعلم أنه لن يتراجع عن أوامره.
أنت تقرأ
لك في قلبي سكن
العاطفيةما بين الماضي و الحاضر خيط رفيع يسمى الحيرة هل يستطيع قطعه؟ ليمضي للمستقبل، عليه أن يتقبل ماضيه، ليعيش حاضره، و لكن عندما يتدخل الماضي في المستقبل تصير حياته فوضى، أحياناً يشعر بأنه قوي حد القسوة، و أحياناً هو ضعيف حد الوهن، معها يشعر كطفل رضيع ي...
الأول ♡♡ لك في قلبي سكن ♡♡ صابرين شعبان
ابدأ من البداية