الفصل الخامس و الأربعون_الجزء الثاني(ما لم يُحمد عقباه)

Start from the beginning
                                    

نظر هو ليدها الممدودة ثم نظر لصديقه يستشيره فوجده يحرك رأسه نفيًا، زفر هو بقوةٍ ثم قال لها بنبرةٍ جامدة:
"مش هينفع أمد إيدي يا مريم و أسلم عليكي و أنتِ مش من حقي، خليني محافظ على وعدي لحد ما تكوني ليا، هاتي الحاجة اللي معاكي و يلا هنا"

ابتسمت هي رغمًا عنها ثم مدت يدها له بالحقيبة و هي تقول بنبرةٍ هادئة:
"الشنطة دي تديها لطنط و تقولها كل نوع من دول عليه ورقة الاستخدام بتاعته، خلينا نشوف أخرتها معاك"

رد عليها هو مُسرعًا:
"أخرتها هتكوني مراتي إن شاء لما ربنا يكرمنا سوا، غير كدا لأ"

حركت رأسها موافقةً بقلة حيلة ثم لوحت له بيدها حتى تودعه و بعدما اختفى أثرها، اقترب منه «عمار» يقول بفخرٍ:
"جدع و الله العظيم فخور بيك، بالله عليك مش أنتَ مرتاح يا عبد الرحمن؟!"

رد عليه مُسرعًا بحنقٍ:
"أنتَ تخرس خالص، شوفت كلمتها إزاي ؟! أنا بسمع كلامك ليه؟!"

رد عليه ببساطةٍ:
"علشان تفرح و ترتاح في الأخر يا عبد الرحمن، أنتَ بتحبها بجد و راجل و مش بتاع تسلية يبقى حرام رجولتك دي تضيع بسبب حاجة حرام مش هتفيدك بحاجة"

سأله بضجرٍ:
"إزاي بقى يا فالح ؟! أنا مش فاهم إيه الصعب في كلام بين اتنين بيحبوا بعض ؟"

رد عليه مفسرًا:
"العيب في اللي بيحصل بعد كدا يا عبد الرحمن، دي حاجة حرام و علاقة بتاخد من وقتك و مجهودك اللي المفروض يكون في أولويات تانية، لكن أنتَ بتضيعه في علاقة مش هتديك حاجة"

رد عليه بلهفةٍ:
"أنتَ مش فاهم يا عمار، أنا مليش غير مريم، معنديش حد قريب مني غيرها، أنا لوحدي حتى و أنا وسط الناس، لما شوفتك في الجامعة هنا صممت أني اصاحبك علشان حسيتك شبهي، أنتَ علمتني حاجات كتيرة أوي، علمتني إزاي أذاكر صح و إزاي أصلي و إزاي أجاهد نفسي في حاجات كتير، بس مريم حاجة تانية"

تنهد «عمار» بقلة حيلة ثم قال بهدوء:
"ربنا سبحانه و تعالى خلق الملايكة بعقل من غير شهوات و خلق الحيوانات بشهوات من غير عقل، و خلق الإنسان بالعقل و الشهوات مع بعض و هي دي الميزة اللي ربنا ميزنا بيها، أي علاقة هتدخلها أولًا و أخيرًا هيكون للشهوة دور فيها يا عبد الرحمن، حتى لو شهوة الكلام بس، دور الشيطان بقى يزين ليك الحاجة الحرام دي، و يبدأ يبسط ليك الأمور، مرة تبدأ بكلمة بريئة، و مرة بحركة و مرة بفعل و مرة بتفكير لحد ما رجلك تغرس في بحر معاصي و ذنوب، مهما كان سننا صغير و لسه مش ناضجين كفاية، آه ممكن نحب و ممكن مشارعنا تتشد لحد بس برضه مش متأكدين ديه مشاعر ثابتة ولا لأ ؟! العلاقات العاطفية في سن المراهقة عاملة زي الهدوم يا عبد الرحمن"

قطب جبينه بتعجبٍ فوجده يقول بنبرةٍ ضاحكة يفسر حديثه:
"دا كلام عامر أخويا، هقولك يا سيدي، العلاقات العاطفية في السن الصغير عاملة زي الهدوم، طبيعي إحنا بنتطور و بنكبر سواء جسديًا أو فكريًا،

تَعَافَيْتُ بِكَWhere stories live. Discover now