رمقته بغيظٍ ثم التفتت حتى تتركه، فوجدته يقول بخبثٍ من خلفها:
"منة ؟! اللي حصل النهاردة كله من أوله لأخره مش هجيب سيرته لحد، و أنا فاهم أنتِ كنتي طالعة ليه، أنا مش واطي علشان أروح أقول لأهلك على عمايلك السودا و أقهرهم، بس لو كترتي ساعتها لساني هيفلت و أنا لساني لو فلت بيبقى صعب"غادرت من أمامه و قبل أن تخرج من الباب وجدتهما أمامها و كلتاهما تنظر لها بتشفٍ، فبادلتهما النظرة بأخرى متوعدةً، ثم تحركت من المكان، فركضت «خلود» نحو شقيقها تحتضنه و هي تقول بفخرٍ:
"أنا فرحانة بيك أوي، أنتَ تستاهل كل خير يا أحمد"
ابتسم هو على طريقتها ثم لف ذراعيه حولها و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"أنا اللي فرحان بيكي و فخور إنك أختي يا خلود، أنا بحبك أوي على فكرة"ابتعدت عنه و هي تبتسم له فوجدت «سلمى» تقترب منهما و هي تبتسم بخجلٍ و عينيها يكسوها الاحمرار، فحمحم هو بتوترٍ حتى يُجلي حنجرته، فوجدها تنبس بترددٍ و كأنها تجاهد حتى تتفوه أمامه:
"بص أنا أسفة، بس أنا مشيكتش فيك و الله، بس للحظة خوفت أكون بوهم نفسي، خوفت تحصل حاجة تكسر عشمي فيك، بس أنا بشكرك يا أحمد علشان مخيبتش ظني، و شكرًا علشان تستاهل محاولاتي علشانك"
ابتعد عن شقيقته ثم اقترب منها يقف مقابلًا لها و هو يقول بنبرةٍ متريثة:
"أنا من الأول بصيت لعيون غُرب على قلبي و كنت فاكر هتونس بيهم، كنت زي اللي اختار الغربة يعيش فيها تايه و يسيب وطنه، أنا عمري ما حبيتها، علشان أنا مبحبش الغُربة"ابتسمت هي له فوجدته يغمز لها، أخفضت رأسها بخجلٍ منه، فأمسكت «خلود» يدها و هي تبتسم بثقةٍ هي الاخرى و قبل أن تتحرك أيًا منهما، سألهما هو بتعجبٍ:
"صح هو انتو طلعتوا إزاي ؟! إيه اللي طلعكم هنا؟!"ردت عليه «خلود» مُردفةً:
"كنا تحت و شوفناك و أنتَ طالع قولنا نطلع نرخم عليك شوية، مكنتش أعرف إن الحربوئة دي هنا، بس هو إيه اللي حصل علشان تقولك موقفك معايا؟"زفر هو بقوةٍ ثم قال معاندًا لها:
"أنا مش هقولك علشان أنتِ سمعتي كل حاجة، و دي بنت زيك، يعني لمي نفسك بدل ما ألمك أنا"ردت عليه هي بحنقٍ:
"هتشل لو معرفتش التفاصيل، طب بص احكي حاجات مبالغ فيها و أنا هخمن معاك"ابتسم رغمًا عنه لهما ثم تحرك من أمامهما متجاهلًا نظرة الفضول التي تنبثق من عينيها، و بمجرد خروجه ابتسمت لرفيقتها ثم احتضنتها بقوةٍ ورافق فعلتهم تلك أصوات صراخ مُبهجة.
_________________________في الأسفل نزلت السيدات بالطعام للرجال حتى يتناولون العشاء معًا، و خلفهن «مُشيرة» بصينية كبيرة عليها العديد من أنواع الحلويات التي قامت هي بإعدادها و هي تقول بمرحٍ:
YOU ARE READING
تَعَافَيْتُ بِكَ
Romanceظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي برؤية محياكِ؛ فوقفت أمام العالم صامدًا أقول "أحببتُ جميلةٌ وجهها صَبوحًا" كُلما تبسمت زاد جمالها وضوحًا"
الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)
Start from the beginning