الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)

Start from the beginning
                                    

رمقته بغيظٍ ثم التفتت حتى تتركه، فوجدته يقول بخبثٍ من خلفها:
"منة ؟! اللي حصل النهاردة كله من أوله لأخره مش هجيب سيرته لحد، و أنا فاهم أنتِ كنتي طالعة ليه، أنا مش واطي علشان أروح أقول لأهلك على عمايلك السودا و أقهرهم، بس لو كترتي ساعتها لساني هيفلت و أنا لساني لو فلت بيبقى صعب"

غادرت من أمامه و قبل أن تخرج من الباب وجدتهما أمامها و كلتاهما تنظر لها بتشفٍ، فبادلتهما النظرة بأخرى متوعدةً، ثم تحركت من المكان، فركضت «خلود» نحو شقيقها تحتضنه و هي تقول بفخرٍ:

"أنا فرحانة بيك أوي، أنتَ تستاهل كل خير يا أحمد"
ابتسم هو على طريقتها ثم لف ذراعيه حولها و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"أنا اللي فرحان بيكي و فخور إنك أختي يا خلود، أنا بحبك أوي على فكرة"

ابتعدت عنه و هي تبتسم له فوجدت «سلمى» تقترب منهما و هي تبتسم بخجلٍ و عينيها يكسوها الاحمرار، فحمحم هو بتوترٍ حتى يُجلي حنجرته، فوجدها تنبس بترددٍ و كأنها تجاهد حتى تتفوه أمامه:

"بص أنا أسفة، بس أنا مشيكتش فيك و الله، بس للحظة خوفت أكون بوهم نفسي، خوفت تحصل حاجة تكسر عشمي فيك، بس أنا بشكرك يا أحمد علشان مخيبتش ظني، و شكرًا علشان تستاهل محاولاتي علشانك"

ابتعد عن شقيقته ثم اقترب منها يقف مقابلًا لها و هو يقول بنبرةٍ متريثة:
"أنا من الأول بصيت لعيون غُرب على قلبي و كنت فاكر هتونس بيهم، كنت زي اللي اختار الغربة يعيش فيها تايه و يسيب وطنه، أنا عمري ما حبيتها، علشان أنا مبحبش الغُربة"

ابتسمت هي له فوجدته يغمز لها، أخفضت رأسها بخجلٍ منه، فأمسكت «خلود» يدها و هي تبتسم بثقةٍ هي الاخرى و قبل أن تتحرك أيًا منهما، سألهما هو بتعجبٍ:
"صح هو انتو طلعتوا إزاي ؟! إيه اللي طلعكم هنا؟!"

ردت عليه «خلود» مُردفةً:
"كنا تحت و شوفناك و أنتَ طالع قولنا نطلع نرخم عليك شوية، مكنتش أعرف إن الحربوئة دي هنا، بس هو إيه اللي حصل علشان تقولك موقفك معايا؟"

زفر هو بقوةٍ ثم قال معاندًا لها:
"أنا مش هقولك علشان أنتِ سمعتي كل حاجة، و دي بنت زيك، يعني لمي نفسك بدل ما ألمك أنا"

ردت عليه هي بحنقٍ:
"هتشل لو معرفتش التفاصيل، طب بص احكي حاجات مبالغ فيها و أنا هخمن معاك"

ابتسم رغمًا عنه لهما ثم تحرك من أمامهما متجاهلًا نظرة الفضول التي تنبثق من عينيها، و بمجرد خروجه ابتسمت لرفيقتها ثم احتضنتها بقوةٍ ورافق فعلتهم تلك أصوات صراخ مُبهجة.
_________________________

في الأسفل نزلت السيدات بالطعام للرجال حتى يتناولون العشاء معًا، و خلفهن «مُشيرة» بصينية كبيرة عليها العديد من أنواع الحلويات التي قامت هي بإعدادها و هي تقول بمرحٍ:

تَعَافَيْتُ بِكَWhere stories live. Discover now