ابتعدت عنه تحرك رأسها موافقةً ببكاءٍ و هو يبتسم لها، بينما «عامر» صفق بيديه و هو يقول بمرحٍ:
"هايل يا فنانين، يلا المشهد اللي بعده، خلصونا بقى"ضحك الجميع عليه، بينما هي ركضت بخجلٍ من أمام الجميع نحو شقتهم، فضحك هو على رد فعلها ثم التفت ينظر لعمه و هو يقول مُتشفيًا به:
"طبعًا على عينك اللي بيحصل دا صح ؟! و كنت مستني ورقتها بجد؟ بس ريح نفسك علشان بنتك ملهاش عندي غير ورقة واحدة و هي ورقة شهادة الوفاة لما تخرج من بيتي، غير كدا ملكوش ورق عندي و لو رقصتوا على صوابع إيديكم مش هسيب حقي فيها يا عمي، و كلمة طلاق دي تتشال من دماغكم كلكم، و لأخر مرة هقولها طلاق مبطلقش"وقفت هي في الخارج تبتسم بشدةٍ حتى أوشك فمها على التيبس و من بعدها ركضت نحو شقتهم بعدما وقفت تتنصت عليه، و في الداخل رد عليه عمه بضجرٍ منه:
"أنا مليش دعوة بيك أنتَ، بس دي بنتي يا وليد و صعب عليا دموعها، قولتلك قبل كدا لو بنتي عيطت بسبب أي حد مَهمًا كان هو مين، و في نفس الوقت أنتَ ابن اخويا يعني ليك غلاوة عندي، بس حافظ عليها و على نفسك من الدنيا دي، و خلص بقى عاوزين نحضر فرحكم"
اقترب منه ثم احضتنه و هو يقول بنبرةٍ هادئة ممتزجة بالندم:
"حقك عليا يا عمي، بس وعد مني عبلة في عيني و بداية من جديد على حق"ابتعد عنه عمه يطالعه بفخرٍ و هو يقول:
"و هو دا عشمي فيك، كنت مستنيك ترجعلنا أجمد من الأول، وليد الضعيف دا مكانش لايق عليك، ربنا يسعدكم يا بني"ابتسم له بسمةٍ صافية، ثم جلس في المنتصف مع الشباب و هو يستمع لسخريتهم و مرحهم، و لكن من بين الجميع التقت عينيه بعيني «ياسين» الذي غمز له بمرحٍ فبادله تلك النظرة بأخرى ممتنة له، أما «خديجة» فراقبت نظراتهما لبعضهما و من خلال تلك النظرات استطاعت فهم ما يدور بينهما و حينها رفعت نفسها حتى تقول له هامسةً بامتنانٍ:
"شكرًا....أكيد أنتَ السبب"
حرك رأسه ينظر لها و عند رؤيته لملامحها وجد نفسه يبتسم لها و كأنه يقول لها بنظرته "لا عليكِ" فزادت بسمتها إتساعًا عند تأكُدها من ظنونها، بينما «طارق» ابتسم لهما بحبٍ و هو يتذكر ما حدث ذاك اليوم.(منذ حوالي يومين)
كان «وليد» جالسًا في الشقة الخاصة بهم أمام التلفاز و دموعه على وجنتيه بقوةٍ و هو يحاول التوصل لحلٍ يرضي جميع الأطراف، لا البعد في قدرته و لا البقاء بتلك الطريقة يُفيد، مهما حدث و مهما مر عليه ستظل هي من طلب القلب وصالها و تغزلت العين في جمالها و أثرى فمه في دلالها، هي حبيبته و فجأة فتح هاتفه على صورتها و هو يقول لها ببكاءٍ و كأنه يحدثها بوجعٍ:
"أعمل إيه يا عبلة علشان ارضيكي و ارضيني؟ أعمل إيه علشان افرح بنظرة عيونك ليا؟ مشيت طريق كنت فاكر إنه هيجمعني بيكي و اكتشفت في أخره إنه بيضيعني و يضيعك مني.....ليه علشان أعرف قيمة اللي عندي اتعذب كدا؟ ليه يا عبلة حبيتك أنتِ، و ليه هو اختارك أنتِ، أنا و الله حاولت أهرب من حبك....بس غصب عني عيونك تتحب....عينك دي شوفت فيها دنيا منيت نفسي بيها....و كل دا لسه بحبك....و مش هقدر أفضل في مكان أنتِ فيه و مش ليا.....بس هريحك و أمشي"
أنت تقرأ
تَعَافَيْتُ بِكَ
Romanceظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي برؤية محياكِ؛ فوقفت أمام العالم صامدًا أقول "أحببتُ جميلةٌ وجهها صَبوحًا" كُلما تبسمت زاد جمالها وضوحًا"
الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)
ابدأ من البداية