الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)

ابدأ من البداية
                                    

ابتعدت عنه تحرك رأسها موافقةً ببكاءٍ و هو يبتسم لها، بينما «عامر» صفق بيديه و هو يقول بمرحٍ:
"هايل يا فنانين، يلا المشهد اللي بعده، خلصونا بقى"

ضحك الجميع عليه، بينما هي ركضت بخجلٍ من أمام الجميع نحو شقتهم، فضحك هو على رد فعلها ثم التفت ينظر لعمه و هو يقول مُتشفيًا به:
"طبعًا على عينك اللي بيحصل دا صح ؟! و كنت مستني ورقتها بجد؟ بس ريح نفسك علشان بنتك ملهاش عندي غير ورقة واحدة و هي ورقة شهادة الوفاة لما تخرج من بيتي، غير كدا ملكوش ورق عندي و لو رقصتوا على صوابع إيديكم مش هسيب حقي فيها يا عمي، و كلمة طلاق دي تتشال من دماغكم كلكم، و لأخر مرة هقولها طلاق مبطلقش"

وقفت هي في الخارج تبتسم بشدةٍ حتى أوشك فمها على التيبس و من بعدها ركضت نحو شقتهم بعدما وقفت تتنصت عليه، و في الداخل رد عليه عمه بضجرٍ منه:

"أنا مليش دعوة بيك أنتَ، بس دي بنتي يا وليد و صعب عليا دموعها، قولتلك قبل كدا لو بنتي عيطت بسبب أي حد مَهمًا كان هو مين، و في نفس الوقت أنتَ ابن اخويا يعني ليك غلاوة عندي، بس حافظ عليها و على نفسك من الدنيا دي، و خلص بقى عاوزين نحضر فرحكم"

اقترب منه ثم احضتنه و هو يقول بنبرةٍ هادئة ممتزجة بالندم:
"حقك عليا يا عمي، بس وعد مني عبلة في عيني و بداية من جديد على حق"

ابتعد عنه عمه يطالعه بفخرٍ و هو يقول:
"و هو دا عشمي فيك، كنت مستنيك ترجعلنا أجمد من الأول، وليد الضعيف دا مكانش لايق عليك، ربنا يسعدكم يا بني"

ابتسم له بسمةٍ صافية، ثم جلس في المنتصف مع الشباب و هو يستمع لسخريتهم و مرحهم، و لكن من بين الجميع التقت عينيه بعيني «ياسين» الذي غمز له بمرحٍ فبادله تلك النظرة بأخرى ممتنة له، أما «خديجة» فراقبت نظراتهما لبعضهما و من خلال تلك النظرات استطاعت فهم ما يدور بينهما و حينها رفعت نفسها حتى تقول له هامسةً بامتنانٍ:

"شكرًا....أكيد أنتَ السبب"
حرك رأسه ينظر لها و عند رؤيته لملامحها وجد نفسه يبتسم لها و كأنه يقول لها بنظرته "لا عليكِ" فزادت بسمتها إتساعًا عند تأكُدها من ظنونها، بينما «طارق» ابتسم لهما بحبٍ و هو يتذكر ما حدث ذاك اليوم.

(منذ حوالي يومين)

كان «وليد» جالسًا في الشقة الخاصة بهم أمام التلفاز و دموعه على وجنتيه بقوةٍ و هو يحاول التوصل لحلٍ يرضي جميع الأطراف، لا البعد في قدرته و لا البقاء بتلك الطريقة يُفيد، مهما حدث و مهما مر عليه ستظل هي من طلب القلب وصالها و تغزلت العين في جمالها و أثرى فمه في دلالها، هي حبيبته و فجأة فتح هاتفه على صورتها و هو يقول لها ببكاءٍ و كأنه يحدثها بوجعٍ:

"أعمل إيه يا عبلة علشان ارضيكي و ارضيني؟ أعمل إيه علشان افرح بنظرة عيونك ليا؟ مشيت طريق كنت فاكر إنه هيجمعني بيكي و اكتشفت في أخره إنه بيضيعني و يضيعك مني.....ليه علشان أعرف قيمة اللي عندي اتعذب كدا؟ ليه يا عبلة حبيتك أنتِ، و ليه هو اختارك أنتِ، أنا و الله حاولت أهرب من حبك....بس غصب عني عيونك تتحب....عينك دي شوفت فيها دنيا منيت نفسي بيها....و كل دا لسه بحبك....و مش هقدر أفضل في مكان أنتِ فيه و مش ليا.....بس هريحك و أمشي"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن