اقتباس 2

14.8K 434 46
                                    

اتجه مسرعا إلى مدرسة صغيره بعد أن أتاه اتصال يستدعى حضوره .

ركض متلهفاً عليه فوجده يستكين في حضن من تمناها ويتمناها وسيتمناها دائماً الى أن تصبح له .

زفر بقوة وارتياح وهو يراه بخير أمام عينه .

رآه مروان فأردف بسعادة _ بابا ؟

نغزها قلبها الذى عصف بقوة وهى ترفع انظارها لتتلاقى العيون لثوانى قبل ان تقف وتساند الصغير وتتجه اليه مردفة تخفي مشاعرها ونبضاتها بكل براعة تدربت عليها لسنوات _

الحمد لله جت سليمة يا حمزة بيه .

شرد فيها وفي ثباتها وشموخها ... متى ستلين وتعفو ؟... متى ستعطى هذا العشق فرصة .

ابتلع لعابه ثم نظر لصغيره ودنى منه يردف بترقب وهو يتحسس ركبته _

إيه يا حبيبي انت كويس ؟ ... فيه حاجة بتوجعك ؟

هز الطفل رأسه ونظر لريتان يردف بحب طفولي وتعلق _

لاء يا بابي مافيش وجع ... مس ريتان عالجتهالى .

تنهد بارتياح وحمل صغيره ثم اعتدل يطالعها بعيون متفحصة ... ينظر في مقلتيها بعمق يبحث عن الحب الذى كان يراه في الماضي ولكنها قطعت وصلة تفحصه وأسرعت تنظر للصغير وتبتسم له بحنو مردفة بثبات ظاهرى لتثبت له صلابتها _

مروان هو اللى شاطر ... مس ريتان معملتش حاجة .

أردف حمزة بصوت متحشرج تأثراً بكل ما فيها _

شكراً يا ريتان .

نظرت له بقوة وأردفت بجدية _

مس ريتان لو سمحت ... وانا معملتش غير واجبي ... وياريت يرتاح بكرة .

هز مروان رأسه وأردف باصرار _

لا يا مس أنا كويس وهاجى علشانك .

في كل مرة تدعى الصلابة يصمم هذا الصغير على أن تجردها امامه .

ابتسمت له بحنو واردفت بهدوء _

تمام يا مروان ... هكون في انتظارك يا حبيبي .

عادت بنظرها اليه فوجدته يطالعها بعمق .

كاد أن يتحدث ولكن قطع حديثه دلوف زميلها كريم يردف بترقب وعلى غير عادة .

ريتان ممكن تيجي معايا ثوانى ؟

مالت براسها قليلاً حيث يقف حمزة يخفيه عنها ... طالعته بضيق فهى لا تحب أن يناديها أحد بإسمها مجرداً هكذا .

بينما تحرك حمزة قليلاً ليسد عنها رؤيته والتفت يطالعه بضيق وهو يحمل صغيره .

ابتعدت عن مستواها بتعجب من فعلته ونظرت لزميلها تردف بجدية _

خير يا مستر كريم ؟

تقدم كريم منها ثم هز رأسه يرحب بحمزة الذى بادله بنظرت نارية غاضبة بينما هو لا يبالي وتقدم يقف أمام ريتان مردفاً _

لو ينفع بس تديني من وقتك دقايق وتيجي معايا القاعة ... الأولاد حرفياً كلهم عايزينك .

وقف حمزة يتابع متناسياً مكانه بينما هزه مروان يردف بعفوية _

بابي إحنا مش هنروح ؟

تنبهت ريتان لوجود حمزة وكذلك كريم الذى التفت يطالعه بتعجب بينما أردف حمزة لطفله بتساؤل وهو ينظر لكريم نظرات نارية _

مارو حبيب بابى إيه رأيك لو تكمل يومك مع مس ريتان وأنا هقعد هنا استناك ؟... هتقدر ولا عايز تروح ؟

أهتز الصغير بسعادة يردف بحب _

أوكى يا بابي هقدر .

أنزله حمزة يردف وهى يتطلع على عين ريتان بحب وغيرة _

تمام .

قفز الصغير إليها يردف بتعلق _

يالا بينا يا مس نكمل ؟

تنهدت تنظر لكريم بأسف مردفة _

معلش يا مستر كريم أنا بعتذر مش هينفع لأن عندى حصة دلوقتى .

تناولت كف الصغير وعادت معه للقاعة بقلبٍ يعصف متعجباً او مستنكراً أفعال هذا الرجل .

تركته يقف معه بينما نظر حمزة لكريم بضيق وأردف محذراً _

أفتكر يا مستر كريم إنى أول ما شفتك قولتلك كل واحد يخليه في شغله ومالوش دعوة بالتانى لا إيه ؟

طالعه كريم بحدة مماثلة وأردف _

ياريت حضرتك تقول الكلام ده لنفسك ... أنا هنا بشوف شغلى كويس بس أنا مستغرب فعلاً وجود حضرتك وتدخلك الغير مبرر .

تركه كريم وغادر متأفأفاً ووقف حمزة يتطلع على أثره بضيق ثم نظر للجهة الآخرى وأتجه يجلس على مقعد مجاور لفصل صغيره ينتظره إلى أن ينتهى .

بعد حوالى نصف ساعة انتهى دوامه وخرج الصغير يسرع إلى والده الءى التقطه وأردف بترقب _

خلصت يا بطل ؟

أردف الصغير بحماس _

أيوة يا بابي يالا علشان نرجع ع البيت واعمل homework علشان مس ريتان متزعلش منى .

طالعه بعمق وابتسم على صغيره ... نظر لمكانها متأملاً أن تظهر ويراها قبل رحيله ولكن إلحاح صغيره جعله يتعجل ويغادر .

غادر وخرجت هى من خلف باب قاعتها تطالع أثره بلقبٍ معذب .

تتنهد وتخرج من مكنونها ما حاولت اخفاؤه عنه ... لتطلق صراح انفاسها ومشاعرها ولكن بمفردها دون ان يراها اي شخص .

اتجهت تخطو إلى قاعة المكتبة الخالية في هذا الوقت وسحبت إحدى مقاعدها وجلست هى تتنفس بعمق واضعة رأسها بين راحتى يدها المستندة على الطاولة الخشبية وعادت بذكرياتها إلى قبل تسع سنوات ... تتذكر كل شئ كما لو كان حدث لتوهِ .




للقلب أخطاء لا تُغتفر  بقلم آية العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن