اقتباس

28.4K 714 99
                                    


صعيدية دراما تشويق

أيهما أفضل  !!!
أن يفوتنا القطار ونظل في محطتنا الآمنة نوعاً ما ؟
أم نصعد على متن قطار خاطئ لا نعلم أي اتجاه سيسلك .....
لربما مر بك على نفقٍ مظلم وتركك وحيداً وسط الظلام
أو ربما مر على مدينة ظالمٌ أهلها وحُمِلْتَ من ظلمها ما يكفي
وربما مر على محطةٍ تباع فيها العبرة كالثوب الثمين
ويبقى سؤالٌ واحد يتردد في الأذهان
أين المحطة المقصودة التى تمنيناها منذ انطلاقنا  ؟ وهل ستظل مفقودة ؟؟
هل المحطة تاهت عنا ؟ أم نحن من تهنا عنها ؟

**********

في تلك المدرسة الابتدائية الخاصة وفي احد صفوفها وتحديداً الصف الاول

تقف هى بملامحها الجميلة التى تشبحت بالحزن والسكون فلم تعد تسمع قهقهاتها البريئة وباتت فقط تبتسم لاجل هؤلاء الصغار

تقف امام سبورتها السوداء كقلوبٍ عاشرتها تخُط بعض الكلمات بالطباشير الابيض الذى يُنحت من صلابته ويتآكل ليظهر كلماتٍ كتبت بقلبٍ ممزق على هذا اللوح الفحمى...  فبرغم التقدم التكنولوجى القائم في المدرسة الا انها لا تحبذ استخدام شاشات التعليم الإلكترونية  .

  وتشرح مع كل كلمة تخطها معناها وخلفها الاطفال الذين يعشقونها ويستمعون لها بحب ولما لا وهى تتسم بالحنان واللين والنعومة برغم كل ما مرت به .

التفتت تطالعهم جميعاً وها هى للمرة التى لا تعلم عددها تلتقى عيناها بهذا الطفل الوسيم الذى يجلس في المقعد الامامي ويبتسم لها  .

للمرة المليون او اكثر ترى نفس النظرة في عيناه البنّية  ...  نفس الملامح الوسيمة ولكنها اكثر براءة على عكس شبيهتها المستذئبة  .. وحتى الابتسامة هى نفسها حيث يميل بجانب فمه محدثاً فوضى عارمة داخلها  ...  في كل مرة ينظر لها ويبتسم تقسم ان قلبها الخائن ما زال ينبض بإسم والده .

تنهدت بعمق وحاولت ابعاد نظرها عنه الا ان هذا الصغير لم يرأف بقلبها حيث اردف ببراءة يتسائل عن احدى كلمات القصة الكرتونية التى لم توضح معناها  _

يعنى ايه خذلها يا مس  ؟

اغمضت عيناها واعادت التنهيدة بشكلٍ اقوى ثم طالعته بعيون التمعت وحاولت التحدث بتروى قائلة  _

يعنى مثلاً زى ما انا اكون بحبك جداً وزمايلك كلهم عارفين انى بحبك واقولهم ان مروان شاطر جداً وعمره ما يزعلنى وفجأة انت تيجي اليوم التانى معملتش homework  ...  وقتها تفتكر انا هحس بايه  ؟  ...  خصوصاً انى راهنت عليك قدام the classroom  كله  ؟
تبدلت ملامح الطفل ببراءة ووقف يردف مؤكداً _

بس انا عمرى ما اعمل كدة يا ميس  ...  انا بحبك وعمرى ما ازعلك منى ابداً  .

طالعته بعمق لثوانى  وشُل لسانها  ...  اصبحت انفاسها ثقيلة لذلك لم تستطع اكمال حصتها فقالت قبل ان تغادر الصف  _

هناخد break  .

موعدنا ليلة رأس السنة ان شاء الله

للقلب أخطاء لا تُغتفر  بقلم آية العربي Where stories live. Discover now