الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)

ابدأ من البداية
                                    

ابتسم هو على إصرارها ثم قال بنبرةٍ مرحة:
"هجاوبك علشان أريحك، لو كنتي خدتيه كان زمان رياض مظبطك في الأحكام، بما إنه اعتبرك بنته، و أنا علشان ميحصلش حاجة تحسسك إنك متضايقة قولت اتدخل أنا، و في النهاية عادي يعني، بس مكنتش حابب تحسي إنك على مسرح و إحنا بنفذ عليكي أحكام"

رفعت رأسها تطالعه بعدة مشاعر مختلطة يكسوها الامتنان و هي تقول بعينين لمعت بهما العبرات:
"أنا مكنتش هزعل بس كنت هتحرج شوية، بس إنك تخاف عليا من حاجة زي دي، دي كبيرة أوي، ممكن يكون بالنسبة ليك موقف عادي بس بسببه غيرك هيحس براحة إنه متقدر، حقك عليا علشان اللي عمو عمله فيك"

ابتسم هو بيأسٍ منها ثم تنفس بعمقٍ و قال بعدها:
"لا حق و لا حاجة، دي أقل حاجة عمو ممكن يعملها فيا، مشوفتيش أنتِ لما حكم عليا أنزل البحر الساعة ٣ الصبح في اسكندرية"

تلاشت بسمتها و اتسعتا حدقتيها بقوةٍ و ظهرت الدهشة تكسو ملامح وجهها، فوجدته يضيف مؤكدًا بمرحٍ:
"و الله مش بهزر، كنا في إسكندرية و بنروح كلنا سوا، بليل الستات بيسهروا مع بعض في شقة و الرجالة في شقة، و أنا على حظي سحبته من عامر الندل، و اتحكم عليا حكمين، الأول أنزل أغني لبتاع السوبر ماركت و التاني أني أنزل البحر، رغم التاني كان أصعب بس نزلت البحر بس ساعتها خوفي قل من ضلمته و هدوءه لما لقيت خالد و ياسر و عامر نزلوا ورايا، عرفت إن الدنيا شبه البحر دا، و هما ساعتها كانوا الحاجة اللي طمنت قلبي من خوفه، الفكرة كلها عاوز أوضحلك إن هما طمنوني ساعتها و أنا طمنتك، هو كاس داير يا خديجة"

ضحكت رغمًا عنها وهي تقول بقلقٍ من والده:
"أنا كدا هخاف من عمو رياض، ربنا ميحكمش علينا بالوقوع تحت إيده"

رد عليها هو يؤكد حديثها:
"حقك بصراحة تخافي، مش هو أبويا ؟! بس فيه حاجات مخه صعيدي فيها و بتطلب معاه بتقفيل، بس على قد كدا هفضل طول عمري محظوظ بيه"

تحدثت هي بحب و عاطفة:
"يا بختنا كلنا بيه، ربنا يباركلك فيه و يفضل معاك العمر كله يا ياسين"

وجه بصره نحوها يطالعها بعينيه الصافيتين وهو يقول بنبرةٍ خافتة:
"و يديم وجودك أنتِ كمان"

حركت رأسها تنظر أمامها وهي تبتسم بخجلٍ بعد نظرته تلك، أما هو ابتسم عليها لكن بسمته تلاشت حينما وجدها تتركه و تركض من جواره، فانكمش حينها حاجبيه بتعجبٍ فوجدها تخفض جسدها بجوار شجرة متوسطة الحجم، وقف هو الأخر يتوجه نحوها، فوجدها تربت بيدها على قطةٍ صغيرةٍ باللون الأبيض و يبدو عليها أنها لم تكن من قطط الشارع، تعجب هو من وضعها فسألها بنبرةٍ هادئة:
"بتعملي إيه يا يا خديجة؟! خضتيني و قولت طفشت مني"

حركت رأسها تنظر له بفرحةٍ و هي تقول:
"القطة دي حلوة أوي يا ياسين، أنا بحب القطط أوي و هي رجلها كانت مغروسة في حاجة"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن