يكفي، عند هذا الحد و لم تتحمل «خديجة» أكثر من ذلك و ما زاد شجاعتها تلك هو وجود «وليد» يجانبها ، و لذلك تحدثت ترد بنبرةٍ جامدة لا تدري من أين اكتسبتها:
"و الله حكمك غلط يا آنسة سمر، أظن دي أول مرة تشوفيني النهاردة فميش أي داعي لحكمك دا، غير أني مش محتاجة أثبتلك خطأ تفكيرك و دا لأني مش محتاجة ابهرك بمثليتي"صوت صرصور الحقل هو ما يدور في تلك الجلسة بعد حديثها و طريقتها تلك حتى هي رمشت عدة مرات بقوةٍ حتى وجدت «وليد» يميل عليها يقول بنبرةٍ مرحة:
"يمين بالله فرحان بيكي فرحة الفرخة بكتاكيتها بجد"وكزته في ذراعه بمرفقها وهي تحاول التحدث و لكن جف حلقها أمام النظرات الموجهة نحوها من قبل تلك الأسرة الغير مرحب بها، حتى تحدثت «بدور» تقول بنبرةٍ جامدة:
"لو كان ياسين و أمه سمعوا الكلام و اتجوز من عندنا في الصعيد كان زمان رياض جد دلوقتي"وجه الجميع نظرهم نحوها بحنقٍ فرد عليها «رياض» بحنقٍ و لكنه طفيفًا حفاظًا على مكانتها:
"يا بدور دا نصيب، لازمته إيه الكلام دا؟! خديجة و ياسين نصيب بعض"ردت عليه هي بنبرةٍ جامدة:
"بس اتجوز على كَبر، احنا عرضنا عليه الموضوع من وهو ابن ٢٠ سنة، كان زمان عياله طوله"تدخل هو في تلك اللحظة بخبثه و وقاحته المعتادة:
"طب وهو الأستاذ مهند السوري اللي جنبك دا مخلفش ليه عيال طوله ليه؟ ولا هو تحت السن؟"حركت رأسها تطالع «وليد» بعينيها الواسعة المتكحلة بقوة فوجدته يبادلها النظرة بجمود و ثباتٍ أوشك على وأدها في مكانها، بينما «مهند» تحدث يقول بفخرٍ:
"اتعرض عليا نص بنات الصعيد و أنا اللي رافض، أنا لسه ٢٥ سنة و البنات بيفاتحوا أمي في جوازهم مني، هي دي هيبة الرجالة"رد عليه «وليد» بثقةٍ:
"ما احنا عندنا هنا برضه لما البنت بتحلو و تدور عرسانها بيكتروا، و أنتَ تلاقيك احلويت و اتدورت"حاول الشباب كتم ضحكتهم بمجاهدةٍ منهم حتى «خديجة»، بينما «بدور» وجهت بصرها نحو «رياض» وهي تقول بتهكمٍ:
"و نعم النسب يا رياض"رد عليها «عامر» بمرحٍ:
"هما فعلًا و نعم النسب، دول عيلة الرشيد، أكبر عيلة في السويس و فرع دلتا و الرشيد، بصراحة عيلة فخر لأي حد"حركت رأسها موافقةً وهي تقول بنبرةٍ متريثة:
"ما هو باين، مش محتاج تتكلم"تدخل «رياض» يسألها بتوترٍ طفيف:
"مقولتليش رجعتي إمتى من الصعيد؟ و إيه سبب الزيارة الجميلة دي؟"ردت عليه هي بثقةٍ:
"عمتك هي اللي قالتلي أزورك و اتطمن عليكم، خصوصًا بعد فرح ابنك اللي محدش مننا حضره، قولت أجي اتطمن عليكم و أبارك للعرسان، مش كدا يا ياسين؟"
أنت تقرأ
تَعَافَيْتُ بِكَ
Romanceظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي برؤية محياكِ؛ فوقفت أمام العالم صامدًا أقول "أحببتُ جميلةٌ وجهها صَبوحًا" كُلما تبسمت زاد جمالها وضوحًا"
الفصل الثلاثون_الجزء الثاني (بالأدب)
ابدأ من البداية