الفصل الثلاثون_الجزء الثاني (بالأدب)

ابدأ من البداية
                                    

يكفي، عند هذا الحد و لم تتحمل «خديجة» أكثر من ذلك و ما زاد شجاعتها تلك هو وجود «وليد» يجانبها ، و لذلك تحدثت ترد بنبرةٍ جامدة لا تدري من أين اكتسبتها:
"و الله حكمك غلط يا آنسة سمر، أظن دي أول مرة تشوفيني النهاردة فميش أي داعي لحكمك دا، غير أني مش محتاجة أثبتلك خطأ تفكيرك و دا لأني مش محتاجة ابهرك بمثليتي"

صوت صرصور الحقل هو ما يدور في تلك الجلسة بعد حديثها و طريقتها تلك حتى هي رمشت عدة مرات بقوةٍ حتى وجدت «وليد» يميل عليها يقول بنبرةٍ مرحة:
"يمين بالله فرحان بيكي فرحة الفرخة بكتاكيتها بجد"

وكزته في ذراعه بمرفقها وهي تحاول التحدث و لكن جف حلقها أمام النظرات الموجهة نحوها من قبل تلك الأسرة الغير مرحب بها، حتى تحدثت «بدور» تقول بنبرةٍ جامدة:
"لو كان ياسين و أمه سمعوا الكلام و اتجوز من عندنا في الصعيد كان زمان رياض جد دلوقتي"

وجه الجميع نظرهم نحوها بحنقٍ فرد عليها «رياض» بحنقٍ و لكنه طفيفًا حفاظًا على مكانتها:
"يا بدور دا نصيب، لازمته إيه الكلام دا؟! خديجة و ياسين نصيب بعض"

ردت عليه هي بنبرةٍ جامدة:
"بس اتجوز على كَبر، احنا عرضنا عليه الموضوع من وهو ابن ٢٠ سنة، كان زمان عياله طوله"

تدخل هو في تلك اللحظة بخبثه و وقاحته المعتادة:
"طب وهو الأستاذ مهند السوري اللي جنبك دا مخلفش ليه عيال طوله ليه؟ ولا هو تحت السن؟"

حركت رأسها تطالع «وليد» بعينيها الواسعة المتكحلة بقوة فوجدته يبادلها النظرة بجمود و ثباتٍ أوشك على وأدها في مكانها، بينما «مهند» تحدث يقول بفخرٍ:
"اتعرض عليا نص بنات الصعيد و أنا اللي رافض، أنا لسه ٢٥ سنة و البنات بيفاتحوا أمي في جوازهم مني، هي دي هيبة الرجالة"

رد عليه «وليد» بثقةٍ:
"ما احنا عندنا هنا برضه لما البنت بتحلو و تدور عرسانها بيكتروا، و أنتَ تلاقيك احلويت و اتدورت"

حاول الشباب كتم ضحكتهم بمجاهدةٍ منهم حتى «خديجة»، بينما «بدور» وجهت بصرها نحو «رياض» وهي تقول بتهكمٍ:
"و نعم النسب يا رياض"

رد عليها «عامر» بمرحٍ:
"هما فعلًا و نعم النسب، دول عيلة الرشيد، أكبر عيلة في السويس و فرع دلتا و الرشيد، بصراحة عيلة فخر لأي حد"

حركت رأسها موافقةً وهي تقول بنبرةٍ متريثة:
"ما هو باين، مش محتاج تتكلم"

تدخل «رياض» يسألها بتوترٍ طفيف:
"مقولتليش رجعتي إمتى من الصعيد؟ و إيه سبب الزيارة الجميلة دي؟"

ردت عليه هي بثقةٍ:
"عمتك هي اللي قالتلي أزورك و اتطمن عليكم، خصوصًا بعد فرح ابنك اللي محدش مننا حضره، قولت أجي اتطمن عليكم و أبارك للعرسان، مش كدا يا ياسين؟"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن