الفصل الخامس عشر

Start from the beginning
                                    

                        *******************
ـ لسه فاكر ان ليك صاحب؟
هكذا هتف يامن فور رؤيته لزين، ابتسم له بتعب وهو يدفعه برفق لكي يدخل للمنزل، بالطبع نسى أمر أن يامن تزوج!
صاح عليه يامن بحدة بعض الشيء قائلًا:
ـ يا بهيم في ستات هنا، أنا بقيت رجل متجوز دلوقت.
خبط على رأسه بتذكر، وقف في مكانه فورًا ثم أستدار له وهتف:
ـ ده أنا نسيت بجد! أسف.
ربت على كتفية بضحك ثم قال:
ـ أدخل يا عم، ليان في المطبخ بتحضرلنا غدا.
تنهد ثم جلس على الأريكة، سألوه يامن عن احواله وعن سبب أنشغاله عنه الفترة الماضية، بالطبع لم يخبره زين عن عشق أو بحر كما علم منها، فقط قال له إنه أتعرف على فتاة وإنه معجب بها، تناولوا المحادثات المختلفة حتى جهزّت ليان الطعام، تناولوا سويًا الغداء ثم جلسوا في ردهة المنزل يتسامرون، كانت ليان تجلس معهم، فتحوا أمر نوح وبدأوا أن يتناقشوا فيما هو فيه، نظرت لهم ليان ثم هتفت قائلةً:
ـ احنا لازم نفضل وران نوح لحد ما يرد، أنت مش فاكر يا يامن أخر مرة كلمناه؟
هكذا قالت بنبرة قالقة على شقيقها، نظر لها يامن وخرج الساعة من جيب الچاكت الذي كان يرتدي ثم قال:
ـ ما على يدك يا ليان، كل ما نرن مش بيرد! أستني هجرب.
ـ قال إيه مش فاهم؟
هكذا سأل زين، نظر له يامن ثم أردف:
ـ كان عمال يقول إنه اتقبض عليه، وإنه إرهابـ ـي! كلام غريب مفهمتش منه حاجة.
قلق الأخر على صديقه، أعتدل في جلسته وقال:
ـ طب رن عليه بسرعة، إن شاء الله يرد المرة دي.
وبالفعل ظلوا يجرون عدة مكالمات لعله يستجيب على أيِّ منهم.
                        *******************
بينما عند أسيل، أخيرًا وصلت لمنزلها! كانت وصلت في المساء.
لا تصدق إنها بالفعل داخل العقار الخاص بها، وقبل أن تستنشق أنفاسها براحة قابلت تلك السيدة التي تدعو أم عبير، وهي بحق لا تفيق لها ولا لأي شخص! تريد أن تعانق فراشها فقط.
نظرت لها السيدة ثم لوت شفتيها وهتفت ساخرة:
ـ يا ختي عاش من شافك! ده أحنا قولنا طفشتي مع اللي جيبتي معاكِ.
نوح! تذكرت نوح، ذكرتها بذلك الرجل الذي ضاع في الهباء بسببها! حقًا ذكرتها؟ هل هي نسيته في الأصل؟ نظرت لتلك السيدة بغِلّ ثم صاحت عليها بغضب:
ـ أنتِ قصدك إيه يا وليه أنتِ؟ ما تفوقي كده وتفهمي أنتِ بتقولي إيه!
مصمصت شفتيها بمتعاض ثم هتفت من جديد:
ـ ياختي أنا جبت حاجة من عندي! ما أنتِ اللي أختفيتي وقولتي عدولّي!
ترقرق الدموع في عينها، حبستها في مقلتيها ثم هتفت بغضب صاخب:
ـ أديّ راح عشان ترتاحي، راح مِني بسببي وبسبب تفكيري المتخلف!
هبطت دموعها على خديها ولكنها واصلت:
ـ واحد ميعرفش أي حاجة في أي حاجة ويروح في مصيبة زي دي بسببي! وأنا.. وأنا زي الفار هربت! هربت ومحاولتش أهربه حتى!
هُنا وعَلِت شهقاتها أكثر، لم تفهم منها أم عبيرة شيء، فقط قلبها رق لها! أقتربت منها وربتت على كتفيها وهي تقول:
ـ أهدي يا بت يا أسيل في إيه؟ هو نوح ده حصله إيه؟
رفعت وجهها الغارق في الدموع وصاحت عليها بقهر وقلب يعتصر:
ـ راح يا أم عبير، راح وشكله هيموت بسببي، أرتحتي كده؟ خلاص مفيش نوح، مفيش حد تقرفيني بيه تاني.
قالت كلماتها وهي تدفعها من أمامها لكي تصعد لمنزلها، بينما أم عبير فخبطت على صدرها وهي تهتف بجهل:
ـ يا بت فهميني طيب حصل إيه، مش فاهمة منك حاجة!
ـ بت يا أسيل مالك؟
كان ذلك صوت كريمة التي سمعت صوت أسيل الباكي، وعند سماع صوتها ألتفت أسيل لها سريعًا وركضت نحوها دون تفكير، فتحت لها ذرعها وأخذتها سريعًا في أحضانها، بل غرزتها بجانب قلبها وهي تسمّي الله لها.
ذادت أسيل في البكاء أكثر، شهقاتها عَلِت أكثر وبدأت في النحيب، فزعت كريمة عليها، نظرت لأم عبير بشر ثم صاحت متسائلة:
ـ أنتِ عملتلها إيه؟ عارفه لو كل ده بسببك؛ هطلع عينك يا أم عبير.
ربتت أم عبير على ظهر أسيل برفق وهي تنفي برأسها حديث كريمة ثم أردفت:
ًـ والله لا، ده أنا كنت بناكفها زي كل مرة ولقتها بتعيط بالشكل ده لوحدها.
أحتارت أكثر على حالها، ربتت على ظهرها بحنو وهي تسألها:
ـ أهدي يا أسيل يا بنتي، أهدي وفهميني حصل إيه!
ومن بين شهقاتها قالت:
ـ راح مني يا كريمة، راح بسببي!
ـ هو مين ده؟
لم تتحدث مرة أخرى، فقط زادت شهقاتها وبكاءها، أخذتها كريمة بمساعدة أم عبير وصعدت بها لمنزلها، ترجلوا للداخل واستأذنت من أم عبير إنها ستجعل أسيل تستريح قليلًا، ودعتها أم عبير وترجلت لمنزلها، بينما كريمة فكانت تحاول أن تهدأ أسيل من تلك الحالة، وبعد وقت ليس بقليل كانت نجحت كريمة في تهدأتها بالفعل، صنعت لها كوب من الليمون وجلبته لها لكي يُهدأ أعصابها.
تكرعته بأكمله وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها بشكل مستمر؛ فهي شعرت أن روحها على وشك الخروج! وعلى الرغم من ذلك فكانت شاردة الذهن، تفكر في حال نوح، تسأل حالها أين هو الآن؟ وماذا يُفعَل بهِ؟ خرجت من تساؤلاتها على سؤال كريمة لها:
ـ ممكن أفهم حصل إيه؟
الخطة فشلت ولا إيه يا أسيل؟
وفين نوح؟
نظرت لها وترقرقت عينيها بالدموع من جديد، زحفت على خدّيها برفق ولكنها هتفت بصوتٍ باكي:
ـ كل حاجة باظت يا كريمة، كل حاجة باظت.
نفذ صبر كريمة؛ فصاحت عليها بعصبية وقالت:
ـ ما تهدي وتبطلي أوّيء بقى! فهميني حصل إيه خلينا نحاول نساعد الجدع!
أخذت أنفاسها بصعوبة، مسحت دموعها بأطراف ملابسها وبدأت في سرد كل شيء حدث لهم منذ خروجها من منزلها.
ـ اللي حصل أننا وصلنا المكان المنحوس ده، واللي حصل...
                        *******************
بينما عند نوح؛ فكان يجلس في تلك الغرفة ويتألم بسبب جسده،  بعدما أخذ جولة برفقة هؤلاء الرجال في جميع الغرف، عاد من جديد لأول غرفة، بالطبع لا نحتاج أن نشرح ماذا حدث له في تلك الغرف! ولكنه عاد بمعجزة إلاهية! لا يشعر بقدمه، ولا بجسده بأكمله! كل أنّش في جسده يؤلمه بشدة، حتى رأسه على وشك الأنفجار، ولكن مهلًا فتلك الساعة تهتز منذ وقتٍ طويل، نظر حوله بترقب شديد ثم خرّجها من جيب سرواله بحذر، نظر لها ولم تكن غير مكالمة من يامن.
فتح المكالمة سريعًا وهَبّ قائلًا:
ـ يامن ألحقني.
صاحوا جميعهم بصوت واحد باسمه، أشار لهم يامن بالهدوء ثم سأله:
ـ الحمد لله أنك كويس يا نوح، ممكن دلوقت تفهمني أنت فين؟ ومين الناس دي؟ وبسرعة وبكلام مفهوم يا نوح قبل ما حد يدخل عليك زي المرة اللي فاتت، ماصدقنا ترد وعايزين نساعدك.
ابتلع لعابه بتوتر، نظر على الباب بحذر، قاوم حاله وبتعب وثقل شديد ترجل نحو الباب، أرهف الحسّ لكي يتأكد أن لا يوجد خطوات قريبة من الباب، وبعدما أرتاح قلبه جلس على أقرب كرسي له، مسك الساعة جيدًا ونظر لهم، وبعد تنهيدة طويلة هتف قائلًا:
ـ الحكاية كلها إننا قررنا نصنع آلة زمن زي ما الدكتور قال، وكان في أسطوانة لازم نجبها عشان المشروع يكتمِل....
سرد عليهم كل شيء منذ البداية حتى ما تم القبض عليه وتهمه بِإنه إرهابـ ـي!
بعدما أنتهى من سرد كل شيء نظر لهم بأمل أن أحد فيهم يكون لديه حل له؛ ولكن كانت الصدمة هي التي تُحِل عليهم، كوبوا رأسهم بين إيديهم وصمتوا جميعًا، غير مستوعبين كل ما حدث!
كسر ذلك الصمت ليان وهي تهدف بعصبية قائلةً:
ـ يعني أسيل دي هي السبب، وفي الأمر تسيبك وتهرب! دي بت واطية بجد! وبعدين أنت هتعمل إيه دلوقت؟ إيه الحل!
ـ أنا معرفش ظروفها يا ليان، أكيد خافت!
هكذا برر لها موقف أسيل، بينما يامن فصاح سريعًا وقال:
ً طب ما تقولهم يا نوح إنك من المستقبل، يمكن يصدقوك ويساعدوك.
ابتسم نوح ثم هتف ساخرًا:
ـ ده على أساس أني مقولتش! حضرتك أنا كل ما أقولهم كده يقولوا عليا مجنون!
صمتوا مرة أخرى، يشعروا أن رأسهم توقفت عن التفكير؛ ولكن قطع تلك الحالة التي تسيطر عليهم زين وهو يصيح بأمل وكأنه عثر على كِنزٍ ما!
ـ أنا عرفت هتخرج من عندك أزاي يا نوح.
أجتمعت الأنظار على زين سريعًا، بينما هو فمسك الساعة من يد يامن سريعًا ثم هتف قائلًا:
ـ أسمع بقى، مش هما قالوا عليك مجنون؟
لم يفهم مغزى السؤال، ولكنه أومأ برأسه ثم قال:
ـ أيوا، وبعدين؟
ـ بص يا سيدي أنت هتعمل نفسك مجنون بجد؛ عشان هما يحوّلوك للعباسية.
ـ يعسل!
يتبع....
#رحلة_عبر_الزمن
#الفصل_الخامس_عشر
#NORA_SAAD

دخلنا في الجد خلاص، عايزة أوضح أن اللهجة البدوية دي حرفيًا طلع عيني عشان أجبها من بنوته بدوية، يعني اللغة دي بجد اللي بيتكلموا بيها، وكمان كل المعلومات اللي ذكرتها عن الوسواس القهري هي أكيده، وحرفيًا طلع عيني برضه وأنا بجمعها، من بين بحث وأني اسأل دكتورة وغيره، أتمنى أن الفصل يكون في تقدير منكم، وأخر حاجة حبيت أقول أني ذكرت قبل كده أن نوح في المستقبل في سنة 2030 تقريبًا، الرقم ده حطيته منغير حسابات للأحداث، ولكن هنعدله ونقول أن نوح في المستقبل في سنة 2045 لأن بكده عشق أو بحر حسب ما عرفنا أنهاردة، وبكده القانون الجديد اتطبق عليها سنة 2035 وهي عندها 6 سنين وده سن دخول المدرسة.
وبرضه هما كده مش بعيد أوي بالسنين فالمعدات اللي الدكتور طلبها من أسيل كانت متوفرة عندها.
وبس كده، هستنى رأيكم وأتمنى متكونوش أتلخبطوا بسبب الأرقام.

رحلة عبر الزمنWhere stories live. Discover now