الفصل السابع

2.7K 228 6
                                    

-حور عبد السلام.
هكذا هتفت قائلة ردًا على سؤال دكتور المادة، أشار لها بالجلوس، ابتسمت له وجلست من جديد، بينما زين فكان ينظر لها بفضول يتراقص في مقلتيه، أليس تلك هي عشق؟ كان ينظر لها بتركيز شديد يريد أن يتأكد إنها هي، أراد أن يذهب ويسألها إذا كانت هي عشق أم لا، لكنه لم يفعل ذلك، فقط أكتفى أن يراقبها من مكانه فقط
                        *******************
دعنا نذهب لمكان أخر، حيث الغرفة التي يسكن فيها نوح، كان يستلقى بجسده على الفراش، فالآن الساعة الثامنة صباحًا وباقي ساعة على موعد عملهم، نهض من مكانه وبدل ثيابه سريعًا، صفف شعره أمام تلك المرآة الصغير التي تقبع على تلك المنضدة بجوار الفراش، أنتهى من كل شيء وكان على وشك الهبوط، ولكن تذكر أمر الساعة، قرر أن يجري مكالمة لهم، لعلهم يخبروا إنهم وصلوا لأي أخبار جديدة.
وبالفعل أجرى أتصال لأصدقاءه بواسطة الساعة، دقائق وفُتحت المكالمة وظهروا على الشاشة، كان زين يجلس مع يامن في منزله، تهللوا سريعًا وسألوا عن أخباره طمئنهم عليه ثم سأل بلهفة.
-ليان عاملة أيه؟ ووصلتوا لحاجة جديدة ولا لسه؟
ابتسم يامن له وهتف قائلًا:
ـ ليان زي الفل، وأيوا يا نوح عرفنا الحل.
تهللت ملامح الأخر، نهض من مكانه وحملق فيهم دون تصديق ثم هتف:
ـ بجد؟؟؟ يعني عرفتوا هرجع أزاي؟
حك يامن في لحيته بحرج، بدل نظراته بين نوح والفرحة التي على وشك أن تقفز من مقلتيّه، وبين زين الذي لا يختلف عنه كثيرًا، ثم هتف:
ـ هو يعني الحل صعب شوية.
عقد ملامحه بعدم فهم، جلس من جديد وسأل:
ـ يعني أيه؟
نظر له زين ثم هتف قائلًا:
ـ يعني الحل مش سهل يا نوح، دكتور عبد الغني قال أن الحل إنك تخترع آلة زمن عندك، ولازم تشتغل.
نظر لهم بفم كاد أن يلامس الأرض، لا يصدق ما وقع على مسامعه، يصنع آلة زمن بمفرده؟ وأيضًا في الماضي! إيعقل حقًا! نظر لهم بصدمة تعلو ملامح وجهه ثم صاح بعصبية:
ـ أنتوا بتهزروا صح؟؟؟ آلة أيه اللي أخترعها وأنا هنا! إذا كنا الزفتة اللي عملناها سوا قعدنا شغالين عليها سنة، هاجي أنا في زمن معرفش عنه حاجة والمفروض أني أخترع آلة زمن! يا سلام!
صرخ بأخر كلماته بنفاذ صبر، كانوا ينظروا له بقلة حيله، كانا يتبادلوا النظرات بأسف شديد، نظر له زين ثم هتف قائلاً:
ـ ممكن تهدى يا نوح شوية، ده اللي وصلناله، وللأسف مفيش حل غير ده، أسمع بقى الحاجات اللي مطلوبه عشان تسأل البنت اللي لسانها طويل اللي معاك توصل للحاجة أزاي، وأحنا معاك ومش هنسيبك، لما الحاجة كلها تجهز وتبدأ تركبها هنكون معاك هنا، متقلقش.
كان يحاول بكل الطُرق أن يبث لقلبه الطمئنينه؛ حتى لو كانت وهمية، وبالفعل هدأ الأخر، نظر لهم بأمل ثم سأل:
ـ طب لو في حاجة مش موجودة أصلًا في الزمن ده، هنعمل أيه؟
وضع يامن يده في جيب سرواله وأخرج مِنه كشكول صغير مدوّن بهِ اشياء، ثم  بدأ أن يقرأ منه ثم هتف قائلًا:
ـ دكتور عبد الغني قالنا بديل لكل حاجة ممكن متكنش عندك، وأنت رجعت بالزمن عشر سنين بس يا نوح، يعني مش كتير أوي، أسمع بقى.
بدأ يقول له كل شيء مطلوب منه، وكان نوح في الجهة الأخرى يدوّن كل شيء لكي لا يُنسى شيء، أنتهوا أخيرًا من تلك الجلسة، غلق المكالمة بعدما ودعهم لكي يذهب لعمله، تنهد بقلة حيلة ثم نهض، كانت بطرية الساعة على وشك الأنتهاء، وضعها في مكان خصصه لها لكي تُشحن وترجل لأسيل، نظر للباب ثم تنهد،  فَمن المفترض الآن أن يقول لها على الأشياء التي يحتاجها لكي تساعده أن يجلبها.
نظر للسماء وهو يتنفس الصعداء ثم ضغط على زر الجرس.

رحلة عبر الزمنWhere stories live. Discover now