27: كَـاتب

948 65 3
                                    

وعَليَّ دينٌ إلـى يَومي، لَك إن أرَدت رُوحي وّقلبِي

• • • •

لِقائهم جَميعاً كان لابُد منه في يوم ما، ليُصفي كلاً منهم حياتَه وينزع منها كُل البقايا التي مازالت عالقة في ذهنه اتجاه طرف الآخر رُغم مرور الكثير من الأيام التي مات بها أُناس وخُلق بها غيرهم، وكان هذا الموقف هو بمثابة اختبار لهم جميعاً.

فكيف سيواجه إياد زوج حبيبته وخطيبته السابقة؟ كيف سيتقبل هذا؟ وحتى يوسف، كيف سيستقبل خبر تواجده مع أول من سرق قلب زوجته ومن قبله؟ وأما عن دنيا، رُغم الموقف الذي هي به، تقف بين رَجُلان، كان لكل واحد منهما بصمة وذكرى بداخلها لا تستطيع نسيانها، لكن أحدهم يَملكها الآن ، بينما الآخر اعتقدت انه امتلكها يوماً، موقف لا تحسد عليه، لكنها لم تشعر بالسوء باتجاه موقفها.

وبعكس ما اعتقدت او فكرت يوماً، شعرت براحة وثقة كبيرة، شعرت انها اصبحت حُرة، لا تخفي أي شيء على يوسف بعد الآن بما أنه وأخيراً التقى بأياد في لقاء غير مُرتب له، ربما الشيء الذي جعلها تشعر بالراحة، هو حديث يوسف الذي اصبح عالق في ذهنه منذ أن قاله لها في نقاش عادي مما اعتادول عليه كُل ليلة..

-بالعودة إلى ما قبل شهر-

تركت شعرها ينسدل على ظهرها، تنظر الى المرآة امامها لثوان تتفد شكلها النهائي، رغم انها ستخلد الى النوم، الا ان الطبع يغلب في معظم الأوقات، التفتت الى الخلف حيثُ السرير الكبير الذي يحمل زوجها النائم عليه بجسده بينما يستند على وسادتين برأسه ، يضع نظاراته الطبية، ويرفع كتابه ذا الغُلاف الأسود بِعنوان ذهبي -تَخطي-

"انا اول مرة اشوف واحد بيقرأ كتاب هو كاتبه بنفسه، أيه النرجسية دي ؟!" هتفت مازحة بنية خلق حديث معه، بينما تتقدم الى حيث يقبع هو ، تترك خفها المنزلي بجانب السرير لتجلس على طرفه ، اجابها يوسف بنبرته الخاملة ولم يزح عينيه من على اسطر الكتاب"ومين قالك اني بقراه عشان انا نرجسي؟"

"مالهاش تفسير تاني، يعني بتكون بتقرأ لنفسك ليه؟ انت لو شايف وشك هتعرف اقصد ايه، ملامح وشك باينه وكأنك قارئ أول مرة تقرأ الكتاب ، امال لو مكنتش انت الي كاتبه..؟!" مَددت ساقيها العاريتين أسفل الغطاء الخَفيف أبيض اللون، وهي تقوم بسحب وسادة من تحت رأس يوسف لتأخذ حقها في هذا السرير الذي من المُفترض هو مشترك بينهما.

رفع يوسف رأسه قليلاً يترك لها مجال سحب الوسادة مُتحدثاً "بقرأه عشان اشوف قد ايه اتغيرت واتغيرتفكيري واسلوبي من سنتين لدلوقت، مش الكُل بيحب فنفسه زيك يا دندون" رفعت دنيا حاجبيها تنظر اليه بسخط بينما تستند على ذراعيها ، عندما شعر بنظراتها المُسلطة عليه نظر اليها من تحت نظارته منتظراً منها ان تقول مابها ولما هي متجمدة في مكانها تنظر اليه بتلك الطريقة.

وسَأبقى مَعكWhere stories live. Discover now