17: أَحـلَام

728 61 7
                                    

الأحلام مجانية، وتنفيذها يحتَاجُ إمرأة قويـة

• • • •

خَرجت شمس من غُرفتها بعدما بدلت ثيابها المنزلية التي اصبحت مُعتادة بالنسبة اليها، جلباب طويل بأكمام كاملة وحجاب خفيف تعقده جيداً حول شعرها، سواءاً كان اياد موجوداً في البيت او لا، فهو يعود احياناً الى البيت في اوقات لا تستطيع تخمينها، وليست ثابتة، كما انها لا تشعر بالراحة الكافية في المنزل رغم انها قاربت على اتمام ثلاث اسابيع بينما هي تسكن معهم وتشاركهم كل شيء.

كانت حماتها تجلس على احدى ارائك الصالة التي تحمل اللون البني، وحينما شعرت بخروج شمس من غرفتها تأملت شكلها لبرهة، هي بالتأكيد لم يعجبها ما يحدث في البيت ومتأكدة كذلك ان علاقتها مع اياد كعلاقة الأخ بأخته، او صديق بصديقته ان اصح، وهي في المقابل لن تتدخل في هذا الشأن خاصةً ان الوقت ليس مناسباً بالمرة، بالتأكيد شمس مازالت حزينة على آثار ابيها الراحل ولن تستمع لأي شيء ستقوله هي وهذا من حقها فلا يُمكنها لومها .

لكن ايضاً ارتداء شمس لكامل ثيابها بتلك الطريقة وكأنها مع غُرباء، هذا الشيء لم تستطع وفاء تقبله، تركتها طول تلك الأيام على راحتها وتركت لها حرية الأختيار، لكن الآن شعرت ان شمس تحتاج دفعة قوية من احدهم لتوقظها مما هي فيه، وتُعلمها ما لم تستطع امها الراحلة ان تُخبرها ،ولم تستطع هي معرفته بنفسها، لذلك نادت عليها سريعاً قبل ان تدخل المطبخ "شمس.. تعالي عيزاكي.."

اعتلى وجه شمس بعض ملامح الأستغراب، وتوترت كثيراً حيث انها لم تعتد ان تتحدث مع اي احد في المنزل سوى اياد، حتى علاقتها بأخته لم تكن قوية للغاية ، لكونها تحبس نفسها في غرفة زوجها الى ان يأتي، بحجة المُذاكرة، وتتشارك معهم الغداء بعد الحاح من حماتها وغصب ايـاد لها، لكنها اومئت فوراً بأحترام واقتربت سريعاً من الأريكة التي تجلس عليها حامتها، لتجلس مقابلة لها على نفس الاريكة ولكن عند آخر نقطة منها، لكي لا تكون على مقربة من حماتها.

ونعم كما اعتقدتم تماماً، شمس انطوائية منذ صغرها، وزادت انطوائيتها عندما فارقها ابوها، لذلك ثقتها بنفسها تكاد تكون بالسالب تحت الصِفر.

ربتت حماتها على المنطقة الفارغة من الأريكة بجانبها بينما تتحدث لشمس" تعالي قربي ، انتي بعيدة كده ليه؟!" وسؤالها كان استعجاباً اكثر من كونه استجواب لشمس التي ازدادت نبضات قلبها اكثر فأكثر، ما عساها تريد منها فجأة؟! ولما تريد منها الاقتراب اساساً؟! لكن على اي حال هي اقتربت بطاعة، فهي لا تستطيع التقليل من احترامها في كل الاحوال، فجلست بجانبها وعلامات الاستفهام تتطاير على رأسها وكان ذلك واضحاً.

"قوليلي يا شمس يا حبيبتي.. هو في حد غريب في البيت؟!" كانت تتحدث وكأنها تُحادث طفلة وليس امرأة ناضجة، وسؤالها وضح لشمس الى اين سيأول الحديث، في النتيجة هي ليست بذلك المستوى الدنيء من الذكاء، لذلك نفت محاولةَ اظهار نفسها انها لم تفهم مقصدها من الحديث" لا يا طنط، يعني حضرتِك زي ماما وسلمى ورؤى زي اخواتي بالضبط"

وسَأبقى مَعكWhere stories live. Discover now