10: خُطـوة

757 55 2
                                    

تَعَلـق بِمن يُحببك في نفسِك..من شدة حبِـه لها

• • • •

أنتَهت من ضبط حجابها بعد أن ثَبتته جيداً في مكانه، تأكدت من شكلها النهائي امام المرآة ، كان شكلها مقبولاً، كَكُل مرة تخرج بها معه ، سحبت حقيبتها لتضع بها بعض الأموال احتياطياً رغم انها لا تحتاج الى انفاقها في الأغلب عندما تكون معه، وهاتفها ايضاً، ثم انسحبت من غرفتها سريعاً، لكونه ينتظرها اسفل منزلها منذ خمس دقائق تقريباً.

"بابا انا ماشية" هتفت فوراً بصوتٍ مرتفع حيثُ تنبأ ابيها انها لن تكون موجودة منذ الآن الى المساء، خرج صوت ابيها من بعيد ينم عن موافقته وهو يحذرها مراراً ان تنتبه الى نفسها ولا تتردد بطلب المساعدة ان احتاجت اليها، انتعلت حذائها وسحبت مفتاح البيت لتهم راكضة على السُلم بعد ان احكمت اغلاق الباب خلفها .

وكالعادة ، كان واقفاً امام البيت ينتظرها، ولكن كان يقف مع رجل آخر يتبادلان الحديث، هذا الرجل لم يكن غريباً عنها، فهو جارها الذي يسكن امامهم ، في الطابق السادس، لكنها لا تعرف عنه اي شيء سوى ما يحكيه والدها عنه.

وقفت امام الباب تنتظر من هذا الرجل ان ينتهي من حديثه ويذهب، أو تلفت هي نظر ايـاد فيترك الرجل ويأتي لها، مرت لحظات ولكن لم يتغير اي شيء، مع ذلك فضلت ان تقف مكانها على ان تقترب منهما وتتعرض للمسائلة من هذا الرجل ، حيث الكثير من اسئلة -ابنة من انتِ؟- والكثير من المجاملات وغيرها.

وبالفعل ، التفت ايـاد بمحض الصُدفة بينما يتحدث وهو يشير الى الجهة اليسرى حيث تقف هي، نظر اليها لثوان ثم عاد بتركيزه الى الرجل الذي كان يتحدث معه، لتجده يبتسم اليه ويصافحه مما يدل ان الحديث بينهما انتهى، ابتعد الرجل عنه بخطواتٍ وبذلك اقتربت شـمس منه بإستغراب كبير وهي تنظر الى ظهر الرجل "مين ده؟"

"واحد معرفة قديمة كان ابويا الله يرحمه عارفه، شافني صدفة وحب يسلم بس" وضح لها ما حدث خلال تلك الدقائق المعدودة بشكل سريع، وبدأ كلاهما بالمشي متجاوران كالمعتاد ، همهمت شمس ولكنها لم تكن راضيةً كفاية عن ما سمعته، حيث انها كانت تريد المزيد من التفاصيل، لكنها لم تسأل، لكونه لو اراد ان يخبرها لأخبرها بدون ان تطلب هي ذلك.

"مقلتليش هنروح فين بقا؟" تسائلت مرة اخرى وهي ترفع نظرها اليه، توقف هو بينما ينظر الى الطريق ، حيث السيارات بمختلف الوانها وانواعها تتحرك ذهاباً واياباً ،ينتظر اقتراب سيارة اجرة"هنعمل اول خطوة في تجهيز الشقة، هنختار الدهان عشان ابدأ اشتغل عليها من بكرة"

"ايه ده ، هو انت الي هتعملها؟!" لم تكن لتصدق ذلك، فهتفت جملتها بأستنكار وتعجب بينما تنظر اليه من الأسفل، ابتسم هو في المقابل بينما يسند ذراعه على كتفها ومازال لم يجد سيارة اجرة تقلهما "مش عيب عليكي يكون جوزك نقاش ونخلي ناس تانية تعملها؟ مش هتاخد مني اسبوع واكون مخلصها، وهبقا اجيب عماد يشطبها معايا"

وسَأبقى مَعكWhere stories live. Discover now