29: رَجُلـي

684 39 4
                                    

والقلب يحن يا حبيبي مهما طال الفُراق..

• • • •

وددتُ أن أنهي حكايتي بشكل أفضل ربما، لكني لم أجد أفضل من أن أروي جانبي أنا منها، لذلك ستنتهي تلك القصة ببصمتي فيها، رغم عدم توقعي بنجاح تلك الزيجة ، مع شخص كأياد، واكتشافي لماضيه بما فيه من مواقف كثيرة تجعلني احترق من الغيرة، لكن وجدت نفسي وبعد خمس سنوات من الزواج أقف في مطبخ المنزل، منزلنا.. وأبنتي الصغيرة ميرنا، صاحبة العامين ، تجلس على طاولة المطبخ، أقوم بتحضير الطعام، وهي تلعب بالدب الأصفر الصغير وتضعه في فمها.

وضعت ملعقة الطبخ جانباً فورما سمعت صياح ابني الأصغر، أنس صاحب الخمسة أشهر ، وحملت ميرنا على ذراعي لكي لا اتركها بمفردها، راكضة إلى الصغير النائم في غرفة نومي وعلى سريري الكبير، يكاد لا يظهر من بين الاغطية من حوله.

تركتُ ميرنا على السرير بينما التقط ابني الأصغر أحاول تهدئة بكائه "بس بس.. بتعيط ليه طب" أدور به في الغرفة محاولة تهدئته، بينما صياحه يستمر في العلو، تنهدتُ بأرهاق ، لم أنم ليومين كاملين بسبب كل ما يدور حولي، حقاً ومهما قيل في الزواج من أشعار عن حب ومشاعر وتكامل ، يظل الجزء الأكبر منه مسؤولية كبيرة، مسؤولية لم أفهمها إلا حينما جربتها.

أشعر وكأني كنت بالأمس في عقد قرآني ، لا أعلم متى أصبح لدي ثلاث أطفال ، وزوج يجب الأهتمام به كأحد أطفالي وربما أكثر، أستقيظ قبل الجميع لأحضر ملابس زوجي وأبنتي قبل ذهابهما للعمل والروضة، ثُم أفطارهما، وبعد التأكد من رحيلهما تبدأ رحلة المعاناة بين الصغار، الرضيع الذي لا يستطيع التفرقة بين الطعام وأنا، وذات السنتين التي تبكي بسبب أسنانها التي تنمو وتؤلمها.

وبين تحضير الغداء، والاهتمام بالصغيرين، تنظيف المنزل، والملابس، ثم أغتسال الأطفال، بعد عودة إياد نبدأ مرحلة جديدة، من الجلوس معه لساعة على الأقل، لسماع أخباره وما يحدث خلال يومه، وبعد أخذه لقيلولة، أبدأ بالمذاكرة لمنتهى، وبعدها تحضير العشاء ، وبعد ملاعبة الأطفال، والتأكد من نومهم، وهذا عند العاشرة مساءاً، أو التاسعة، ثم يأتي لي فرصة أخيراً، للجلوس بمفردي ولو قليلاً، أنظر لنفسي في المرآة ، ففي نهاية الأمر، يجب أن أخفي إرهاقي على الأقل، بمحاولة جعلي أبدو جميلة.

ففي النهاية كنت زوجة قبل أن أكون أم أو ربة منزل.

رائحة الطعام بدأت تخترق أنفي، لأدرك أنه على وشك الدخول في مرحلة الأحتراق ، لأركض إلى المطبخ محاولة أن أنقذ ما يمكن أنقاذه، ولحسن الحظ وجدت إياد واقفاً أمام الموقد بقميصه الرسمي ومنتهى بجانبه تقوم بالثرثرة، قد أغلق الموقد في الوقت المناسب، والا لما كنا قد وجدنا غداء اليوم، وابتسمت حينما وجدته يقوم بغسل الخضراوات التي قد أخرجتها مسبقاً لتحضير السلطة، ليقوم بتحضيرها بنفسه.

وسَأبقى مَعكNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ