25: وَاحِـد

906 57 15
                                    

للقلوب خبايا، وانتَ ما في قلبي.

• • • •

رَسم توقيعه مُتنهداً بثقل غادره اخيراً على شكل تنهيدة عميقة منه تلتها ابتسامة منه بسيطة حينما رفع عينيه ينظر الى الرَجُل امامه الذي ابتسم بوسع، رفع الرجل الورقة من تحت يد اياد ينظر اليها لِثوان يطمئن نفسه على التوقيع ، وتوسعت ابتسامته اسفل شاربه الاسود الكثيف مردفاً بغلاظة "رَبنا يديك خيرالمكان ويكفيك شَره يا بشمهندس"

"آمين يارب!" خرج صوت شمس من جانبه ولكن بنبرة هامسه ، يدها تشد على قميص الذي بجانبها كمحاولة يائسة لكتم حماسها ، وهي تعض شفتها السُفلية بسعادة، وقف اياد فورما وقف الرجل ليتصافحا شاكراً اياه "تسلم يا حَسن " وسريعاً ما وجد اجابة من الرجل الذي سحب حقيبته الجلدية وهو يمشي الى الخارج ومعه من المال ما يكفيه لخمسة اشهر قادمة "لو عوزت اي حاجة انا في الخدمة، في شقة فاضية فوق لو حابب معروضة للبـ.."

"لا بقا خلاص دنت خدت كل الي حيلتي " سريعاً ما اجابه اياد ، جملته ليست صحيحة بالكامل لكنه لا يريد ان يعرف هذا الرجل عن ماله، فبالتأكيد سيطمع بالمزيد، وهذا ما يجول ببال الرجل بالفعل، قهقه حسن بخفة بينما يتوجه الى سيارته "ربنا يرزقك يا عم وتشتري العماره دي كلها .."

"آمين يارب!" كان ذلك صوت شمس للمرة الثانية الذي خرج بترجي وهي تنظر الى سَقف المكان ، جاعلةً من ابتسامة اياد تتوسع بضحكة على شكلها ، لكنه هتف بصوت مرتفع يسمعه الرجل الذي رَكب سيارته "آمين ويرزقك انت كمان بالي نفسك فيه بقا، ماعدا النسوان بس عشان نكون واضحين"

"يا عم انت مش فاهم حاجة ، مافيش احلى من الستـ.. سلملي على المدام بقا ، سلامو عليكو!" سريعاً ما فر هارباً بسيارته ما ان لاحظ وجود شمس التي تجلس على الكرسي البلاستيكي موسعةً عينيها بصدمة من جرئة كلامه ومقصد حديثه الواضح، ضحك اياد عائداً الى داخل المكان وهو ينظر الى الفراغ الكبير الموجود ، حيثُ واخيراً اصبح هناك شيء ما يخصه هو وحده، يمتلكه ولن يجبر على دفع ايجار له كل شهر .

"استاذ حسن ده شخص غريب اوي " علّقت شمس وهي مازالت تنظر الى مذهب السيارة لتقف خاطيةً الى زوجها الذي يضع يديه في جيبه "ايه الغريب فيه؟ ده محامي محترم ومعروف"

"لا يعني ، بيقول كلام غريب .. بيحب الستات ومعرفش اي .. بيئة اوي " وضحت مقصدها له ببرائة وهي تُعلق يدها في عضده ، لكن برائتها تلك استغلها هو بشيء ما في ذهنه ليعلق ضاحكاً "غريب انه بيحب الستات؟ المفروض يحب ايه يعني ؟!"

"مش الي فبالك ! انا قصدي حاجة تانية!... بص.. متكلمنيش خلاص !" سريعاً ما هتفت بتلعثم واضح في حديثها بسبب استغبائه في فهم مقصدها، رغم انها متأكده انه يفهم ما تعنيه الا انه دائماً يُفضل احراجها بتعبيراته التي تحتوي على معانٍ كثيرة غامضة ، تحتاج الى رموز منحرفة الفكر لفكها، توقف اياد عن الضحك لاعقاً شفته السُفلى متفقداً للمكان بعينيه "لازم يجهز بأسرع وقت، لو الموضوع مشى زي ما انا مخطط هتبقا فاتحة خير علينا من الآخر "

وسَأبقى مَعكWhere stories live. Discover now