22: مُغلَق

746 55 22
                                    

حَاولت اكون انسان، بس السُكر سُكر..

• • • •

وَسطَ توتر الطقس بينهم، كانت شَمس تجلس بين إياد واخته سلمى، وامامها حماتها وابنتها الصغيرة رؤى التي تكتف ذراعيها بلؤم، وتنظر اليهم بنظرات اسشفاء وانتقام، وامها تُكتف ذراعيها تنظر اليهما بصبر تنتظر توضيح لما يحدث في منزلها من فوضى، تحمحم إياد ينظر الى ساعة يده بتفقد، تبقى نصف ساعة على موعد عَمله ، ولكنه لم يتركهم ويذهب لكونه يخشى ان يقتلوا شمس في عدم وجوده.

"هتفضلوا ساكتين كده؟" قطعت وفاء الصمت لتعض شمس شفتيها بأحراج متنهدة وهي تفرك يديها ببعضهما البعض "يعني.. حضرتِك فاهمة اكيد ان اي اتنين متجوزين بيكون ليهم بيت خاص بيهم ، عشان كده إياد اقترح عليا نستقر فشقتنا بقا وكده"

وسعت وفاء عينيها بصدمة ونقلت نظرها الى اياد الذي هو ايضاً مُنصدم ، ونكز شمس بذراعه هامساً لها بينما يُعيد شعره الى الخلف "انتي بترميني فوشها يعني؟ ماشي لينا بيت يلمنا " خرجت من شمس ضحكة ساخرة لم تستطع كَتمها اكثر وهي تهمس اليه في المُقابل "مش لما امك ترضى اصلاً"

تنهد اياد ملتفتاً الى امه التي بدأت تغضب لما يحدث، هي لا تريد ان يبتعد عنها اياد او حتى شمس، لا تستطيع تخيل البيت بدونهما سوياً "ليه تروحوا شقتكم ؟ هو حد زعلكم في حاجة؟" كادت شمس تنفي سريعاً لكي لا يُفهم الأمر بشكل خاطئ، لكن رؤى سريعاً ما تحدثت مُضيقة عينيها "عايزين تستقروا ولا بتهربوا بعد الفضايح الي عملتوها؟"

شهقت شمس بغير تصديق بينما رؤى وجدت نفسها تُسحب من يد اياد الذي امسك برأسها يجرها اليه لتصرخ ضاحكة لكونها نجحت في اغاظته "بس بقا .. انا لو بعمل حاجة في الحرام مش هيحصل الي بيحصلي ده" وعَلت ضحكات رؤى التي لم تكترث بالألم بقدر اكتراثها بمضايقتهم "مجبتش حاجة من عندي انتوا الي مفضوحين " وجدت رؤى اختها سلمى تسحبها من بين يدي اياد الذي كان على استعداد تام ليقتلها خنقاً وهي تحاول كتم فمها "ما تسكتي بقَا.. "

"يا طنط احنا عايزين نبدأ حياة جديدة سوى، مش ده كلامك برضو ولا ايه؟" حاولت شمس ان تُثني رأيها بأقناعها بكلامها وتذكيرها بما قالته مُسبقاً ، ولكن وفاء سريعاً ما نفت برأسها "ماشي هو مينفعش تبنو حياتكوا معانا يعني ولا ايه؟"

"يا امي .. يا حبيبتي اقسم بالله عندي شغل وامبارح مروحتش يعني عماد هيدفني ، انا شاري العفش بشيء وشويات وأكيد مش شاريه عشان يتحنط يعني.." قَلبت امه عينيها بدون اي ذرة اقتناع، رغم ان الشُقة فوق شقتهم تماماً ، كما ان شمس بالتأكيد لن تجلس بمفردها طوال الوقت في شقتها حينما يكون اياد ليس موجوداً، لكن كل ذلك لم يهم وفاء، هي لا تريد ان تكون غرفة ابنها فارغة فقط.

لكنها ايضاً لم تستطع الرفض، في النتيجة هي تعلم جيداً ان اياد لم يكن ليكترث وكان سينتقل للأعلى فوراً وبدون ان يأخذ موافقتها، وتعلم ايضاً ان سبب اقناعها الآن هي شمس لأنها لا تريد التقليل من شأنها كالأم في النهاية، وهذا فقط ما جعلها تصمت بدون ان تُعطيهم موافقة او رفض، تنهد اياد بتعب حينما لم يجد الأجابة التي يُريدها من امه ووقف سريعاً ساحباً هاتفه من جانب الأريكة "انا رايح ، عايزين حاجة ؟"

وسَأبقى مَعكWhere stories live. Discover now