21: فَضيحة

789 62 25
                                    

وأغث قلبي يا الله فإني وَ قلبي بغير غَيثك ما ارتوينَا

• • • •

لم تستطع دُنيا انزال عينيها من على يُوسف الذي بكل بساطة لم يجعلها تتحدث، ولا هو تحدث، فقط ليُجيب مكالمة ابنته، كان يبدو سعيداً وهو يحادثها، ومهتماً بما تقوله وبشدة، اشفقت دُنيا على نفسها في تلك اللحظة، وللمرة الثانية انكسر قلبها ومن قبل حتى ان يُحب، علقت املها للحظات ان تَنشئ علاقة بينها وبين يُوسف، فهي قد رأت به انساناً عاقلاً، جيداً في كل شيء وكان هذا واضحاً عليه حتى بدون ان تسأل هي، رأت المثالية فيه، ووضعت لنفسها املاً على شيء، ولكن يبدو ان القدر يسخر منها للمرة الثانية، فهو يملك عائلة، وهي الدخيلة هُنا.

ابتسم يُوسف منهياً المكالمة واغلقت ابنته الأتصال، التفت يُعطي دنيا بعضاً من انتباهه مبتسماً "معلش كانت المُكاملة مهمة جداً مقدرتش أأجلها " ومن باب الشفقة على نفسها ابتسمت هي الأخرى بلطف له لتُبدي نفسها عادية امامه "ماشاء الله مش باين عليك خالص انك متجوز وعندك بنت كمان "

همهم يُوسف ولم تسقط  ابتسامته وتحدث وكأن الأمر عادياً "بس انا مش متجوز حالياً، احنا منفصلين" رمشت دُنيا للحظات تحاول استيعاب ما يقوله وكيف يقوله، هو يتحدث وكأن الأمر شيئاً عادياً ، الم يكن يحبها؟ كانت تريد سؤاله هذا السؤال لكنها تذاكت ولم تسأله ، فقط تحدثت بلطف حقيقي تلك المرة "باين انك متعلق ببنتك اوي " ويوسف لم يُنكر، بل التقط بروازاً صغيراً على مكتبه ووضعه امام دُنيا، لترى الصورة ، ولم تكن سوى صورة ابنته "لُجين روحي، مش متعلق بيها ، هي اصلاً كل حاجة فحياتي"

تنهدت دنيا بلطف على شكل الفتاة اللطيفة جداً، ذات سن ساقط في مقدمة اسنانها، بينما شعرها طويل وكاحل اللون ذات مقدمة شعر قصيرة تُغطي جبينها، تبتسم بوسع وهي تُشير الى غمازتيها بأصبعيها ، وترتدي فُستانا لطيفاُ اصفر اللون "قمر اوي، بجد ماشاء الله جميلة اوي وشبهك جداً ، كأنها نُسخة عنك بس بناتية شوية"

ضحك يوسف بخفة على تشبيهها "هي فعلاً شبهي، عُقبالك لما تجيبي بنات زيها واحلى " ضمت دنيا شفتيها الى بعضهما البعض تحبس ضحكتها الساخرة، وقفت عن مكانها تحمل الحقيبة على كتفها وتحدثت بينما هي تتحرك الى الباب "انا همشي بقا عشان العربية بعيدة عن هنا، مرسي يا دكتور تعبتك معايا" لكن يوسف استوقفها سريعاً بأستغراب لرحيلها السريع رغم ان حجزها كان لساعة كاملة "لسه الوقت مخلصش ، مستعجلة على ايه؟"

"حابة اروح اتمشى بس، ومرسي مرة تانية" واغلقت الباب خلفها ، نظر يوسف قليلاً الى الباب الذي اغلق، ثم نظر الى ساعة معصمه بتفحص، وضم كفه بقوة ، هو الآن يُجاهد نفسه لكي لا يلحق بها ويسألها عن سبب انقلاب مزاجها هكذا، يراوده شعور ما ان ما يشعر به عندما يراها مُتبادل بينهم، وان كان هذا صحيحاً فلا يريد ان تضيع هذه الفرصة من بين يديه ، لا يريد ان يُضيع دنيا من يديه ايضاً.

وسَأبقى مَعكWhere stories live. Discover now