24: مَعَـكَ

785 54 11
                                    

هِي تبحثُ عن الكمال، ولا تعلم انها كمالي ومُكملتي.

• • • •

تَرَجلت دُنيا من سيارتها البيضاء، حينما وصلت الى الموقع الذي قام يوسف بأرساله لها، نظرت الى البيت لثوان، كانت عمارة كبيرة وحديثة الشكل وَ المظهر ، كانت تتوقع انه يمتلك قصراً او بيتاً خاص به، لكنه يسكن في شُقة، هذا منطقي نوعاً ما لرجل اعزب.

استقلت المصعد الى الطابق السادس حيثُ يسكن، خرجت من المصعد وفوراً ما اصلحت شعرها مرةً اخرى ترتبه رغم انه مرتب، كما انه اكتسب طولاً مما جعله لا يبدو قصيراً كالسابق، اصبح متوسط الطول نوعاً ما ، ضغطت على زر الجرس مرة واحدة، سريعاً ما فُتح الباب من خلال يوسف الذي كان يبتسم بشدة مما دل انه كان يضحك قبل ان يفتح لها الباب، لكن ابتسامته توسعت، هي ترتدي مثله.

فُستاناً سكري اللون طويل ويغطي اكمامها ، حركة جريئة من دنيا ان ترتدي ثياباً اكثر احتشاماً من السابق، بل وايضاً استقصدت ارتداء ذات اللون الذي يرتديه يوسف، بدوا وكأنهم خططوا لفعل هذا، لكن من فعلت هي دنيا فقط.

"هفضل واقفة على الباب كده؟" تسائلت بأحراج من نظراته المعلقة عليها، وعاد يوسف الى واقعه وابتعد عن الباب مشيراً الى الداخل "لا طبعاً اتفضلي"

"مرسي.." شكرته متحركةً بكعبها الذي يحمل ذات اللون متحركة الى الداخل كما اشار، وهي تُمسك بحقيبتها امامها ، اقترب يوسف اكثر واشار الى احدى طرق الشقة التي تتأملها دنيا وتنظر الى زينة عيد الميلاد، واسم ابنته الذي زين الصالة حديثة الطُراز، مشت امامه ومع بضع خطوات وجدت ازدحاماً كبيراً نوعاً ما.

اطفال كثيرون يقفون بجانب ابنته صاحبة العيد ميلاد، كانت ابنته جميلة وبريئة بحق ، وفستانها الذي يحمل ذات اللون الذي يرتديه ابيها جعلها اكثر جمالاً وكأنها ملكة، كانت طليقته المُحجبة تجلس على اريكة ما بجانب زوجها، هناك امرأتين كذلك وثلاث رجال، الزينة تملأ المكان بشكل رائع، وموسيقى العيد ميلاد تصدع في المكان.

حينما رفعت لجين نظرها الى ابيها ، اقتربت منه سريعاً متجاهلةً الاطفال حولها، لتتوسع ابتسامة دنيا التي اخرجت عُلبة صغيرة من حقيبتها وانحنت لتكون في نفس طول لجين التي نظت اليها بأستغراب وهي تمسك بأصبعي ابيها الذي هتف مشيراً الى دنيا "لُوجي يا حبيبتي دي طنط دنيا"

"هاي طنط.." اردفت لجين بترحاب عادي لكن دنيا سريعاً ما ابتسمت على لطافة تلك الفتاة وقدمت اليها العُلبة بأبتسامة كبيرة "كل سنة وانتي طيبة يا لوجي.." التقطت لجين العلبة سريعاً بفضول ان ترى ما بداخلها، فتحتها برفق وتوسعت عينيها بحماس وهي ترى ذلك السلسال الرقيق الذي رسم في نهايته قلب صغير يليق بعنقها، رفعت نظرها الى ابيها تنظر اليه وكأنه تأخذ منه الاذن لتقبل الهدية التي فاجئتها.

وسَأبقى مَعكWhere stories live. Discover now