الثالث عشر

ابدأ من البداية
                                    

                        *******************
أماا أسيل فعندما سمعت صوت تلك الخطوات دارت جسدها الصغير خلف صندوق خشبي كبير من الواضح أن بهِ أشياء تخص ذلك المخزن، وكان بجواره نافذة صغيرة، ظل الرجل يبحث بعينه في الغرفة ولم يتحرك، من الواضح أنه كان يبحث عنها ولم يعلم حتى الأن أنها في الغرفة بالتأكيد.
كانت تكتم أنفسها بصعوبة، عينيها أتملئت بالدموع، تشعر أنها على بضع خطوات من الموت! ولكن مهلًا، لا تعلم ماذا حدث، ولكنها سمعت خطوات ذلك الرجل وهو يخرج من الغرفة ويتحدث مع رجل أخر، استغلت الفرصة وفي لمح البصر كانت تفتح النافذة وتقفز منها.
وساعدها على ذلك قصر قامتها وجسمها النحيف.
خرجت من تلك النافذة على ساحة كبيرة مختلفة عن تلك الساحة التي كانت فيها من قبل، كانت جدرانها من الزجاج الشفاف أيضًا ولكن بها اعمدة كثيرة وأدراج في كل ركن فيها! لا تعلم إلى أين يوجهون هؤلاء الأدراج.
كانت ساحة فارغة أيضًا، أو هكذا كانت تظن، لمحت بعض رجال الأمن وقفون بجوار درج كبير
تسمّرت خلف العمود وأرهفت الحس لكي تسمع ماذا يقولون وليتها لم تسمع.
ـ هو راح فين؟
ـ وديناه على المخزن، هيتأدب ونشوف هيروح فين.
ـ سمعت أنه مشتبه فيه أنه أرهابي هو والبت اللي معاه؟
ـ عرفت، شكله هيتنقل لمعتقل جنوب سينا، أصل مفيش حد بيفكر يقرب من المخزن ده غير البُعدّه دول، منهم لله مله البلد.
ـ بس مسرقوش حاجة.
ـ يبني البت مش لقينها، الكاميرات جابتها أنها دخلت مخزن المعدات والأنذارات كلها بتتصلح انهاردة بسبب اللي حصل امبارح، أكيد سرقت أو كانت هتسرق حاجة.
ـ تعالوا بسرعة، المجسم البديل لسطوانة تبلير اتسرق.
هكذا هتف ذلك الرجل الذي أنضم لهم، كان آتي يركض من الخارج، وعندما رأهم قال ما قاله لهم دون مقدمات.
وهنا ركضوا كل الرجال في أتجاهات مختلفة وهم يدعون الله أن يقبضوا على تلك الفتاة، وإلا ستكون مصيبة وطرقت على رأسهم جميعًا.
أما أسيل فبعدما سمعتهم ضربت على خديها بصدمة وهو تتمتم وهي تكاد أن تبكي:
ـ ينهار اسود، معتقل! الواد هيروح في شربة مياة!
نهت كلماتها وبدأت تتجول بعينيها في المكان، تبحث على مخرج، ولكن لا يوجد!
كل الأدراج صعدوا من خلالها رجال الأمن، فقط كانت عينيها على ذلك العمود الاصق في الحائط الزجاجي، تترجى الله أن تصل له، وبالفعل سمع الله رجاءها، جميع رجال الأمن ذهبوا هنا وهناك، وذلك الرجل الذي كان يقف في الساحة يراقب المكان جاء له صديقه ومن الواضح أنه يخبره شيء هام، ابتسمت واستغلت الموقف وفي لمح البصر أنتقلت من خلف العمود للعمود الأخر، ولكن مهلًا ماذا أستفادت؟ هكذا قالت لحالها وهي تضع يدها على وجهها بيأس، انتهى الأمر واضح أنها على بعد خطوات من الموت، لا مفر من قادرها بالتأكيد.
ولكن هل ترى ماذا يحدث؟ مع إتكائها على ذلك الحائط الزجاجي شعرت كأنه يُفتح مع الإتكأ عليه!
نظرت له بترقب وضغطت عليه بحذر، والمفاجأة إنه بدأ أن تُفتح مثل نافذة صغيرة من اللوح الزجاجي! نافذة على بعد متر أو متر ونصف من على الأرض تقريبًا، نافذة لا تتعدى النصف متر في الأرتفاح وأقل من متر عرض.
نظرت لها وهي تحمد ربها، نظرت لها لثوانٍ وهي تفكر هل جسدها سيدخل بها من الأساس؟
ولكن لا وقت للتفكير، فحان وقت المقاذفة، يأما تنجح وتخرج من هنا، أو سينحشر جسدها بداخل تلك النافذة وينتهي بها الأمر.
وقفت عقلها عن التفكير، كان الرجل مازال يتحدث مع زميله، أنا هي فبالفعل خرجت رأسها من تلك الفاتحة الصغيرة، ثم خرجت يدها وحاولت أن تسند بيدها على الأرض التي كانت تطولها بأطراف أصابعها، كانت تتحرك يمين ويسار حتى خرج نصف جسدها للخارج، والنصف الأخر كان مازال بالداخل! ثوانٍ وسمعت أصوات داخل الساحة! من الواضح أن أقترب من مكانها أشخاص، دب الرعب في جسدها، وفي لمح البصر كانت تدفع جسدها بكل قوتها للخارج، وبالفعل نجحت وخرجت بالفعل!
وقعت على الأرض وهي تلهث بعنف والعرق تجمع على وجهها، أخذت أنفاسها ولملت أعصابها ثم وقفت وركضت دون تفكير، كانت تركض وتركض وهي تدعي الله أن يسترها على نوح التي لا تعرف عنه شيء!
ولكن وقفت سريعًا عندما رأت من على بعد تلك البوابة التي دخلوا منها لذلك المكان، ولسوء حظها كان يقف عليها 3 رجال أمن، حقًا هي أصبحت على بعد خطوة واحدة من الخروج من ذلك المكان.
جاء في ذهنها فكرة، وهي أن تلقي عليهم حجارة لكي ينشغلوا بها وتركض هي بعيد، بالطبع فكرة مثلت في كل الأفلام القديمة ولكن بالنسبة لها في ذلك الوقت كانت فكرة جديدة من الدرجة الأولى! وبالفعل أقتربت منهم بحذر ومسكت حجارة وجهزت حالها لكي تلقيها بجانبهم.
وبالفعل مسكت الحجارة ولكن مهلًا؛ فالحجارة تطير في الهواء وتخبط في رأس الرجل وليس خبطت بجانبهم!
مسك الرجل رأسه وبدأ أن يصرخ من الألم! والرجالين الأخرين ينظرون حولهم برعب عن الفاعل، بينا هي فكانت تقف خلف حجر كبير ركبتيها يخبطون في بعضهم بسبب غباءها، نظرت للحجر الأخر وقررت ألقاءه هو الأخر! ودون تفكير ألقت الحجر الأخر على رأس الرجل الثاني، صرخ هو الأخر وركضوا ثلاثتهم مثل المكاذيب وهم يسبوا ويلعنوا في ذلك المختل الذي يرمي عليهم الحجارة!
وبالفعل نجحت خطتها الساذجة! وأبتعدوا ثلاثتهم عن البواية لكي يبحثوا عن الفاعل.
وبما أنها كانت قريبة منهم من الأساس فنجحت أن تركض في لمح البصر وتخرج من البوابة.
كانت تلهث بعنف وهي تصيح قائلة لحالها:
ـ فلت منيهم! فلت منيهم مش مصدق بجد!

رحلة عبر الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن