الفصل العاشر_الجزء الثاني(منذ ١٣عام)

ابدأ من البداية
                                    

ابتسمت هي بخجلٍ طفيف من حديثه حينما غمز لها فتدخل والدها يقول بسخطٍ:
"هتعوز منك إيه يعني؟ أنتَ طالع تلبس..أنتَ بقى عاوز حاجة ؟"

أومأ له ثم أضاف قائلًا بثقة تتمتزج بنبرة الاستفزاز:
"آه عاوز....عاوزها تبخرني أصلي محسود بعيد عنك"

نظر لـ «مرتضى» وهو يقول بـ لوم من أفعال ابنه:
"شوف ابنك يا مرتضى و ابعده عني و عن بنتي كدا مينفعش"

نظر «مرتضى» لابنه وهو يقول بضيق:
"عيب كدا يا وليد أنتَ مش صغير و بعدين دي مراتك و ابوها قاعد.... يعني تاخدها و تتكلموا فوق براحتكم مش هنا قدامنا"

ضحك الجميع على حديثه الغير متوقع حتى «هدير» نفسها ابتسمت ابتسامه طفيفة، رُسمت بسمة خبيثة على شفتي «وليد» عند تحول ملامح «محمد» إلى الاندهاش و هو ينظر لأخيه فوجده يضيف بنبرة جادة:
"ريح نفسك يا محمد شوية علشان أنا حايشه عنك بالعافية أصلًا...لو عاوز عبلة هاخدها من النهاردة بس أنا مراعي إنك مرتبط بيها...بس لو ابني هيتعب يبقى ناخدها و أضمن راحته أحسن"

نظر له «محمد» بقلة حيلة ثم أخرج زفيرًا قويًا فتحدث «طه» يقول بهدوء:
"يلا نجهز علشان الصلاة قربت و علشان مرتضى يفتح الجامع للناس"

أومأ له الجميع ثم انسحب الرجال خلف بعضهم تباعًا حتى يلحقوا الصلاة بالمسجد، بينما «مروة» اقتربت من «هدير» التي جلست بجانب شقيقتها بهدوء كما هي في سكونها ثم جلست بجانبها وهي تبتسم لها ثم قالت بحنان:
"أنا عارفة أنتِ حاسة بإيه علشان أنا كنت زيك كدا، أمي ماتت و أنا لسه في تالتة ثانوي و بقيت لوحدي و ساعتها كان نفسي بس أحضنها أو أحس في حضن أي حد باللي كنت بحس بيه معاها...رغم إن دا عمره ما هيحصل علشان حضن الأم مفيش زيه...بس أنا أمك يا هدير ينفع أحضنك أنا"

قالتها «مروة» بنبرةٍ شبه باكية مختنقة من مشاعرها الودودة تجاه تلك الفتاة التي عصفت الأيام بها و بقوتها حتى كُسرت تمامًا، نظرت لها «هدير» نظرةٍ مشوشة لا تدري ماذا تفعل و قبل أن تحرك ساكنًا وجدت نفسها بين ذراعي «مروة» وهي تربت عليها بحنانٍ بالغ جعل الأخرى تتشبث بها بقوة و كأنها طوق النجاة لها و الفتيات تنظر لهن بتأثر حقيقي، أما «مشيرة» فتنهدت بعمقٍ وهي تنظر لـ «جميلة» تود احتضانها بقوة لكنها لن تستطع، أما «جميلة» فنظرت بطرف عينيها لوالدتها و لم يغفى عليها ذلك الوميض اللامع حينما وجهت رأسها نحوها.
_________________

في شقة «حسن» وقف هو يطالع الشقة بأعين راضية بعدما تم تجهيزها لـ مجيء «هدير»، خرجت امرأة من الداخل تخطو ببطء بسبب جسدها الممتلئ وهي تقول بحماس:
"كدا كل حاجة خلصت يا أستاذ حسن...جهزت كل حاجة زي ما طلبت مني، تؤمر بحاجة تانية"

ابتسم هو لها بودٍ ثم أجابها:
"ألف شكر يا أم أمل، تعبتك معايا من امبارح، بس الله ينور الشقة بقت حاجة تانية"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن