الفصل الثاني_الجزء الثاني (مريض)

Começar do início
                                    

رفعت رأسها تنظر له بأعين دامعة تزامنًا مع رفع كفها حتى تزيل دموعها العالقة بـ اهدابها، ثم تحولت نظرتها للاستفسار عما تفوه به، فوجدته يومأ لها بقوة ثم ارتسمت بسمة خبيثة على وجهه وهو يقول:

"ما لا يأتي بالحق...نأخذه بالخدعة"

سأله «حسان» بنبرة مستفسرة ممتزجة بالتردد:
"يعني...يعني إيه فهمنا يا وليد؟"

أخذ «وليد» نفسًا عميقًا ثم قال بصوتٍ منخفض لم يصل لهما:
"اللهم طولك يا روح، كل ما يتكلم بيعصبني"

نظر له «حسان» متفحصًا فوجده يقول بمزاح:
"أنا هقولكم قصدي ايه، قصدي إن جميلة لحد دلوقتي فاكرة إن مشيرة شخص مؤذي و دا حقها بصراحة، بس محدش فينا يقدر ينكر إن مشيرة كانت ماشية ورا فاطمة، يعني هي دايرة واحدة بتلف على الكل، اللي أذى هيتأذي، و اللي وجع غيره هيدوق الوجع دا، مشيرة داقت الوجع دا لما بنتها رجعت و رفضت وجودها، و لما سابت بيت أهلها ولما واحدة زي خديجة مقدرتش تسامح في حقها، يمكن الحسنة الوحيدة اللي حصلتها إنها رجعتلك تاني، جميلة سامحت فاطمة لأن هي عارفة إن كلنا بشر، يبقى النقطة هنا إن مشيرة تسامح فاطمة قدام جميلة و تقول نفس الكلام اللي قالته انها مش عارفة تسامح فـ حق خديجة و زينب، ساعتها جميلة أكيد مشاعرها هتتحرك ناحية مشيرة، و تبدأ تلين معاها، بس الأهم من كل دا هو إن مشيرة تسامح علشان هي مستنية تتسامح، إنما الحق عند ربنا مبيروحش، في النهاية  هتمشوا و تروحوا مكان تاني أحسن من دا، قولوا إن شاء الله"

رد عليه «حسان» بسخرية:
"عاوزنا ندعي على نفسنا يا وليد"

رد عليه «وليد» باستفزاز بعدما رسم بسمته التي تعبر عن الضيق:
"أنا بدعيلكم بالجنة، هو أنتَ دخلت في نيتي علشان تعرف؟"

تدخلت «مشيرة» تسأله بنبرةٍ مهتزة بعدما اذدردت لُعابها:
"يعني أنتَ شايف أني لو سامحت فاطمة بنتي هتسامحني هي كمان؟ و خديجة ممكن تسامحني؟"

حرك كتفيه وهو يقول بنبرة طبيعية:
"والله مش عارف، بس متبقيش طماعة، كفاية إن بنتك تسامحك"

ابتسمت هي بسخرية ثم قالت بنبرةٍ موجوعة:
"هتصدقني لو قلتلك إن مسامحة خديجة عندي أهم من مسامحة جميلة؟"

أومأ لها موافقًا ثم أضاف مؤكدًا:
"أنا متأكد من دا، جميلة متأذتش أصلًا، كفاية انها بعدت عنك، علشان عمرها ما كانت هتبقى كدا لو اتربت معاكي، لكن اللي اتوجعت بجد خديجة، اللي ضاع منها احلى سنين عمرها خديجة، اللي لسه لحد دلوقتي بتخاف تتكلم خديجة، بس أنا واثق انها هتيجي يوم و تحسبها صح، دلوقتي بقى البسوا و تعالوا معايا"

رد عليه «حسان» بهدوء:
"نيجي معاك فين؟ اوعى تقول بيت الرشيد؟"

أومأ له «وليد» مؤكدًا ثم قال بسخرية:
"اومال هاخدك الملاهي؟ طبعًا هنروح بيت الرشيد"

تَعَافَيْتُ بِكَOnde as histórias ganham vida. Descobre agora