| المظله _ le parapluie |

لحن النحيب

تسدل الغيوم أمطارها فى الأفق منذرة الجميع الاحتراس تتساقط دمعه تلو الأخرى آه عذراً أقصد قطره لم أميز أهي دموع أم قطرات

تسير وتتابع الجميع مابين الهرولة للرحيل أو حماية نفسه من المطر لما يبدون أنهم ينقذون أنفسهم من الغرق حسنا هذا غريب

أكملت المسير تحدق بعينين فارغتين كقاع المحيط المظلم مع عبوس جبين خفيف لم يكن متعمد

تحمل المظلة ذات الطريق ذات الشارع ذات الطقس الملبد دائما لا تدر أهو طقس هذه البلد أم عقلها

ارتفع جانب شفتها فى سخرية من توارد الفكره ولاذعتها فى أن واحدا

نعم لقد اختارت لندن مدينة الضباب الهلاوس والاشباح ذات القتامة الماكرة والشوارع منعدمة الحياة لإخفاء الهوية الباطنة فى عقلها لتسقطها على لندن في النهاية

مطاطي الرأس خائر القوى متصلب الجزع

ممسك للهاتف فى يديه صامت الملامح رفع رأسه للسماء يناجي الإله من قلبه ليبتعثه في هذه اللحظة لكن أتت الاستجابة على غير هواه

شرعت السماء تدندن ألحان الحياة بقطراتها بدأت تدنو من وجهه قطره تلو الأخرى لتكون كحبيبات الندى على أستار رموشه

كأنها تقول له أن أوانك ليس الآن وأعطيك فرصه للنحيب دون لفت الانظار

أفرج عن مدمع العين فأخذ يفيض دمعه تلو الأخرى إلى أن تعالت شهقاته أصبح صدره ينتفض بعنف أصاب عموده الفقري رعشة فأخذ في ارتجاف الجسد

حل سلاسل الوقار عن الجسد فأخذ يشجو ويصبو بما يشتكي

طأطأ رأسه واندمج مع حزن قلبه الذي فاق حد الكلمات التى تلقاها ابتل بالكامل هدء النحيب ويبدو أن الصدر أبى السكوت تعالت الشهقات وضرب القلب للضلوع أوجعه

اشتد المطر فزفرت في تململ للضرورة إسراعها أخذت تمشط خريطة عقلها للعثور على طريق مختصر تعرف له آخر فكم مشيت لدروب لا تعرف لها مأوى ولا حتى جدار فقط سواد

ابتسامة خفيفة رسمت على شفتيها يعجبها أنها مازالت تستطيع الاعتماد على نفسها حقا

أسرعت للوجه المطلوبة أخذت تسير وطرقات الحذاء هي المسموع الوحيد مع تخييم بعض الضباب في الخلفية حقا واو أن هذا المكان المثالى لقتل أحد

هكذا أردف عقلها لم تنهره أنها تحبه بظلامه افكاره بنفحة الموت هذه

سمعت صوت شهقات تعلو كأن حقا هناك قاتل يجر جثه أو أيعقل أن الضحية تصارع لنفسها الاخير

حسنا لقد تراجعت عن حبها له هذا العقل يحتاج للتهشيم

مضت مع كل نقره حذاء يعلو صوت الشهقات حتى وتزيد ضربات قلبها